مواقع الزفاف الإلكترونية أحدث صيحة في عالم الزواج بالهند

تقدر قيمتها بـ 30 مليار دولار
تقدر قيمتها بـ 30 مليار دولار

تعتبر مواقع الزفاف الشخصية أحدث صيحة في عالم الزواج في الهند، حيث يقدر حجم هذا المجال بما يصل إلى 30 مليار دولار أميركي.
وسواء كانت هناك أزمة اقتصادية أم لا، فإن الناس لا يخجلون من الإنفاق على ما يؤمنون بأنه أهم يوم في حياتهم، ويحاول بعضهم التفوق على بعض بأن ينظموا حفلات زفاف متميزة عن غيرهم، حيث يذهب البعض في رحلة لمشاهدة الكنائس الأوروبية القديمة، في حين يستعين البعض الآخر بالنجوم العالميين لإحياء الحفل. فكل عام تظهر صيحة جديدة لتنضم إلى القائمة، وأحدث هذه الصيحات هي مواقع الزفاف الشخصية.
وعندما تزور الصفحة الرئيسية لموقع الزفاف، تجد صورة مجمعة لزهرتين تسقط منهما قطرات بكل منها وجه مبتسم، وأسفلها تعليق بمقولة عن الحب، ورقم هندي يتحرك بهدوء في الخلفية. هذا هو الشكل التقليدي لموقع الزفاف الهندي. 
وتساعد هذه المواقع العروسين على الوصول إلى أصدقائهما وأقاربهما وإخبارهم بكل المعلومات عن يوم الزفاف، وفي الوقت نفسه إعطاء احتفالاتهما لمسة شخصية ومتفردة.
وليس ضروريا أن يكون موقع الزفاف عبارة عن صفحة واحدة بسيطة بها تفاصيل عن التواريخ والأماكن وطلب تأكيد الحضور، بل يمكن أن تكون أفضل من ذلك للتعبير عن فرحة العروسين وأسرتيهما بارتباطهما، فينشئ العروسان قسما مستقلا على الموقع ليتحدثا فيه عن قصة تعرفهما، تعقبها رسائل شخصية من العريس والعروس تعبر عن سعادة كل منهما بالعثور على الآخر، بعبارة أخرى يكتب العروسان عهودهما على الإنترنت، وهذا لا يساعد على مشاركة سعادتهما مع العالم فحسب، بل يفيد أيضا في تأجيج مشاعر الحب بينهما. 
ويتبادل المعارف من كلا الأسرتين الحكايات عن رأيهم في العروسين معا ورأيهم في كل منهما على حدة، ويكتبون التهاني والأمنيات لهما، وبهذه الطريقة يكون كل شخص قد كتب رأيه كاملا ليقرأه الجميع.
الصور أيضا وسيلة أخرى للتعبير عن البهجة التي يشعر بها العروسان لوجودهما معا. ومن الوسائل اللطيفة لذلك أن ترتب الصور بحيث تروي قصة معينة عن العريس والعروس، ومن الطرق الرائعة الأخرى لبث البهجة في الموقع إضافة أغنيات هندية.
كما يمكن بعد أن ينتهي الزفاف وتهدأ الضجة أن يستخدم العروسان هذا الموقع إلى الأبد للذكرى، وأن يجتمعا معا لقراءة ما كان يريد كل شخص أن يقوله لهما، إضافة إلى قصصهما وأمنياتهما. 
ولم يسبق أن سمع أحد من أسرة أمبيكا أنافكار عن شيء اسمه موقع زفاف، فقد ارتفعت صيحات التعجب والحماس من الأسرة والأصدقاء حينما أرسل إليهم الشاب ذو السبعة والعشرين عاما رابط الموقع. وقد أخذهم الموقع ومضى بهم في «الرحلة الرومانسية» للعروسين، وأعطاهم لمحة عن الاحتفالات المقبلة.
ويقول أنافكار الذي دخل القفص الذهبي في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2011: «لدي أصدقاء وأقارب كثيرون مقيمون بالخارج ولا يستطيعون حضور زفافنا.
هذا الموقع الذي أهداه لي صديق يعمل مصمما للمواقع أعطاهم الفرصة للمشاركة في مراسم الزفاف». وقد انتقلت الزوجة الجديدة إلى دلهي، وما زالت تتعرض لسيل من الأسئلة عن موقعها الأنيق والمميز. 
وقد انتهت الأيام حيث كانت الدعوة لحفل الزفاف تأتي في بطاقة مزرشكة ومعها علبة حلويات، فهذه البطاقة بدأت تختفي ببطء وباطراد ويحل محلها رابط إلكتروني يعطي للعروسين مساحة على الإنترنت يضعان عليها مختلف التفاصيل من مكان الزفاف إلى الدعوات، وكذلك لإرسال رسائل تذكيرية قصيرة إلى المدعوين.
ويقول جوتام شارما، وهو خبير إلكتروني مقيم في الولايات المتحدة وهو الذي صمم موقع الزفاف الخاص به: «لو كانت الفرصة متاحة، لوددت أن ألتقي جميع أصدقائي في الهند وأوجه لهم الدعوة شخصيا، لكن هذا لم يكن ممكنا لأنني أعيش في الولايات المتحدة.
وفي الوقت ذاته كنت أريدهم أن يقابلوا زوجتي ويتعرفوا عليها وأن يشاركوا في احتفالاتنا بالزفاف. وحينها وجدت بالصدفة موقع زفاف خاصا بأحد أصدقائي، فقررت أن أنشئ موقعا لنا نحن أيضا».
إن ما بدأ محاولة مكلفة بعض الشيء لم تكن سوى في متناول عدد محدود في تسعينات القرن الماضي، أصبح لا يتكلف شيئا في يومنا هذا. يقول أميت باردواج، صاحب أحد مواقع الزفاف: «إنشاء موقع زفاف سهل للغاية كأنك تدير مدونة.
نحن ننشئ أكثر من خمسة آلاف موقع زفاف في الشهر، وإذا كانت المحتويات والصور جاهزة، فسيستغرق الأمر أقل من ساعة لإنشاء أحد هذه المواقع». لقد أصبح هذا المفهوم شائعا للغاية، ومع الوقت سيزيد عدد من يفضلون استخدامه. 
ويرى دكتور سيدانت، وهو متزوج العام الماضي، إنها أسهل طريقة لإخطار الأصدقاء والأسرة بكل الأحداث والأماكن والمواعيد المتعلقة بالزفاف، ويقول: «لقد استخدمت أنا وزوجتي اسمينا لإنشاء النطاق الخاص بصفحة الإنترنت حتى يتذكر الأصدقاء الرابط بسهولة».
وتتسم مواقع الإنترنت بسهولة استخدامها والوصول إليها وهي وسيلة فعالة للتواصل، وبالنسبة لأشخاص مثل سيدانت، فهي أيضا طريقة مضمونة للتأكد من وصول الدعوات إلى الأشخاص المعنيين.
ويقول: «كثيرا ما تضيع الدعوات في الطريق ولا يحضر الناس لأنهم لم يتسلموها، كما أنني أردت التقليل من استخدام الأوراق في حفل زفافي، وبالتالي بدا إرسال دعوات إلكترونية من خلال الموقع فكرة شائقة». 
وليس من العسير الحصول على موقع زفاف جذاب، فهناك مواقع جاهزة تتيح لك مواقع زفاف مجانية على النطاقات الخاصة بها، وكل ما يحتاج العروسان إلى فعله هو التسجيل في موقع مثل «mywedding.com» أو «Wedding.com» واختيار أحد القوالب الموجودة ثم اتباع سلسلة من الخطوات البسيطة. 
وبعض المواقع تقدم تصميمات بمقابل يمكن التغيير فيها حسب رغبة العروسين. على سبيل المثال، كان روخسار وراشد خان يخططان لإتمام زفافهما في 25 يناير (كانون الثاني) في دلهي، فقاما بشراء تصميم ثمنه 70 دولارا من موقع «WooThemes.com»، وهو موقع يسمح باستخدام أي من القوالب الموجودة به (مع وجود مرونة في مكونات الصفحة) من أجل الإعلان عن الأحداث الكبرى في حياتك. 
ويقول راشد: «سبق أن رأيت كثيرا من أصدقائي يستخدمون مواقع مجانية، لكن هذا كان يعني اختيار القوالب القديمة التي استعملت مرات ومرات». ولكن باستخدام التصميم الذي اشتراه العروسان، قاما بوضع صور طفولتهما وصورهما وهما مرتبطان، ثم أضافا صور زفافهما، وكان هناك منتدى خاص يمكن للأصدقاء والأقارب أن يتركوا فيه رسائل وتعليقات للعروسين السعيدين.
يقول راشد: «لقد شهد الموقع إقبالا كبيرا، وتلقينا ما يقرب من 150 رسالة من الزوار». أما من يريدون مظهرا حصريا وشخصيا لموقعهم فإنهم يستعينون بالخبراء، الذين يمكنهم تصميم مواقع حسب الطلب بها مجموعة متنوعة من الميزات التفاعلية لإضفاء المتعة على عملية التصفح بالنسبة لضيوفك.
ويتكلف موقع الزفاف البسيط بصيغة «إتش تي إم إل» الذي يتيح درجة بسيطة من التفاعلية نحو 10 آلاف روبية، أما المواقع الأكثر تعقيدا التي تتضمن كثيرا من المحتويات وبها درجة عالية من التفاعلية ويمكنها تشغيل ملفات الفلاش، فتصل تكلفتها إلى 250 ألف روبية أو أكثر. 
ويعتبر برنامج «شادي إي خاس» أول برنامج لإدارة الزفاف في الهند، وهو يساعد في تخطيط وتنظيم مناسبات الزفاف. يقول بارت كانوديا المسؤول عن البرنامج إنه هدية للراغبين في الزواج الذين يعيشون بعيدين جدا بعضهم عن بعض ومن المستبعد أن يلتقوا كثيرا قبل زفافهم. 
ويعمل هذا البرنامج كمنصة لإرسال دعوات شخصية، ومتابعة تأكيدات الحضور، ومتابعة عمليات الوصول والمغادرة، وإدارة قوائم المقترحات، وحفظ المستندات، وإدارة المعاملات مع الموردين، ومتابعة ترتيبات الإقامة في الفندق، وتقديم توجيهات للوصول إلى مكان الزفاف عبر خدمة «غوغل ماب»، وتحميل صور وفيديوهات الزفاف. وهذا التطبيق نقال وسهل الاستعمال ومتوافق مع «فيس بوك». 
صحيح أن الابتكارات التكنولوجية الترفيهية التي جلبتها مواقع الزفاف معها ربما تمثل تحديا للتقاليد، لكن التقليد القديم بالذهاب وتسليم بطاقة دعوة الزفاف شخصيا ومعها علبة حلويات سيظل دوما له سحر خاص مهما ظهر الجديد.