بيترا إيكيلستون .. من طفلة مدللة إلى مصممة أزياء

قالت بيترا إيكيلستون مصممة جديدة في عالم الإكسسوار اخترت السعودية لتكون أول سوق عربية لحقائبها وتآمل أن تلقى إعجاب العربيات
قالت بيترا إيكيلستون مصممة جديدة في عالم الإكسسوار اخترت السعودية لتكون أول سوق عربية لحقائبها وتآمل أن تلقى إعجاب العربيات

عندما تسمع باسم الشقراء العشرينية الجذابة بيترا إيكيلستون تخطر على بالك مباشرة شهرة أبيها الواسعة الملياردير ورجل الأعمال البريطاني الرئيس والمدير التنفيذي لإدارة سباقات الـ «فورميولا» الأهم في العالم، وحسابها المصرفي، وتكلفة عرسها الصيف الماضي التي وصلت إلى 12 مليون جنيه إسترليني (نحو 20 مليون دولار أميركي)، ومنزلها الجديد الذي أهداها إياه والدها بمناسبة زواجها من المصرفي جايمس ستانت في الولايات المتحدة وهو المنزل السكني الأغلى في لوس أنجليس ويبلغ ثمنه 92 مليون جنيه إسترليني (نحو 150 مليون دولار أميركي). 
 
وإضافة إلى كل ما ذكرناها من إفراط في الثروة وتضخم في حسابها المصرفي، فهي تبلغ من العمر 22 عاما، جميلة وابنة عارضة الأزياء العالمية السابقة سلافيكا راديك، تملك مقومات ورشاقة عارضة الأزياء ولها خبرة قصيرة في هذا المجال، إلا أنها تركته لرغبتها في العمل في مجال التصميم، وبالتحديد تصميم حقائب اليد النسائية الموجهة للنخبة بميزانية تتراوح ما بين 400 و4 آلاف جنيه إسترليني.
 
وفي أول مقابلة تجريها بيترا إيكيلستون مع صحيفة عربية، استقبلت جريدة «الشرق الأوسط» في مكتبها الواقع في «إيتون سكوير» المنطقة العقارية الأغلى في وسط لندن، وكانت بانتظارنا في واحد من منازلها الذي حولته إلى مكتب وفيه فريق عمل يزيد عدده على عدد أصحاب المكان، ولم تؤجل إيكيلستون اللقاء على الرغم من وصولها المتأخر من لوس أنجليس إلى لندن بسبب الإضراب الذي حصل في مطار هيثرو الشهر الماضي، إلا أنها وعلى الرغم من عناء وتعب السفر عبرت عن سعادتها بالتكلم ولأول مرة عن تصميمات حقائب اليد الخاصة بها التي تحمل اسم «ستارك»، والتي ستكون متوافرة في الأسواق العالمية والعربية هذا الأسبوع. 
 
في مستهل الحديث، قالت بيترا إنها تريد أن يأخذ العالم مهنتها وعملها كمصممة على محمل الجد، فهي ترفض التسمية التي تراها ملاصقة لها وهي «الطفلة المدللة» وتفضل باستبدالها بـ«الطفلة المحظوظة»، كونها تأتي من عائلة ميسورة جدا، وهي في طبيعة الحال لا تحتاج للعمل، إذ إن ثروة أبيها تتعدى الملياري ونصف المليار جنيه إسترليني، ولكنها تسعى دائما للتخلص من شبح الثروة الذي يلاحقها من خلال عناوين الصحف البريطانية والعالمية. 
 
وعن حقائب اليد التي تقوم بتصميمها، تقول بيترا إنها تشبهها وتشبه شخصيتها، فهي تصمم ما تحب أن ترتديه وتسعى دائما إلى استعمال أفضل أنواع الجلود وأجود أنواع الكريستال من شركة «سواروفسكي»، ووصفت بيترا حقائبها كونها مناسبة للمساء وللسيدات متوسطات العمر، فهي تهدف إلى تصميم حقائب تعطي النساء العشرينات نفسا من الرقي والكلاسيكية في قالب مميز، فهي تبلغ من العمر 22 عاما وتسعى إلى تصميم ما يناسبها ويتلاءم مع سنها، وتقول عن تشكيلتها إنها تناسب كل امرأة تحب الظهور بشكل جيد وأنيق، فهي لا تصمم لنوعية أو فئة معينة من النساء، إنما تصمم وفي بالها جميع النساء اللاتي يسعين للظهور بشكل لائق ومميز، أما بالنسبة للأسعار فهي تتراوح ما بين 400 و4 آلاف جنيه إسترليني للحقيبة الواحدة، والسعر يتغير مع اختلاف الجلد المستعمل، وهي تسعى لاستعمال الجلود الطبيعية مثل جلد التماسيح الاستوائية والتماسيح الأخرى، وتستعمل أقفالا على شكل نمر مرصع بحبات الكريستال، وبالنسبة للألوان فالأسود هو سيد التشيكلة إضافة إلى ألوان أخرى وألوان صارخة مثل الزهري، سيكون مخصصا لتشكيلة الربيع والصيف المقبلين. 
 
حقائب «ستارك» متوافرة حاليا في محلات «هارفي نيكولز» في مدينة الرياض، وستكون التشكيلة متوافرة في أسواق عربية أخرى في المستقبل القريب. 
 
وتقول بيترا عن اختيارها للسعودية لتطلق فيهما تصميماتها، إنها أرادت من خلال ذلك جس نبض العربيات اللاتي وصفتهن بالرقي والأناقة المفرطة، وكلها أمل أن تنال التشكيلة إعجاب العربيات التي قالت إنها من أشد المعجبين بأناقتهن واهتمامهن بمظهرهن في أي وقت من الأوقات، وتوقفت هنا وقالت مبتسمة: «لا أعرف كيف يفعلن ذلك، فهن يظهرن أنيقات وهن في لندن في جميع الأوقات»، ووصفت جمال المرأة العربية بالرائع، وتساءلت عن سر روعة شعرهن الكثيف؟ 
 
تجربة التصميم هذه ليست الأولى بالنسبة لبيترا إيكيلستون، فكانت لها تجربة سابقة في هذا المجال عندما كانت في الـ 18 من العمر، وأطلقت حينها تشكيلة كاملة من الملبوسات الرجالية تحت اسم «فورم»، وهنا تقول بيترا إن الصحف لم تعطها فرصة للدفاع عن إخفاق عملها وإغلاق الشركة، معللة ذلك بسبب الظروف الاقتصادية المتردية، قائلة إن توقيت طرح الماركة في الأسواق كان خاطئا، وكان في خضم العاصفة الاقتصادية حول العالم، ولو أن التصميمات لاقت استحسان الرجال وتم بيعها في محلات «هارودس» في لندن، وكانت على صلة مباشرة مع سباقات الـ«فورميولا واحد»، ويعود الفضل في ذلك إلى أبيها الذي مهد لها الطريق وفتح أبواب الشهرة لها ولأختها تمارا على مصراعيه. 
 
وردا على سؤال عما إذا كانت تكره كون شهرة أبيها التي تطغي على عملها، بالقول: «لا أبدا، لا بل أنا فخورة كوني ابنة رجل بوزن بيرني إيكيلستون وامرأة ناجحة مثل أمي سلافيكا، إلا أنني أريد أن ينظر إلى كمصممة ناجحة وليس فقط امرأة ثرية». 
 
ومن مشاريع بيترا المستقبلية، التركيز أكثر على تصميم حقائب اليد وتصميم عطر خاص بها. وبالحديث عن رغبتها في تأسيس عائلة مع زوجها جايمس لم تخف بيترا حماسها في الموضوع، متمنية أن ترزق بطفلة، وحينها قد تكون حاضرة لتصميم ملابس الأطفال أيضا، وقالت بيترا إن تصميماتها تباع في الولايات المتحدة وتلقى نجاحا كبيرا، ويعود الفضل في ذلك إلى زوبعة الشهرة والمشاهير في أميركا أكثر مما نشهدها في المملكة المتحدة، وقد يكون سبب نجاح تصميماتها التي تباع في محلات ذائعة الصيت مثل «ساكس أفينيو» هو التقاط الصور للمشاهير وهم يحملون الحقيبة أو غيرها، ولكنها بدت غير راضية على بعض المشاهير الذين أصبحوا مصممي أزياء ويستغلون شهرتهم لعرض منتجاتهم، وقالت إنها لا تقبل بمثل هذا الأسلوب لأنه لا يجوز استغلال الشهرة لعرض منتجات خاصة. ولكن وفي نفس الوقت قالت بيترا إنها تحتفظ بحقيبة من كل تصميم تقوم برسمه وتنفيذه في مكتبها وتحمل بعضا من حقائبها المفضلة وخاصة باللونين الزهري والأسود. 
 
وشددت بيترا على أنها تحاول قدر المستطاع أن تعيش حياة عادية بعيدا عن التعقيدات، فهي تتابع عملية التصميم والرسم بجانب فريق عمل كامل في لندن وتتابع عملية التصنيع في مدينة فلورنس في إيطاليا، وتشرف على استيراد الجلود من كافة أنحاء العالم. 
 
وأضافت بيترا أن البعض يرى أنها ليست بحاجة للعمل، إلا أنها تعتقد أنها لا يمكن أن تجعل أبناءها وأحفادها فخورين بها إلا من خلال مهنة حقيقية تصنعها بنفسها، لأن هذا ما يجعل لكل مرء كيانا، وتنزعج عندما تقرأ مقالات في الصحف الغربية تصفها بالطفل المدلل الذي يعيش على حساب أبيه الثري. وأضافت أن البعض ينسى أن والدها ووالدتها يأتيان من عائلتين متواضعتين جدا وصنعا نفسهما بنفسهما ولم يتكل والدها على ثروة أحد للوصول إلى ما آل إليه. 
 
وعن سبب تخليها عن مهنة عرض الأزياء بعد تجربة قصيرة، قالت بيترا إنها لم تشعر يوما بأنها تصلح لهذا المجال، لأنه مجال تاريخ صلاحيته قصير وهي تسعى لمهنة تنجح فيها لمدة زمنية طويلة. 
 
وتكلمت بيترا عن حياتها الشخصية واصفة إياها بالعادية قائلة: «أنا لست امرأة اجتماعية من الطراز الأول»، البعض يرى بيترا خجولة وهي تقول: «أنا لست خجولة بقدر ما أشعر بالانزعاج عندما أكون وسط عدد كبير من الوجوه التي آلفها»، ووصفت علاقتها بوالدها ووالدتها اللذين انفصلا بالجيدة جدا، فهي تسعى دائما لزيارتهما كلما جاءت إلى لندن. 
 
وعن إقامتها في لوس أنجليس منذ أن تزوجت الصيف الماضي، تقول بيترا إنها تعشق شمس لوس أنجليس وتجدها مناسبة جدا لها، لأنها تملك 7 كلاب، والمناخ الجميل يساعد على الوجود في الحديقة أكثر وفي الهواء الطلق أكثر مما تستطيع فعله في لندن. 
 
من هي بيترا إيكيلستون 
ولدت بيترا إيكيلستون في ديسمبر (كانون الأول) عام 1988 وهي الابنة الصغرى للملياردير بيرني إيكيلستون الرئيس والمدير التنفيذي لإدارة سباقات الـ «فورميولا واحد» الأهم في العالم. 
 
ولدت بيترا وترعرعت في منطقة تشيلسي في لندن، وهي على علاقة وثيقة بعالم السباقات، وحضرت أول سباق سيارات وهي في عامها الأول، وحضرت بعدها أكثر من نصف بطولات سباقات الـ«فورميولا» كل عام بصحبة أهلها وشقيقتها الكبرى تمارا. 
 
تلقت بيترا شهادتها الدراسية من مدرسة «فرانسيس هولاند» الخاصة، وحصلت على شهادة الثانوية العامة بدرجة «ممتاز»، عملت في بداية حياتها في مجال عرض الأزياء على خطى والدتها سلافيكا عارضة الأزياء الكرواتية السابقة. وعرضت لمصممين عالميين أمثال جوليان ماكدونالد خلال عروضات لندن للأزياء، إضافة إلى العمل مع المصممة الإيطالية ألبيرتا فيريتي في ميلانو. 
 
في عام 2008، عملت بيترا في أول مشروع تصميم أزياء خاص بها تحت اسم «فورم»، وكانت التجربة عبارة عن تصميم ملابس خاصة بالرجال، واستمرت العلامة الخاصة بها في النجاح على مدى 3 فصول متتالية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية المتردية حالت دون مواصلة بيترا تصميم الملابس التي حازت إعجاب المشاركين في سباقات الـ«فورميولا واحد»، وأغلقت الشركة أبوابها بعدها لأنها لم تكن تريد أن تهدر أموال أبيها في مشروع لم يخلق في ظروف اقتصادية ملائمة. 
 
بيترا هي سفيرة مؤسسات خيرية كثيرة على رأسها المؤسسة التي تعنى بمرض التهاب السحايا، خاصة أنها كانت هي نفسها تعاني هذا المرض في صغرها عندما كانت في سن الـ 14. وقامت بتصميم سوار إلى جانب المصممة كارولينا بوتشي يباع ويذهب ريعه لمرضى التهاب السحايا (مينينجاتس). 
 
تزوجت بيترا في أغسطس عام 2011، وانتقلت للعيش في لوس أنجليس مع زوجها جايمس ستانت وهو يعمل في القطاع المصرفي. 
 
وتتفرغ حاليا لتصميم حقائب اليد تحت اسم «ستارك»، وتستعمل في تصميمها الجلود وأحجار السواروفسكي.