بيت يبتعد عن المألوف .. كل ركن فيه يختلف عن الآخر

ألوانه صاخبة وكل ركن فيه يختلف عن الآخر ليعكس أسلوب حياة أصحابه
ألوانه صاخبة وكل ركن فيه يختلف عن الآخر ليعكس أسلوب حياة أصحابه

لا يكف عالم الديكور عن محاولة تحقيق معادلة البيت الهادئ ذي الخصوصية المعمارية المتميزة والذي يعكس هوية وشخصية أصحابه في الوقت ذاته.. وهذا بالذات هو الشعار الذي يرفعه مصمم الديكور عمرو جبل، حيث يؤكد من خلال أعماله أن تميز أي منزل ما هو إلا نتاج شخصي للأنماط المحيطة به وبسكانه.
 
هذا الشعار ينعكس ببساطة شديدة على فيلا قام بتصميمها حديثا، وجاءت عبارة عن نسيج متجانس من العصرية والصخب في آن واحد، تماشيا مع شخصية سكانه، ويشير المصمم إلى أنه عندما تحدث مع صاحبة الفيلا فهم منها أنها وعائلتها يميلون بطبيعتهم إلى المرح والانطلاق، كما يفضلون الحياة العصرية على كل ما هو تقليدي.
 
يشرح جبل: «لهذا لجأت في مرحلتي التصميم والتأثيث إلى البحث عن الخطوط غير التقليدية من خلال المزج بين عدة أنماط مختلفة من الديكور مع الحفاظ على التوازن والانسجام في كل ركن، ساعيا إلى الدمج بين النمط الحديث و(العربي)».
 
ويتابع جبل: «لقد تعمدت استخدام مجموعة من الخامات المختلفة في التصميم الواحد مثل الأحجار الطبيعية والرخام والخشب، إضافة إلى بعض الخامات الصناعية مثل الألمنيوم، والاستانلس، والأكرليك»، كما لجأت إلى الجلود الصناعية، وحرصت على دمج الألوان المتناقضة والصارخة، مثل الرمادي الباهت مع الأحمر الصارخ والأصفر والأخضر والأرجوانى، وذلك لإضفاء بعد على المساحات وحرية في التفكير والتنفيذ».
 
عندما تسلم جبل الفيلا، كانت عبارة عن 4 غرف مقسمة بالدور الأرضي، و3 غرف بالدور العلوي، فيما تقدر مساحة كل دور بـ250 مترا، بالاتفاق مع صاحبتها هدم جميع الجدران الموجودة بالدور الأرضي ما عدا حمام الضيوف الذي ألحق به مغسلة خارجية، ولجأ إلى حيلة ذكية لإعطاء مدخل الفيلا ثراء وفخامة تمثلت في وضع الصالون «الرئيسي» في مستوى أعلي، وبناء درجة رخامية بشكل قوس.
 
وانسجاما مع لون الرخام في الأرضية، جعل خلفية الجدار الرئيسي من الحجر الرخامي، وحرص على إنشاء 3 فتحات في الجدار لوضع بعض التحف فيها لإضافة روح للمكان. فحسب رأيه، أن المنزل يكتسب حيوية عندما تعلق على جدرانه رسومات وجوانبه إكسسوارات وتحف. 
 
ووجد أن الملائم لهذا الديكور الإضاءات المخفية في السقف الجبسي الأبيض، أما الجدار الثاني في المكان نفسه، فتم تطعيمه بحروف عربية باللون البني الغامق، وطلاء الخلفية باللون البرتقالي الصارخ لخلق التناقض في المكان نفسه.
 
أما السقف، فتميز بدوائر بداخلها أيضا حروف بالخط عربي في محاولة لخلق استمرارية بربطها بالجدران، فيما جاءت باقي الأرضيات من البورسلين الأسود. وقد راعى المصمم أن يغلف أغلب المقاعد بالجلد البيج اللامع لإعطاء المكان لمسة عصرية.
 
بالنسبة لغرفه المعيشة يقول: «اخترت أن تكون جدرانها بدهانات ذات خطوط طولية تجمع أغلب ألوان المكان من الأحمر الصارخ إلى البرتقالي، والذهبي، والزيتي، والبيج، الذي يعتبر هو الخلفية لكل هذه الألوان، وكان لا بد فيها من استعمال خشب (الباركيه) باللون الغامق».
 
ويضيف: «كانت منطقة المطبخ هي السهل الممتنع، حيث جاء على الطراز المكسيكي، لكن بلمسة عصرية. فهو مفتوح على غرفة الطعام ومصنوع من خشب الأرو البني الغامق والأرضية من البورسلين. ورغم أن الفيلا ذات مساحة معقولة، فإنني سعيت للاستفادة من كل ركن في المكان، فقمت بتصميم جلسة أمام المدخل بجانب السلم يمكن لأصحاب المنزل الجلوس فيها ومشاهدة الحديقة.
 
حرصت أيضا أن يكون حمام الضيوف بتصميم بسيط؛ إذ صممت المغاسل فيه على شكل عمود خشبي جلس فوقه حوض مزخرف بماء الذهب، وقد تم رسم جميع الأبواب بالدور الأرضي يدويا برسومات تجمع العصري بالكلاسيكي».
 
يتم الوصول إلى الدور العلوي عبر سلم بدرابزين مصنوع من خامة «الاستانلس ستيل»، فيما تم تزيين جدار السلم برسمة مرصعة بكريستال شواروفسكي، الملون بأشكال زخرفية مبتكرة.
 
ويعتبر المصمم الدور العلوي، المكان الأكثر حميمية، فهو يضم غرفتي نوم رئيسيتين، وأخرى للضيوف، بالإضافة إلى المطبخ الرئيسي، وتماشيا مع حب أصحاب البيت لأجواء الحفلات، تم تصميم غرفة للموسيقى والترفيه أرضيتها عبارة عن زجاج مضيء من الأسفل بألوان متغيرة، وتم تركيب أجهزه ليزر ودخان ببعض أماكن الغرفة.
 
كما رسم العديد من الرسومات على أغلب الجدران بطريقة تجريدية تضفي الكثير من البهاء والحيوية على المكان، كما جعل غرفة النوم الرئيسية تخرج عن الطابع المألوف ليكسوها اللون الأحمر والرمادي والأسود ووضع بها إضاءات الهالوجين الخلفية.
 
ويخلص مصمم الديكور عمر جبل بنصيحة من خلال تجربته هذه، وهي عدم تكرار وحدات الديكور في المنزل، حتى يعكس كل ركن نمطا مختلفا. السبب؟ أن هذا يخلق جوا من المرح في المنزل، لافتا إلى أن مثل هذا الأسلوب في التصميم يتناسب مع الشخصيات المنطلقة التي تبتعد في حياتها عن الرسميات والمألوف.
 
عندما فكر مصمم الأزياء الأميركي، ريك أوين، في أن يدخل مجال الديكور ويصمم قطع أثاث متميزة، وضع نصب عينه قطعا خاصة بزوجته، ميشال لامي. من هذا المنطلق، لم يبخل عليها بالمواد النادرة ولا بالتصاميم المبتكرة أو الأحجام السخية والغريبة أحيانا، وقد قدم المجموعة مؤخرا بقاعة «ماكسفيلد» بلوس أنجليس، قائلا: «إنها متوحشة تمثل صخورا قاسية بنار ملتهبة في كهف متوحش».
 
وقد تجلت هذه الرؤية في 15 قطعة أثاث شملت كراسي وكنبة وشاشة، وطاولة وسريرا، كان القاسم المشترك بينها أنها صنعت كليا من مواد تعود إلى مئات السنين. أشكالها أيضا جاءت درامية، الأمر الذي شرحه بقوله إن «صناعة الأثاث تشبه كثيرا تصميم الأزياء الراقية.
 
فهي عملية تستغرق الكثير من الوقت وتحتاج إلى حرفية عالية جدا، تتبلور في قطع معدودة وفريدة، وخصوصا أن موادها نادرة. تبدأ أسعار المجموعة من 10.000 دولار أميركي إلى 78.750 دولارت أميركيت لهذه الكنبة.