لماذا تُوصف مدرات البول لعلاج ارتفاع ضغط الدم؟

 هناك أنواعا عدة من الأدوية التي تعمل على زيادة إدرار الكليتين للبول، كما أن تلك الأدوية المُدّرة للبول قد تُستخدم في معالجة حالات مرضية مختلفة.


ولذا، وكما ذكرت في أسئلتك، قد تجد أن الطبيب يصف أحد أنواع مُدرات البول لمريض لديه ارتفاع في ضغط الدم، ويصف نفس ذلك النوع لمريض آخر لديه ضعف في قوة عضلة القلب أو مريض لدية تجمع للسوائل في الجسم نتيجة ضعف عمل الكبد.

وفي معالجة حالات ارتفاع ضغط الدم، تعتبر كثير من المصادر الطبية أن استخدام أنواع معينة من مُدرات البول هو الخطوة العلاجية الأولى.

وفي بعض الحالات تلك قد يكون ذلك الدواء المُدّر للبول كافيا لوحده في ضبط الارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي قد تستمر المعالجة به لوحده لفترة طويلة ولا يحتاج ضبط ارتفاع ضغط الدم إلى إضافة أدوية أخرى لأولئك المرضى.

والأدوية المُدّرة للبول تعمل على تنشيط إخراج الكليتين للأملاح والماء مع سائل البول، وهو ما يُخفف من كمية السوائل في الجسم، وخاصة السوائل المختلطة بسائل الدم في الأوعية الدموية. ولذا، فإن خفض كمية الأملاح والسوائل في الأوعية الدموية يُقلل من مقدار الارتفاع في ضغط الدم.

وإضافة إلى هذا، هناك آلية أخرى للأدوية المُدّرة للبول في معالجة ارتفاع ضغط الدم، ذلك أن بعض أنواع الأدوية المُدّرة للبول يعمل على ارتخاء العضلات المغلفة للأوعية الدموية، وبالتالي خفض مقدار ضغط الدم داخلها.

وإضافة إلى هذه الآليات للتأثير المباشر لتناول أدوية إدرار البول في معالجة ارتفاع ضغط الدم، دلّت نتائج العديد من الدراسات الطبية الطويلة الأمد في متابعة معالجة ارتفاع ضغط الدم، على أن تناول الأدوية المُدّرة للبول من قبل مرضى ارتفاع ضغط الدم يُقلل من احتمالات إصابتهم بأمراض القلب والسكتة الدماغية. أي إن هناك نتائج إيجابية بعيدة المدى بالنسبة لتناول أدوية إدرار البول في معالجة ارتفاع ضغط الدم.

والمهم ملاحظة أن بعض المرضى قد ينزعج من تسبب تناول الأدوية المُدّرة للبول في تكرار الذهاب إلى الحمام للتبول.

وهذا يُمكن التعامل معه باستشارة الصيدلي لتناول تلك النوعية من الأدوية في الأوقات التي يُمكن فيها للمرء تكرار التبول، مثل فترة الصباح أو فترة البقاء في المنزل، لأن تناولها في وقت متأخر بالليل قد يتسبب بتقطع النوم نظراً للاضطرار إلى تكرار الذهاب إلى الحمام للتبول.

 كما أن الطبيب يُتابع حالة مريض ارتفاع ضغط الدم حينما يتناول أحد أنواع الأدوية المُدّرة للبول عبر: تكرار قياس ضغط الدم، والسؤال عن أي آثار جانبية قد تتسبب بها، وطلب إجراء تحاليل للدم لمتابعة وظائف الكلى ونسب الأملاح والمعادن في الدم.