هل هناك تأثير للتدخين على عمل الأنسولين في الجسم؟

تشير نتائج الدراسات الطبية حول هذا الأمر إلى أن هناك علاقة بين النيكوتين وبين ارتفاع نسبة السكر في الدم.


وحتى اليوم تم التعرّف على عدة آليات لحصول هذا الأمر. الأولى هي أن النيكوتين يتسبب في خفض قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين، ما يرفع بالتالي من نسبة السكر في الدم.

والثانية هي أن النيكوتين يتسبب في رفع درجة مقاومة خلايا الجسم، وبالذات الخلايا العضلية، لمفعول الأنسولين، وبالتالي التقليل من تأثير هرمون الأنسولين في ضبط نسبة السكر في الدم، وزيادة الضغط على البنكرياس لإفراز المزيد من هذا الهرمون.

أما الآلية الثالثة فهي أن النيكوتين يتسبب في رفع نسبة هرمون كورتزول، هرمون التوتر، الذي يتسبب في تعطيل عمل هرمون الأنسولين، ويتسبب بالتالي في رفع نسبة السكر في الدم.

وأيضاً ونتيجة لارتفاع نسبة هرمون كورتزول، يحصل ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في كمية الدم التي يضخها القلب في كل نبضة، ويرفع من معدل نبض القلب ومعدل التنفس، كما يرفع من تطلّب الخلايا العضلية للمزيد من الأكسجين.

لاحظ معي أن النيكوتين ينتشر في الجسم بسرعة، وعلى سبيل المثال، وبعد استنشاق دخان التبغ، يصل النيكوتين إلى الدم عبر الشعيرات الدموية في الرئة، ومنها يصل إلى الدماغ خلال 8 ثوان. ويبقى في الجسم لمدة ساعتين حتى يتم التخلص منه في الكبد.

إضافة إلى ما تقدم من التأثيرات على نسبة السكر في الدم ونبض القلب وضغط الدم، يتسبب النيكوتين في زيادة احتمالات تجلط الدم وزيادة احتمالات تكوين تضيقات الشرايين.

وحول ما سألت عنه بخصوص تأثيرات النيكوتين على الجهاز الهضمي، فإن ذلك يبدأ من تسبب النيكوتين بجفاف الفم وتقليل إفراز اللعاب المهم في عملية الهضم، وزيادة احتمالات الشعور بسوء الهضم، وقرحة المعدة، والإسهال، وحرقة المعدة.