ضغط الدم ليس مرضا .. بل إنه علامة على وجود أمر سيئ في جسم الإنسان

ارتفاع ضغط الدم يحدث بصمت. إنه يتسلل إليك بحيث لا يمكنك الإحساس به لأنه لا يتسبب في ظهور أي علامات أو أعراض غريبة. ومع هذا فإنه يتسبب، وبمثابرته التي لا تتوانى، في حدوث مشكلات في الشرايين، والقلب، والكليتين، والأجزاء الأخرى من الجسم.
إن ارتفاع ضغط الدم ليس مرضا، بل إنه علامة على وجود أمر سيئ ما في جسم الإنسان. ويكون السبب في ظهور ارتفاع ضغط الدم لدى بعض المصابين به حالة تضيق الشرايين التي تغذي الكليتين (تضيق الشريان الكلوي «renal artery stenosis»)، أو حالة فرط نشاط الغذة الدرقية (hyperthyroidism) أو حالة اضطرابات الغدد الكظرية (aldosteronism).
وإن جرى علاج هذه الحالات فإن ضغط الدم يعود إلى مستوياته الطبيعية. ولكن، وفي أغلب الأحيان، لا يمكن العثور على سبب مباشر لارتفاع ضغط الدم. وفي هذه الحالة يطلق الأطباء عليه «فرط ضغط الدم الأساسي (essential hypertension)».
تأثيرات على الصحة
يفرض ارتفاع ضغط الدم عبئا منذ البداية على الأشخاص المصابين به وعلى الذين يعملون على التحكم بمستوياته، ويضيف المخاوف على الصحة العامة. وهو يتطلب تغيير أنماط الأكل وممارسة النشاط البدني ما دام النظام الغذائي القليل الملح والرياضة يمثلان وسيلتين مهمتين للحفاظ على المستويات الطبيعية لضغط الدم. كما يتطلب ارتفاع ضغط الدم تناول حبة واحدة أو أكثر من الأدوية يوميا.
وهناك أيضا عواقب بعيدة المدى لتأثيراته، فارتفاع ضغط الدم يساهم في حدوث السكتة الدماغية، والنوبة القلبية، وعجز القلب، وأمراض الكلى. وهو يودي في الولايات المتحدة بحياة 60 ألفا من المصابين به سنويا، ويساهم في وفاة 300 ألف آخرين.
أعباء خفية
ثم هناك الأعباء الخفية له، ولأن ارتفاع ضغط الدم يتداخل بمختلف الطرق مع الصحة فإن متوسط العمر للمصابين به يتدنى بمقدار 5 سنوات عن غير المصابين بارتفاع ضغط الدم.
كما رصد علماء إسبان أحد التأثيرات الخفية لارتفاع ضغط الدم، وهو تأثيره على النجاة (ديمومة الحياة)، وعدد حالات العودة للتنويم في المستشفى بعد التعرض لنوبة قلبية.
ودقق الباحثون في حالات 1007 من الرجال والنساء الذين أدخلوا إلى المستشفى على مدى 10 أشهر لأي مشكلة تتعلق بالقلب. وتراوحت تلك المشكلات بين آلام الصدر، والإغماء، والنوبة القلبية، وعجز القلب، والرجفان الأذيني (atrial fibrillation)، والتهاب التامور، أي التهاب غلاف القلب (pericarditis).
وقد شخصت نسبة 69% من هذه المجموعة من المشاركين بارتفاع ضغط الدم قبل إدخالهم إلى المستشفى. وتمت متابعة كل شخص لمدة سنة واحدة. وبنهاية تلك الفترة توفي 17% من المصابين بارتفاع ضغط الدم مقارنة بـ9% من غير المصابين به. واتبعت ظاهرة إعادة التنويم في المستشفى مرة أخرى بسبب مشكلات في القلب نفس النسق السابق، إذ أدخل 31% من المصابين بارتفاع ضغط الدم مقابل 18% من غير المصابين به (المجلة الأميركية لأمراض القلب، الإصدار الإلكتروني، 24 أغسطس «آب» 2011).
تخفيف الأعباء
ومن الممكن تخفيف أعباء ارتفاع ضغط الدم، بالحفاظ على المستويات الاعتيادية له بتناول الأدوية وتغيير أنماط الغذاء. إلا أن سبل الوقاية منه تبدو أفضل. ويقدم كل من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، ومراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها، وجمعية القلب الأميركية، التوصيات التالية:
- حافظ على الوزن.
- مارس الرياضة بانتظام.
- اتبع النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- قلل من تناول الصوديوم لأقل من 2300 مليغرام في اليوم (ملعقة شاي واحدة من الملح)، وتناول الكثير من البوتاسيوم (على الأقل 4700 مليغرام منه يوميا) من الفواكه والخضراوات.
- قلل التوتر.
- قس قراءات ضغط الدم.