ما هي فحوص القلب والأوعية الدموية الدورية اللازمة للنساء؟

زيادة خطر مشكلات القلب والأوعية الدموية
زيادة خطر مشكلات القلب والأوعية الدموية

أنا امرأة من عائلة يعاني أفرادها من أمراض القلب والأوعية الدموية. ورغم أني لا أعاني من ارتفاع في ضغط الدم، أو من ارتفاع مستوى الكولسترول، أو من مرض السكري، فإني قلقة من الكيفية التي سيقوم فيها طبيب القلب بفحصي، إذ إن النساء يعانين على الأكثر من أمراض في الشعيرات الدموية وليس بالضرورة في الشرايين. ما هي وسيلة الفحص اللازمة؟
 
على العموم، فان قرار إخضاع أي امرأة إلى فحص على القلب والأوعية الدموية، يعتمد على مدى خطر حدوث تلك الأمراض وعلى الأعراض التي تظهر عليها.
عوامل خطيرة:- 
وتشمل الأخطار عوامل لا يمكن التحكم بها، مثل التاريخ العائلي القوي (تعرض الأب أو الأخ لنوبة قلبية أو سكتة دماغية قبل عمر 55 سنة، أو الأم أو الأخت قبل عمر 65 سنة). إلا أن بمقدورنا منع أو تخفيف العوامل الكثيرة الأخرى من خلال تغيير نمط الحياة، أو بالأدوية، إن اقتضت الحاجة.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسية: السمنة، التدخين، الخمول، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى الكولسترول، مرض السكري. وهذه العوامل تؤثر على كلا الجنسين إلا أن البعض منها له تأثير أكبر على النساء، فمرض السكري مثلا يزيد من خطر أمراض القلب عند النساء أكثر من الرجال.
متلازمة التمثيل الغذائي:- 
كما تعتبر متلازمة الأيض (التمثيل الغذائي) metabolic syndrome عامل خطر آخر. وتشخص المرأة بهذه المتلازمة إن رصدت لديها واحدة من هذه الحالات التالية: طول محيط الخصر (المقاس عبر السرة) يبلغ 35 بوصة (89 سم) أو أكثر. ارتفاع غير طبيعي في مستوى الشحوم الثلاثية، انخفاض أقل من الطبيعي في مستوى الكولسترول المنخفض الكثافة HDL (الحميد)، ارتفاع أعلى من الطبيعي في ضغط الدم، وارتفاع أكثر من الطبيعي في مستوى سكر الدم عند الصوم.
وهناك بعض الدلائل بأن متلازمة التمثيل الغذائي هذه لدى النساء هي أكثر عوامل الخطر أهمية من حيث تأثيرها على حدوث نوبة قلبية مبكرة.
تعقيدات الحمل:- 
كما تقود بعض تعقيدات الحمل إلى زيادة خطر مشكلات القلب والأوعية الدموية. وتشمل هذه التعقيدات «تسمم الحمل» pre - eclampsia (ارتفاع ضغط الدم ومستوى البروتين في الدم)، ومرض «سكري الحمل» gestational diabetes، وضغط الدم الناجم عن الحمل. ويؤدي تسمم الحمل إلى مضاعفة خطر إصابة المرأة بأمراض القلب الاسكيمية (الناجمة عن نقص التروية الدموية) بمقدار مرتين، السكتة الدماغية، وتكون خثرات الدم في خلال 5 إلى 15 سنة من حدوث الحمل.
وقد أصدرت جمعية القلب الأميركية تحديثا لإرشاداتها الخاصة حول درء حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء بحيث شملت أيضا تعقيدات الحمل الأخرى مثل الإصابة بمرض الذئبة lupus والتهاب المفاصل الروماتويدي - اللذين يؤثران بشكل غير متناسب أكثر على النساء - بوصفهما من عوامل الخطر.
الأعراض قبل الفحص:- 
ولعلك تمتلكين واحدا أو أكثر من عوامل الخطر هذه، إضافة إلى تاريخك العائلي. إلا أن ذلك لا يكفي كدليل للخضوع إلى فحص دوري للقلب مثل اختبار تمارين الإجهاد، ما لم تظهر عليك أعراض مثل ضيق وانزعاج في الصدر، ضيق النفس، أو الدوار والدوخة.
وغالبا ما تسألني النساء عن الخضوع للأشعة الطبقية بواسطة الحزمة الإلكترونيةelectron beam computed tomography ((EBCT بهدف الكشف عن مقادير الكالسيوم. وأشير إلى أنه وحتى الآن فإن مقادير الكالسيوم calcium score في الشرايين التاجية لم يتم اعتبارها كعامل للخطر.
ولا تنصح «قوة المهمات لخدمات الوقاية» الأميركية بإجراء فحوص روتينية بواسطة الأشعة الطبقية بواسطة حزمة الإلكترونات، أو بفحوص تمارين الإجهاد exercise stress test للبالغين الذين توجد لديهم عوامل خطر ضئيلة للإصابة بأمراض القلب، كما تشير إلى أنه وحتى للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر متزايدة، فانه لا يوجد ما يكفي من الأدلة للتوصية بإجراء مثل تلك الفحوص أو عدم إجرائها.
أمراض الشعيرات الدموية:- 
وفي الحقيقة فإن النساء يعانين أكثر من الرجال من أمراض الشعيرات الدموية microvessel disease، وهي الحالة المرضية التي تخفق فيها الشعيرات الدموية المغذية لعضلة القلب في التوسع بشكل مناسب لتمرير الدم، الأمر الذي يمنع تدفق الأكسجين إلى القلب ويؤدي إلى ظهور آلام في الصدر.
إلا أن أفضل اختبار لمرض الشعيرات الدموية يسمى «احتياطي التدفق الجزئي» fractional flow reserve لا يمثل واحدا من الفحوص الدورية. وهو فحص بعملية تدخلية يتم إجراؤها فقط للنساء اللواتي تظهر لديهن الأعراض واللواتي تؤكد تمارين الإجهاد وجود حالة مرضية لديهن، الأمر الذي يستدعي إجراء عملية قسطرة للقلب.
وعلي هنا أن اذكر أمرا واحدا حول تاريخك العائلي: فإن حدث وعانى واحد من أقاربك من موت فجائي مبكر (لأي سبب من الأسباب) فعليك إجراء تخطيط كهربائي للقلب electrocardiogram (ECG). إن لم تكن قد أجريته حتى الآن - وذلك للتأكد من واقع الأمر والتحقق من الدلائل على الخطر المتزايد لوجود اضطراب غير طبيعي في إيقاع القلب.
إلا أن أهم الأمور التي يمكنك إجراؤها لحماية نفسك من أمراض القلب والأوعية الدموية هو السيطرة على عوامل الخطر لديك والحفاظ على نمط حياة صحي، فهو أهم جوانب الوقاية.
وقد وجدت «دراسة صحة الممرضات أن النساء اللواتي يتبعن نمط حياة صحيا يشمل اتباع نظام غذائي حصيف، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الامتناع عن التدخين، يقللن من الخطر عليهن بنسبة 80%».