دراسة حديثة: علامة بيولوجية في الدم تؤشر إلى اقتراب الوفاة

كشفت دراسة حديثة، شارك فيها ما يقرب من 2000 شخص في السويد، عن أن كبار السن ممن تكون لديهم مستويات أعلى من المستويات الطبيعية من جزيء يساعد في تنظيم الالتهاب في الدم، كانوا أكثر عرضة للموت خلال الـ 12 سنة التالية.
ولم يتضح بعدُ ما إذا كان قياس هذا الجزيء الكيميائي، المعروف باسم «كاثيبسين إس» cathepsin S، من الممكن أن يساعد الأطباء في التنبؤ بخطر الموت أو المرض لدى الأشخاص، لكن النتائج يمكنها أن تجدد الاهتمام بـ «كاثيبسين إس» كهدف، لأغراض إنتاج عقار طبي.
وبالفعل يجري تطوير عدد من العقاقير التي تمنع عمل الجزيء في علاج الأمراض التي تكون ذات مناعة ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والألم المزمن.
مؤشر بيولوجي 
ودرس الباحثون مجموعتين مختلفتين من السويديين، بلغ متوسط أعمارهم 70 عاما. وتم تتبع الأفراد لفترة تتراوح بين 8 أعوام و12 عاما، وخلال تلك الفترة مات نحو ربع هؤلاء الأفراد.
وبعد السيطرة على عوامل أخرى، مثل السن والوزن وضغط الدم والعلاج وتاريخ المرض، اتضح أن مستويات «كاثيبسين إس» كانت لا تزال مرتبطة بمخاطر حدوث الوفاة.
وفي إحدى هاتين المجموعتين، تضاعفت نسبة خطورة وفاة الأشخاص الذين ترتفع لديهم مستويات الجزيء خلال هذه الفترة الزمنية بصورة تفوق الأشخاص الذين تقل لديهم مستويات الجزيء.
وفي المجموعة الثانية، ازدادت نسبة خطورة وفاة الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من «كاثيبسين إس» نتيجة الإصابة بمرضين محددين، هما: القلب والسرطان. وقد تم نشر البحث في 30 أغسطس (آب) في مجلة «الجمعية الطبية الأميركية».
وقال جوهان أرنلوف، الطبيب والعالم بجامعة أوبسالا، الذي يشرف على هذه الدراسة:
«إن هذا الجزيء يشير إلى الأسباب الأكثر شيوعا للموت، وهو أمر غير عادي».
وأشارت النتائج التي تبعت بحثا أجري على الحيوانات إلى أن لعب الجزيء دورا في كل من ظهور الأورام وتضخم اللويحات المترسبة على الشرايين، مؤشر لمرض القلب.
علاوة على ذلك، وجدت مجموعة من الدراسات الصغيرة على البشر أن البدناء أو المصابين بالسكري لديهم مستويات مرتفعة من الجزيء. وقال أرنلوف: «لهذا الجزيء أدوار معقدة داخل الجسم. ويبدو أنه مرتبط بالكثير من الأمراض كما أنه مرتبط بالألم أو الالتهاب المزمن».
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن «كاثيبسين إس» سيساعد الأطباء في توقع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان بصورة أفضل من الأدوات الموجودة؛ إذ يرى توماس وانغ، أستاذ مساعد في كلية هارفارد الطبية، أن ارتباطه بمرض القلب ضئيل، وهو يقل عن ارتباط ضغط الدم أو مستوى الكولسترول.
ولا يزال الباحثون بحاجة إلى تحديد ما إذا كان الجزيء مرتبطا بصورة دقيقة بهذه الأمراض، أم أنه مؤشر عام على الشيخوخة أو اعتلال الصحة، بحسب وانغ الذي لم يشارك في هذا البحث.
وقال وانغ في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية:
«إن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا قياسها، المرتبطة بمخاطر الموت المستقبلية، لكن من غير المجدي أن يقوم الأطباء بقياسها في عياداتهم»؛ لأنه من غير الواضح حتى الآن كيف يمكن أن تكون هذه المؤشرات ذات جدوى في العلاج، بحسب وانغ. وإذا قام الباحثون بتطوير عقاقير مثبطة للكاثيبسين، فإن قياس هذه المستويات قد تساعد على التنبؤ بالأشخاص الأكثر استجابة.