علاج جديد لعلامات «هرم اليد»

عندما نريد التعرف على عمر المرء، فإننا نجد أن ظهر اليد يكون أكثر دلالة من الوجه والرقبة. ولحسن الحظ، يستخدم أطباء الجلدية تقنيات جديدة لاستعادة حجم اليد وإزالة «بقع العمر» البنية الداكنة، بهدف تغيير علامات التقدم في السن هذه.


وفي الاجتماع الصيفي للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية لعام 2011 داخل نيويورك في أغسطس (آب) الماضي، عرضت اختصاصية الجلدية، دي آنا غلاسر، الزميلة بالأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية والأستاذة بقسم أمراض الجلدية بجامعة سانت لويس، آخر التطورات فيما يتعلق بعلاج علامات تقدم العمر التي تظهر في اليد، بما في ذلك استعادة حجمها من خلال تعبئة الجلد أو استخدام دهون المريض نفسه وتحسين قوام جلد باستخدام تقنيات ليزر جديدة.

تقول الدكتورة غلاسر: «مع تقدم عمرنا، تفتقد اليد صلابتها وحجمها وتصبح الأوردة والشرايين أكثر ظهورا. وعلاوة على ذلك، يتغير قوام الجلد؛ حيث يبدو متجعدا أو تظهر فيه بقع يطلق عليها عادة (بقع العمر) وهي من العلامات على تقدم العمر».

ومع اهتمام عدد متزايد من الناس بفكرة أن اليد تظهر العمر بصورة غير مناسبة، تشير الدكتورة غلاسر إلى أن اختصاصيي الأمراض الجلدية يطبقون تقنيات تساعد على استعادة نضارة اليد، وهي تقنيات حققت نجاحا كبيرا في الوجه. وعلى الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على هذه التقنيات لعلاج الوجه، فإنها لم تحظَ بعدُ بموافقة لاستخدامها مع اليد حتى الآن.

وتحدثت غلاسر عن عمليات تعبئة الجلد التي استخدمت لأعوام لاستعادة الحجم المفقود، لا سيما في الوجنتين، بهدف إزالة تجاعيد تتشكل أسفل الأنف وبجانب الفم. وباستخدام أسلوب مشابه، يستخدم أطباء الجلدية حاليا تعبئة الجلد لاستعادة حجم الأيدي.

استعادة حجم اليد وتقول الدكتورة غلاسر، في حديث لموقع «ميديكال نيوز توداي» الطبي: «إن تعبئة الجلد تعد خيارا رائعا لاستعادة الحجم واستعادة شكل اليد عندما يكون للمريض جلد رقيق تبرز منه الأوردة والشرايين. وتساعد تعبئة الجلد في استعادة حجم ظهر اليد ورفع الجلد وإخفاء الأوردة والشرايين، كما يضفي ذلك شكلا أكثر نضارة لليد».

وتستغرق عملية تعبئة الجلد في ظهر اليد نحو 20 - 30 دقيقة، ولا تحتاج إلى تخدير. وتوضح غلاسر أنه مع أن الكثير من المرضى ربما يعانون كدمات خفيفة، فإن عملية الحقن هذه تعطي نتائج فورية وتبقى لمدة عام تقريبا.

وعلى الرغم من أن تعبئة الجلد عبارة عن عملية من خطوة واحدة وتستخدم على نطاق واسع، تشير الدكتورة غلاسر إلى أنه توجد حالات يستخدم فيها دهن المريض نفسه لاستعادة حجم اليد.

وعلى سبيل المثال، إذا كان مقررا إجراء عملية شفط للدهون للمريض، يمكن استخدام الدهون التي يتم التخلص منها خلال عملية شفط الدهون لحقنها في اليد واستعادة حجمها المألوف.

ليزر لعلاج الجلد

وإلى جانب علاجات لجعل اليد أكثر نعومة وسمنة، ناقشت الدكتورة غلاسر استخدام تقنية ليزر جديدة لعلاج الجلد في مناطق اليد متفاوتة المستوى والتغيرات الشائعة في تركيبة نسيج اليد والتبقعات المصاحبة للتقدم في العمر.

وكما هو الحال مع استعادة شكل الوجه، يساعد جهاز الليزر التجزيئي في تحسين شكل الجلد وترقيق الخطوط في اليد من خلال استهداف أجزاء صغيرة في الجلد، ولأن الليزر يعالج جزءا صغيرا من اليد، يترك الجلد المحيط من دون علاج ويساعد ذلك في التسريع من عملية الشفاء.

وبعد هذا النوع من العلاج باستخدام أشعة الليزر، يجب أن يتوقع المرضى تحول الجلد إلى اللون الأحمر، وكأنه أصيب بحرق شمس، لمدة أسبوع أو 10 أيام، وبعد ذلك يتحسن في الشكل بصورة تدريجية. ووفق حالة كل مريض، ربما تكون هناك حاجة إلى 3 إلى 6 علاجات باستخدام جهاز الليزر الجزيئي لتحقيق النتائج المرغوب فيها.

ولعلاج البقع البنية الداكنة التي نتجت من التعرض للأشعة فوق البنفسجية على مدار أعوام، تستفيد الدكتورة غلاسر من أجهزة ليزر خاصة بالصبغة تخرج شعاعا من الضوء يخترق سطح الجلد لعلاج المنطقة المصابة. وبعد العلاج، من المتوقع أن تصبح البقع البنية داكنة بدرجة أكبر لمدة أسبوع تقريبا، وبعد ذلك تتحول إلى اللون الشاحب ثم إلى اللون الوردي قبل يبدأ الجلد في التعافي.

ويتعين تجنب أشعة الشمس بعد معظم عمليات العلاج باستخدام الليزر. وتضيف الدكتورة غلاسر أنه ربما تكون هناك حاجة إلى جلسة علاج أو جلستين بهذا النوع من الليزر لتحسين مشاكل صباغات الجلد الشائعة.

وتقول الدكتورة غلاسر: «في الأغلب لا يوجد اهتمام باليد؛ لأننا نركز بدرجة كبيرة على الوجه، لكن ربما تكون أيدينا أكثر عرضة لآثار التقدم في العمر». وتضيف: «مع تقدم التطور في التقنية، يكون هناك الكثير من الخيارات المتاحة للمرضى لتقليل علامات تقدم العمر البادية على اليد.

لكن دائما ما أذكر المرضى بأن الوقاية هي أفضل دواء؛ لذا لا تنسوا وضع كريم مضاد للشمس على جميع المناطق المكشوفة من الجلد، بما في ذلك ظهر أيادينا».