هل لحوم الدجاج والأسماك أفضل من لحم الضأن أو البقر؟

 النظرة الطبية لتناول اللحوم محكومة بأمرين، الأول هو حاجة الجسم إلى البروتينات والحديد والدهون وغيرها من العناصر الغذائية، والثاني حب الكثيرين لمذاق اللحوم.
 
وما يريده الأطباء هو التوفيق بين تحقيق استفادة الجسم وبين تحقيق الحصول على طعام شهي، ولكن دون التسبب بأضرار على صحة الجسم وسلامته.
 
وهذا يُمكن تحقيقه من خلال أربعة عناصر تذكرها المصادر الطبية، وهي: ضبط طريقة طهي اللحوم بشكل كاف لضمان زوال الميكروبات عنها، وطهيها بطريقة لا تتسبب بتكوين مواد ضارة فيها نتيجة لعملية الطهي نفسها، وضبط الكمية اليومية المتناولة منها، والنصيحة بتناول الأنواع الأقل احتواء على الدهون المشبعة والكولسترول.
 
وفي جانبي الكمية والأنواع، ما تعتمد عليه الإرشادات الطبية هو مدى احتواء أنواع اللحوم على كمية الدهون المشبعة وكمية الكولسترول.
 
والسبب أن الإفراط في تناول الدهون المشبعة والكولسترول، مع عدم ممارسة النشاط البدني لحرقها، يُؤدي إلى زيادة الإصابات بأمراض شرايين القلب والدماغ وأنواع متعددة من السرطان.
 
وتنصح إرشادات جمعية القلب الأميركية بعدم تجاوز تناول كمية 300 ملليغرام من الكولسترول في اليوم، والكولسترول مادة شمعية لا تُوجد إلاّ في اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى كالبيض والحليب ومشتقات الألبان. أما المنتجات النباتية والزيوت النباتية فلا تحتوي مطلقا على أي كمية من الكولسترول.
 
والأمر الآخر الذي تنصح به إرشادات التغذية لجمعية القلب الأميركية، هو أن لا تتجاوز كمية الدهون المشبعة نسبة 7% من مقدار طاقة السعرات الحرارية (كالورى) لكامل الطعام الذي يتناوله المرء طوال اليوم.
 
وتوجد الدهون المشبعة في جميع اللحوم والحليب ومشتقات الألبان. ولكن الدهون المشبعة لا تُوجد في البيض، وتُوجد في الأسماك والحيوانات البحرية بنسبة ضئيلة جدا.
 
ومن بين جميع المنتجات النباتية، يُعتبر زيت جوز الهند وزيت النخيل غنيين بالدهون المشبعة، أما في بقية الزيوت النباتية فكمية الدهون المشبعة قليلة.
 
ولذا فلو أن كمية طاقة الغذاء اليومي لرجل متوسط العمر ونشيط في حركته، هي 2000 سعرة حرارية، فإن الدهون المشبعة يجب أن لا تتجاوز 140 سعرة حرارية، أي إن الحد الأعلى لكمية الدهون المشبعة هو ما يُعادل 16 غراما.
 
والفارق بين اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء هو مدى وجود مادة تُسمى «مايوغلوبين»، فاللحوم الحمراء تحتوي على كميات عالية منها، والبيضاء أقل. والمادة هذه بذاتها مفيدة نسبيا.
 
ولكن هناك فارق آخر ملحوظ، وهو أن اللحوم الحمراء عادة تحتوي على كميات أعلى من الكولسترول ومن الدهون المشبعة مقارنة بالبيضاء.
 
وحينما تكون كمية الكولسترول أعلى في بعض أنواع اللحوم البيضاء، كالأسماك والروبيان واللوبيستر والبيض مجازا، فإن الدهون المشبعة تكون منخفضة.
 
وعلينا تذكر أن أمعاء الجسم لا تمتص الكولسترول منفردا بل بصحبة الدهون المشبعة، وحينما لا تتوفر في الطعام كميات من الدهون المشبعة فإن امتصاص الأمعاء للكولسترول يقل بشكل كبير.
 
وعليه، تكون لحوم الأسماك أفضل، ويُنصح بتناولها غير مقلية مرتين في الأسبوع بمقدار نحو 100 غرام لكل وجبة. وهذه الكمية تُعادل تقريبا حجم مجموعة كاملة من أوراق الكوتشينة.
 
وللإنسان أن يُكرر تناول تلك الكمية خلال أيام الأسبوع، أي بدلا من مرتين فقط، ولكن كثير من الناس لا يُفضلون ذلك. ولذا فقد حرصت النصيحة الطبية تناولها على الأقل مرتين في الأسبوع وذلك لتزويد الجسم بعنصر دهون أوميغا - 3 غير المشبعة والصحية جدا للقلب والشرايين والدماغ والجلد والذاكرة وغيرها.
 
ثم تأتي لحوم الدجاج أو الديك الرومي. وللذين يُحبون تناول لحوم الإبل، فإن القطع الحمراء الهبر الخالية من الشحوم، هي في الواقع أفضل من لحوم الدجاج لأن كمية الدهون المشبعة وكمية الكولسترول بها أقل من تلك التي في الدجاج.
 
وبالنسبة للدجاج، يُفضل إزالة الجلد بسبب أن الجلد يحتوي على كميات عالية من الدهون المشبعة مقارنة باللحم الصافي للدجاج. أما الكولسترول فيتساوى تقريبا بين الجلد ولحم الدجاج الصافي.
 
ثم تأتي لحوم الضأن ولحوم البقر، فعموما يحتوي كل 100 غرام من لحم الضأن على 14 غراما من الدهون المشبعة، وتقل كمية الدهون عند إزالة الشحوم عن لحم الضأن/ فيما يحتوي لحم البقر من الفخذ نفسه على 7 غرامات.
 
ولحم البقر من منطقة «تي بون» لملتقى الأضلع مع الظهر الممزوجة عادة بالشحوم، على 35 غراما من الدهون المشبعة. أما لحوم الدجاج الصافية فتحتوي على نحو 7 غرامات من الدهون المشبعة.
 
ويمكن للإنسان أن يُقسم كمية اللحوم التي يتناولها في الأسبوع كالتالي: يومان يتناول في كل يوم منهما كمية 100 غرام من الأسماك، ويومان يتناول في كل يوم منهما 200 غرام من اللحوم الحمراء الهبر، أي ما يُعادل حجم مجموعتين من الكوتشينة، ويومان يتناول في كل يوم منهما 200 غرام من اللحوم البيضاء للدجاج أو الديك الرومي. ويوم يرتاح فيه من اللحوم.