لماذا ترتفع في النهار فرص الإصابة بالجلطة القلبية؟

الصباح .. وقت حرج للإصابة بالجلطة القلبية يقود إلى أضرار أكبر في عضلة القلب
الصباح .. وقت حرج للإصابة بالجلطة القلبية يقود إلى أضرار أكبر في عضلة القلب

لا ترتفع احتمالات إصابة المرء بنوبة الجلطة القلبية (heart attack) في الفترة الصباحية من اليوم فقط، لكن هذه الفترة ترفع أيضا من احتمالات خطورة أن تتسبب تلك الجلطة القلبية في ضرر أكبر على عمل القلب.


وللتوضيح، بالمقارنة مع أوقات اليوم كافة، تمثل الفترة الصباحية وقتا ترتفع فيه احتمالات حصول الإصابة بنوبة الجلطة القلبية. وهذا أمر معروف طبيا وتمت ملاحظته منذ فترة ليست قصيرة.

وكانت دراسات طبية قلبية سابقة قد أظهرت أن ثمة اختلافات واضحة في عمل القلب وبقية أجزاء الجهاز الدوري بالجسم خلال الساعات المختلفة طوال اليوم الواحد، مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالات حصول نوبات الجلطة القلبية في الفترة الصباحية، مقارنة ببقية ساعات اليوم.

لكن الجديد في ما طرحته دراسة حديثة نشرت في أواخر أبريل الماضي ضمن مجلة «هارت جورنال» (Heart journal) المعنية بصحة القلب، هو أن حصول نوبة الجلطة القلبية في الفترة ما بين السادسة صباحا والثانية عشرة ظهرا، أي الربع الثاني من كل اليوم، يرفع أيضا من خطورة احتمالات أن تتسبب الجلطة في ضرر أكبر في مقدار ضعف عضلة القلب الذي تتسبب فيه الجلطة القلبية.

ومعلوم أن هناك ثلاثة شرايين قلبية تاجية رئيسية، وهي الشريان الأيسر الأمامي، والشريان الأيسر المنحني، والشريان الأيمن. ومهمة كل واحد من هذه الشرايين التاجية الثلاثة هو تزويد منطقة معينة من عضلة القلب بالدم اللازم لحياتها وعملها.

وفي نوبة الجلطة القلبية يحصل انسداد تام في تدفق الدم إلى عضلة القلب عبر أحد الشرايين التاجية القلبية تلك. وبالتالي فإن الشلل التام يصيب أحد أجزاء عضلة القلب.

وإذا ما استمر توقف تزويد ذلك الجانب من عضلة القلب بالدم، يتلف ذلك الجزء العضلي بشكل دائم، أي يُصبح جزءا مكونا من أنسجة ميتة (dead tissue) لا تتحرك لتنقبض مع بقية أجزاء عضلة القلب لضخ الدم للجسم. وهو ما يسمى «احتشاء عضلة القلب» (myocardial infarction).

وما تطرحه الدراسة الحديثة للباحثين الإسبان من مستشفى سان كارلوس كلينيكو (Hospital Clinico San Carlos) في مدريد، مفاده أن حصول نوبة الجلطة القلبية في الفترة الصباحية يرفع من احتمالات حصول تكون رقعة ميتة أكبر بنسبة 20% في أنسجة عضلة القلب التالفة والميتة بعيد الجلطة القلبية. أي إن الضرر الذي يعقب الجلطة القلبية سيكون أكبر مما لو حصلت الجلطة القلبية تلك في أوقات أخرى من اليوم.

وقام الباحثون بتحليل المعلومات المتعلقة بأكثر من 800 شخص أصيبوا بنوبة الجلطة القلبية في الفترة ما بين عامي 2003 و2009. وقاموا بإجراء تحاليل لنتائج فحوصات الإنزيمات وغيرها التي تعكس مقدار التلف في حجم عضلة القلب نتيجة للجلطة القلبية.

وقارنوا بين الجلطات القلبية التي حصلت في أربعة أقسام من ساعات اليوم، أي في الفترات اليومية المكونة من ست ساعات لكل منها، ولم يتبين لهم فقط أن أكثر الجلطات القلبية حصلت في الفترة الصباحية، بل تبين لهم أيضا أن المرضى الذين حصل لديهم تلف حجم أكبر من عضلة القلب، كانوا من الذين أصابتهم الجلطة القلبية في الفترة الصباحية، خاصة أكبر من أولئك الذين أصابتهم الجلطة في الفترة ما بين السادسة مساء ومنتصف الليل.