أطعمة مميتة وشهية تقدم لدى أشهر المطاعم العالمية

بالرغم من أن لكل منا مذاقه الخاص في الطعام، نعلم السعادة التي نشعر بها عند تناول وجبة لذيذة، إلا أن الغريب والمثير للدهشة أن شهوة الإنسان للطعام أحيانا تفوق حرصه على حياته وصحته، فقد يعلم الشخص أن طعاما ما خطيرا أو حتى مميتا ومع ذلك يتناوله فقط لأن بداخله شهوة نحوه، فهل تعتبر شهوة الإنسان تجاه شيء ما هي المتحكم الأول في تصرفاته ولا يمكنه مقاومتها مهما كلفته؟


الإجابة هي : نعم
والدليل على ذلك ما سنذكر في هذه المقالة من أطعمة يتناولها الإنسان في أنحاء مختلفة من العالم وهو يعلم جيدا أنها مميتة وشديدة الخطورة والضرر على جسمه وصحته، ولا يمنعه عنها عقله المفكر الذي وصل إلى أعلى درجات التقدم والتحضر، وهذا يدل على أن غرائز الشخص لا تتأثر بمقدار ما توصل إليه من علم وثقافة ولا ترتبط بقوانين التحضر وحقوق الإنسان، وأخيرا تعالوا معنا نتعرف على تلك الأطعمة المميتة التي تشبه من يقدم لك السم على طبق من ذهب، ومدى خطورتها.

1- السناكجي (Sannakji):
تعتبر السناكجي من الأطباق البرية لدى المطبخ الكوري ويشار إليها بالأطباق الصلبة أو (بالهوي).

تتكون معظم هذه الأطباق من الأطعمة البحرية التي يتم تتبيلها بمقدار بسيط من التوابل، وهنا طبق واحد يسيطر على مفهوم الطعام الصلب ويلقي به إلى المعدة وهو الأخطبوط الحي.

طريقة التحضير:
أفضل أخطبوط هو الذي يتبل بزيت السمسم ويقطع إلى أجزاء صغيرة لأننا لابد أن نحارب الأخطبوب على الأرض، خوفا من مقاومته في عقر داره بالبحر.

ما المتعة في هذه الطبق:
يقول العديد من مؤيدي هذا الطبق أنهم يشعرون بمتعة خاصة تنتج من إحساسهم بلحمه السميك ذي الملمس المتميز وهو يتلوى داخل الفم وإلى الحلق خلال عملية الابتلاع، المشكلة الوحيدة التي يواجهونها هي أرجل الأخطبوط فليس لها حل ولا يمكنهم أكلها.

نشأته:
نشأ هذا الطبق منذ وقت ماضي، عندما لم يتمكن الطهاة من قتل هذا الحيوان الغريب فقاموا بابتكار هذه الوجبة وقدموه حيا ليتخلصوا من عناء قتله.

2- الآكي(Ackee):
المعروف عن الطعام الذي يسمى (آكي) أنه فاكهة إقليمية لدى أهل (جامايكا) مثلها مثل تناول أحد أكثر الفواكه غرابة وتشبه شكل الكمثرى التي تغير لونها عند قطفها، من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر، قبل أن تفتح لتظهر بذورها الكبيرة ذات اللون الأسود اللامع.

وما تبقى من الداخل هو ثمرة إسفنجية ذات لون أبيض، وعندما تتقسم هذه الثمرة يصبح هذا هو الوقت المناسب لتناولها، وبالرغم من أنها حلوة ولذيذة المذاق، يعترض معظم أخصائيوا التغذية على تناولها.

يتميز طبق الآكي بأنه غذاء غني بالعناصر الغذائية وفي نفس الوقت شديد السمية، فهو سلاح ذو حدين، الجزء الوحيد من هذه الفاكهة الآمن للاستهلاك هو الجزء الداخلي ذو اللون الأبيض، ولا يصبح كذلك إلا بعد أن ينضج.

أما باقي الأجزاء فهي مليئة بالقلويات السامة التي تسبب مجموعة من المشكلات ومنها التقيؤ ونقص السكر في الدم المعروف بالإعياء الجاميكي القاتل، ورغم ما بهذه الثمرة من سم خطير يتناولها المجتمع الجامايكي بدون خوف أو تردد.

3- الضفدع الأمريكي الكبير:
في بعض أجزاء من أوروبا، تعتبر أرجل الضفادع طعام شهي للمترفين من الناس، ومع ذلك إذا دققنا الملاحظة سنكتشف أن باقي أجزاء الضفدعة غائبة تماما من قائمة الطعام، إذن لماذا يحدث هذا؟ وهل ستتناول مجرد الأرجل اللعينة فقط وترمي بباقي الجثة؟

ما مصدر السم بها؟
يعلم بعض المثقفين منكم الذين قرأوا موضوع عن (رانجر ريك) أنهم على علم أن الضفدعة العادية تملك قوة دفاعية طبيعية تعتمد بشكل كلي على السموم الخفية الموجودة بجلدها.

فعندما يهاجمها أي معتدٍ وتشعر به يكون لديها الخيار إما أن تتقهقر أو تلتهمه كغذاء لها، وتؤكل هذه الوجبة أيضا في بعض أنحاء أفريقيا وعادة تؤكل بالكامل.

كما أن الضفدعة الكبيرة هي الطعام الأصلي لناميبيا وتنقل أيضا سما ذا تأثير خطير له القدرة على تدمير كليتك في دقائق، وهناك طرق عديدة ومتنوعة لإعداد هذا الطبق فهو آمن للاستخدام لكن إذا وقعت في خطأ واحد ولو بسيط تصبح ضحية ما به من سم.

4- الديوريان (Durian):
الديوريان عبارة عن نوع من الفاكهة التي تنمو بالجنوب الشرقي من أفريقيا، حيث يختلف عن الآكي، فهو لا يتسم بجمال الشكل، والغطاء الخارجي السميك والمغطى بالأشواك هو تحذير صاخب بأنك لا تريد ما بداخله، وفي حالة كونك أبله بدرجة كبيرة لتقطف مثل هذه الفاكهة فاعلم أن رائحتها تشبه السماد.

وبسبب خطورتها الكبيرة تمنع العديد من الأنظمة الإعلامية بآسيا الناس من التواجد مع كميات كبيرة منها في شاحنة واحدة حتى لا تؤثر رائحتها النفاذة عليهم، وتشبه بكثير ثمرة الآكي من حيث قلب الفاكهة اللذيذ.

أسباب خطورته على صحة الإنسان:
ناعم وذو لون أبيض ويقارن بالعديد من الفواكه الأخرى في النكهة لكنه يختلف في احتوائه على مكون يمنع قدرة الكبد من تحليل الكحول، لذلك فإن كل شخص يتناول هذه الفاكهة ثم يحتسي الكحوليات يعرض نفسه للإصابة بالفشل الكبدى المزمن، لأن التسمم الكحولي الحاد هو نتيجة حتمية لتناول الديوريان وشرب الكحول.

5- سمكة الفوجو (Fugu):
تمثل سمكة الفوجو طعاما أساسيا ثابتا لدى نظام الغذاء الياباني ويركز المطبخ هناك على أنواع وفصائل متعددة منها، وبطريقة طبيعية تصبح ملتزما بقضم هذا الجزع الذي يعبر عن سمكة منتفخة، وللسمكة المنتفخة تاريخ طويل في كونها مميتة إذا تم تناولها، وقد منعت هذه السمكة في اليابان في مناسبتين منفصلتين.

وبالرغم من منعها تستطيع العودة دائما وبقوة، فلحسن حظها لا يتناول الناس كمية كافية من السم الكامن بها فلا يصيبهم أذى ولهذا تعود، وقد تطورت وسائل إعداد هذا الطبق بشكل آمن منذ أول مرة منع تناولها وبالرغم من هذا تظل الطعام الوحيد الذي يمنع الإمبراطور من تناوله، ويشير البعض إلى تلك السمكة بكلمة (Teppo) وترجمتها البندقية، سواء كانت مجرد سمكة أو سلاح مدمر فإنها تؤخذ على محمل الجد ويعشقها أهل اليابان.

مصدر الخطورة بها:
يحتوي جلد وأعضاء سمكة الفوجو على سم يسمى (التيترودوتوكسين) يصيب ببطء جميع عضلات الشخص الذي يتناوله بالشلل إلى حد يصل للاختناق، وبالرغم من هذا الموت المريع الذي تسببه تلك السمكة إلا أنها تعتبر من الأطعمة الشهية المترفة.

وتوجد قوانين صارمة تؤكد أن لحم تلك السمكة الذي يباع في المطاعم تم تحضيره بطريقة صحيحة، وهذا يعني بصفة عامة فصل العضلات عن الأعضاء الداخلية والجلد، ولكي تصبح طاهيا رسميا للفوجو، يجب عليك أولا اجتياز من اثنين إلى ثلاثة برامج قبل دخول الاختبار، وينتهي الاختبار بأن يقوم الطاهي بإعداد الفوجو ويتناولها بنفسه، حتى يعلم أنه سيتحول إلى جثة هامدة إذا لم يقم بدراسة طهيها بدقة ومهارة غير مسبوقة.

وفي النهايةعلينا أعزائي القراء أن نتحكم جيدا في شهوتنا تجاه كل شيء بشكل عام وتجاه الطعام بشكل خاص، لأن المعدة هي بيت الداء وأحيانا تكون بيت الموت.

فليس هناك أي شيء أو أي متعة تستحق أن يلقي الشخص بنفسه إلى التهلكة فقد ميزنا الله عن باقي المخلوقات بالعقل لذا علينا استخدامه دائما في الصواب وليس في الخطأ، وكما قال الحبيب: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"، وكذلك قال:"وخير الأمور الوسط".