"آن دو فرانس" ملكة فرنسا في القرن الخامس عشر

واصلت آن دو بوجو إنجازات والدها من خلال الإصلاح واستعادة النظام وتعقب كبار الإقطاعيين والعمل على توسيع نطاق المملكة.
واصلت آن دو بوجو إنجازات والدها من خلال الإصلاح واستعادة النظام وتعقب كبار الإقطاعيين والعمل على توسيع نطاق المملكة.

ولدت "آن دو فرانس" والملقبة بسيدة "دو بوجو " في 1460 في برابانت وتوفيت في 1522 في شانتيل، وهي الابنة الكبري للملك لويس الحادي عشر، وشارلوت دو سافوي. تزوجت "دو فرانس" في سن أربعة عشر عاما من "بيير دو بوربون" الشقيق الأصغر للدوق دو بوبربو، وكان زوجها يكبرها ب 22 عاما.
 
على فراش الموت في 30 أغسطس 1483، عهد الملك لويس الحادي عشر بوصية تشارلز الثامن وبالحكومة لابنته آن دو فرانس، ولتعليل هذا الاختيار، قال الملك "إنه عهد بالمملكة للمرأة الأقل جنونا في العالم ".
فور وفاة الملك، دخل بعض الأمراء تحت قيادة الدوق "لويس أورليانز" (لويس الثاني عشر لاحقا)، وزوج جان الشقيقة الكبري لآن وابن عم الملك في صراع مع الوصية علي العرش وطالبوا بالحكومة.
كان تشارلز الثامن في الثالثة عشرة من عمره عند وفاة والده، وبموجب مرسوم الأغلبية 1374، فإنه يمكنه أن يحكم وحده بمساعده المجلس، وهذا ما أراده المعارضون حقا.. الأخذ بهذا المرسوم. 
قررت "آن دو فرانس" أن تؤلف تكتلا لمساندتها يضم كبار المملكة في قلعة إمبواز، ويتألف هذا التكتل من الدوق أورليانز، الدوق آلانسون، الكونت دونوا، وشقيقها الأكبر الدوق بوربون ولكنه لا يزال عدو بيير دو بوجو.
بدعم من الملكة الأم شارلوت سافوي، طالب الأمراء بالحق في الجلوس وتعيين المجلس. حاولت "دو بوربو" الملكة الوصية علي العرش تهدئتهم، فعينت الدوق بوربون في منصب القائد، دنوا محافظ دوفينيه، لويس دو أورليانز بالإضافة إلى منحه الحكم العسكري لباريس حصل على معاش تقاعدي بلغ 24000 فرانك.
لم يرغب لويس أورليانز أن يتوقف عند هذا الحد، ولجأ إلي المجلس الوطني. هنا دعت آن دو بوجو أعضاء المجلس الوطني ليس لإرضائهم، ولكن لترسيخ سلطتها ضد الأمراء، ومنحت مندوبين للمستويات الثلاثة : النبلاء، الكنيسة والمجلس المشترك، والذي سمي لأول مرة "المجلس الثالث"، وتقررتمثيل جميع محافظات المملكة، وجميع المستويات الثلاثة تنتخب ممثليهم.
عندما دعي أعضاء المجلس الوطني في " تور" في 15 يناير 1484، أرادوا البقاء حتى 14 مارس، من جهتها بذلت آن دي بوجو كل ما في وسعها لتكسبهم إلي جانبها. 
لم يتردد الدوق أورليانز الذي يتمتع بثقة كبيرة في نفسه بإظهار البادرة وانزعج الكثيرون من عرض ثروته ومن جاذبيته علي حد سواء، وبالتالي حاول الدوق إشراك مطران "مان"، لكنه لم يقدم أية مساعدة.
في 5 فبراير 1484، تدخل "فيليب بو" وكيل الحاكم الإقطاعي لبورجونيا لمواجهة الأعضاء، وقدم مبدأ السيادة الوطنية عن طريق حرمان الحق الأصيل للأمراء في الحكم، وقرر الأعضاء طرح القضية علي حكمة الملكة الوصية علي العرش. 
لا يزال دوق أورليانز يأمل في استعادة حراسة تشارلز الثامن، ولكنه قوبل بالرفض مرة أخرى من قبل نواب المجلس الوطني، وبدعم من طبقة النبلاء البريطانية، تمرد ولكنه سُجن بعد "الحرب المجنونة" في 1488.
وفي الوقت نفسه، كان علي آن دو بوجو أن تواجه الإقطاعيين في جنوب غرب المملكة الكبيرة حيث كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون تأكيد استقلالهم عن عهد وصاية الدوق أورليانز، ولكن الملكة النشطة تعقبتهم على وجه السرعة.
بعد ذلك، قامت آن دو بوجو بهجوم علي اتساع أراضي المملكة من خلال تنظيم خلافة بريطانيا، كما شارك فرانسيس الثاني أيضا في التمرد ولكنه توفي في 9 سبتمبر 1488 وأُجبرت ابنته "آن دي بريتان" علي إيقاف مشروع زواجها المقترح مع ماكسيميليان من هابسبورج لصالح تشارلز الثامن، وكانت هذه هي الخطوة الأولى لربط المملكة البريطانية بولي العهد بفرنسا. 
تعب تشارلز الثامن من الوصاية على شقيقته وأطلق سراح لويس دوق أورليانز، وأولاه الحكم علي منطقة أورليانز وأعطاه حكومة نورماندي. هنا لم يكن أمام السيدة بوجو أي خيار وانسحبت بهدوء، وعندما توفي بيير دي بوجو في 1503، استمرت آن في إدارة أراضي بوربون، معترضة على التعديات الملكية. 
في حكم فرانسوا الأول، انحازت بوجو إلى صهرها تشارلز دو مونبوسييه حاكم بوربون، مما دفعه للتحالف مع شارل كوينت وتركت له جميع ممتلكاتها. على الرغم من صغر سن آن دو بوجو، إلا أنها كانت في الثالثة والعشرين من عمرها عندما توفي لويس الحادي عشر الذي كان مسئولا ممتازا. وواصلت آن دو بوجو إنجازات والدها من خلال الإصلاح واستعادة النظام وتعقب كبار الإقطاعيين والعمل على توسيع نطاق المملكة.