اختلاف طول الرجلين .. هل يتسبب في التهاب مفصل الركبة؟

اختلاف طول الرجلين يوجد لدى 70% من الناس
اختلاف طول الرجلين يوجد لدى 70% من الناس

التهاب المفصل العظمي osteoarthritis في الركبة، هو حالة شائعة يتم فيها تكسر الغضروف الذي يغطي نهايات العظام في مفصل الركبة، وهو الأمر الذي يسمح للعظام بأن يحتك بعضها ببعض. وتؤثر هذه الحالة المؤلمة على 6 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة، مسببة الكثير من الإعاقة وتدني جودة الحياة لديهم.


دراسة جديدة
ولا تعرف أسباب هذه الحالة بالضبط، إلا أن بعض الأبحاث تفترض أن الأشخاص الذين لديهم طول غير متساو في الرجلين يصابون بها على الأكثر.

وقد نشرت حديثا دراسة جديدة تؤكد وجود علاقة تربط ما بين اختلاف طول الرجلين الآن، وبين وجود خطر متزايد للإصابة، أو خطر الإصابة، بالتهاب المفصل العظمي في الركبة. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة «حوليات الطب الباطني» في مارس (آذار) العام الماضي 2010.

وكجزء من دراسة «التهاب المفصل العظمي في مراكز متعددة» وهي دراسة على النطاق الوطني، أخذ الباحثون في جمع بيانات حول 3026 من البالغين بين أعمار 50 و79 سنة الذين عانوا من آلام الركبة أو الذين كانوا عرضة لخطر الإصابة بالتهاب المفصل العظمي في الركبة.

والتقطت صور بالأشعة السينية لقياس طول الرجل، ولتقييم التهاب المفصل العظمي في الركبة عند بداية الدراسة وبعد مرور 30 شهرا عليها. وكان الأشخاص الذين عثر لديهم على فرق بلغ سنتيمترا واحدا بين طول الرجلين، على الأغلب، مصابين بالتهاب المفصل العظمي في الركبة، كما كانوا من أكثر الذين يتعرضون للإصابة بها، مقارنة بالأشخاص الذين كان طول الرجلين لديهم متساويا.

كما أن الأعراض التي كانت لدى المصابين منهم منذ البداية ازدادت سوءا، خصوصا لدى الأشخاص الذين كانت لديهم أرجل أقصر.

ووفقا لما ذكره الباحثون، فإن 70 في المائة من الناس لديهم فروق بين طول كل من الرجلين. وقد تكون هذه الحالة موجودة عند الولادة، كما أنها قد تظهر لاحقا بسبب عدة عوامل ومنها تشوهات النمو، والتعرض للأذى، أو نتيجة الخضوع لجراحة لاستبدال عظم الحوض.

وهذه أول دراسة للبحث في العلاقة بين عدم تساوي طول الرجلين مع التهاب المفصل العظمي في الركبة تشمل مجموعة كبيرة من الأشخاص.

إلا أنها لم تبرهن على وجود علاقة سببية بينهما، كما أن حالة التهاب المفصل العظمي في الركبة لا تظهر لدى كل الأشخاص الذين يرصد لديهم فرق في طول كل من الرجلين.

ومع هذا، فإن النتائج تفترض أن الأشخاص المعانين من آلام الركبة الذين تم فحصهم لتقييم حالات التهاب مفصل العظم فيها، يجب عليهم الطلب من الطبيب فحص مدى اختلاف طول كل من الرجلين لديهم، وإن ظهر ذلك لديهم فعلا، فعليهم اتخاذ خطوات تصحيحية، مثل وضع طبقات خاصة داخل أحذيتهم أو اللجوء إلى التمارين الرياضية.

وما زلنا في حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من ما إذا كانت مثل هذه الوسائل مفيدة لدرء حدوث التهاب المفصل العظمي في الركبة، أو إبطاء تطوره.

قياس طول الرجل .. من أعلى الفخذ إلى كاحل القدم
في الدراسة الجديدة قاس الباحثون طول الأرجل بالأشعة السينية (أشعة إكس). وتم تعريف هذا الطول بوصفه المسافة التي تفصل بين مركز كرة مفصل عظم الحوض (رأس عظم الفخذ femoral head) وبين مقدمة كاحل القدم فوق المفصل (tibial mid-plafond point).

أما مقياس الطول الاعتيادي بالسنتيمترات فهو الأسهل استخداما؛ إذ ومع استلقاء الشخص على ظهره، يقوم الطبيب بقياس طول الرجل من الموقع العظمي على مقدمة عظم الحوض (anterior superior iliac spine) وحتى الجزء العظمي من المفصل الداخلي للكاحل (medial malleolus).