ليدي ماكبث تعود للحياة عبر هؤلاء النساء

هناك العديد من نساء هذا العالم تقمصن تلك الشخصية وساروا على دربها
هناك العديد من نساء هذا العالم تقمصن تلك الشخصية وساروا على دربها

قرأ الكثير منا رائعة شكسبير (ماكبث) التي تجسدت من خلالها امرأة ماكبث العنيدة ذات القوة المخيفة التي سيرت الأمور كيفما شائت واستخدمت ذكائها المدمر لتحقيق رغباتها الشيطانية، وبالرغم من عدم تعاطفنا معها إلا أن هناك العديد من نساء هذا العالم تقمصن تلك الشخصية وساروا على دربها، وهنا بعض من هذه الشخصيات اللاتي تحكمن ليس في مسار حياتهن فقط إنما في مسار الأمم والأوطان.


الطاغية ليلى الطرابلسي:
ولدت ليلى عام 1957 في عائلة بسيطة وعمل والدها كبائع للخضر والفاكهة، حصلت على الشهادة الابتدائية وبعدها التحقت بمدرسة لتصفيف الشعر ومنها عملت كوافيرة، بعد ذلك تعرفت على رجل أعمال وتزوجته وهي في الثامنة عشرة من عمرها، طلقت بعد ذلك وعملت في التجارة حتى تم القبض عليها بسبب ما قامت به من أعمال محظورة وسحب منها جواز السفر، تزوجت من الرئيس بن على في السنوات الأولى من حكمه خلالها استحوز أخوها الأكبر (بلحسن) على شركة الطيران "كورتاجو إيرلاينز" وغيره من أقاربها الذين سيطروا على قطاعات الاقتصاد.
واتهمت السيدة ليلى بأن سلطاتها تفوق سلطات الوزير الأول، حيث كانت تقيل الوزراء وتعين السفراء والإداريين العامين، يقول كتاب "حاكمة قرطاج يد مبسوطة على تونس": إن شبكة أقاربها ضربت خيوطا عنكبوتية على كل القطاعات مثل الهاتف الخلوي والتعليم الحر.

ومن الطريف أن بعض التونسيين أتوا بشبيه للأخطبوط (بول) الذي اشتهر بتوقعاته في كأس العالم ووضعوا أمامه عدة أسماء لخلافة الرئيس بن علي، من بينهم اسم ليلى الطرابلسي فوقع اختياره عليها، وأعيدت العملية ثلاث مرات وتكرر اختياره لها.

ماري أنطونيت:
ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ووالدة الأمير الصغير لويس السابع عشر والأميرة ماريا تريز، تنسب لها المقولة المشهورة: "إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء.. دعهم يأكلون الكعك".
ولدت عام 1755 في فيينا، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج، وهي أصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا ملكة النمسا، تزوجت ماري أنطوانيت من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشرة من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره، كانت الملكة الصغيرة جميلة وذكية ومتهورة، وقد ملَّت الشكليات الرسمية لحياة البلاط، لذا اتجهت إلى الترويح عن نفسها بالملذّات، مثل: الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباق الخيول والمقامرة، وكان ينقص ماري التعليم الجيد، ولم تكن تعطي الأمور الجادة إلا القليل من الاهتمام، ولم تتردد في عزل وزراء فرنسا الذين هددت جهودهم ملذاتها عن طريق خفض النفقات الملكية.
أصبحت ماري مكروهة جدًا، وقد تم تأنيبها على فساد البلاط الفرنسي، حيث كانت تسرف في إغداق الأموال على محاسيب البلاط، ولم تعط أي اهتمام للأزمة المالية بفرنسا، وقد رويت القصص الكاذبة والسيئة عنها، إلى حد أن أثيرت الشائعات على أنها كانت جاسوسة لحساب النمسا، فقد زوجها ـ الضعيف الإرادة - حكمه للبلاد تدريجيًا، ولكن ماري واجهت المخاطر بشجاعة، وحاولت أن تقوّي من إرادة الملك لويس، ولكنها زادت من غضب الشعب بسبب معارضتها العنيدة للتغيرات الثورية. 
قام الملك ـ الذي كان يعمل بنصيحة ماري أنطوانيت ـ بحشد الجنود حوله مرتين في عام 1789م، ولكن أعقب المرتين العنف، وأصبحت السلطة الملكية أضعف، حيث إنه في المرة الثانية ـ في أوائل أكتوبر 1789م ـ اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة البائسة في مسيرة إلى فرساي وأجبرت العائلة الملكية على الانتقال إلى باريس، ومنذ ذلك الحين أصبح لويس وماري سجينين بالفعل.
ايلينا تشاوشيسكو:
نشأت ايلينا تشاوشيسكو في قرية صغيرة حيث كان والدها أحد المزارعين الذين باعوا أيضا السلع خارج المنزل، فشلت في التعليم منذ الصف الرابع لذلك عملت في معمل ثم في مصنع للنسيج، ونشطت في اتحاد الشبيبة الشيوعية ثم في الحزب الشيوعي الروماني،  التقت ايلينا تشاوشيسكو بنيكولاي في عام 1939 وتزوجته في 1946.
بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة، عملت كسكرتيرة تشاوتشيسكو في وزارة الشؤون الخارجية وكان الرقم غير مهم حتى زوجها أصبح السكرتير العام للحزب، وكانت تجيد اللغة الفرنسية لذا حصلت على مناصب كثيرة وسامية في الحزب الروماني الشيعي.
في يونيو 1973 أصبحت عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروماني لتصبح الشخص الثاني أكثر أهمية وتأثيرا بعد تشاوتشيسكو نفسه، وقالت إنها كانت منهمكة في إدارة الحزب إلى جانب زوجها،  وفي ظل نظام زوجها أصبحت كبرى الشخصيات السياسية الرومانية، فرت إلينا تشاوتشيسكو مع زوجها في 22 ديسمبر 1989، بعد الأحداث التي وقعت في تيميشوارا وأدت إلى الثورة الرومانية، ولكن تم القبض عليها وزوجها في بلدة Targoviste.
سيمون جباجبو:
تعيش ساحل العاج أوضاعاً غير مستقرة في الأيام الجارية، وقد أعقبت الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها الرئيس الحالي لوران جباجبو، أعمال شغب شملت العاصمة ومدناً أخرى، وفي الوقت الذي يرفض فيه الرئيس المنتهية ولايته التنحي، تزداد المشكلة تعقيداً، وتهدد بتدهور الوضع ونشوب حرب أهلية، وكعادتها لم تغب السيدة الأولى في هذا البلد الإفريقي، سيمون جباجبو، عن الساحة، وهي تحاول الآن مساعدة زوجها على البقاء في السلطة بكل الوسائل.
ففي 2004 تمكنت سيمون من إخماد تظاهرات غاضبة قام بها شباب عاجي طالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص عمل كافية للعاطلين عن العمل، وشاركت سيمون، (61 عاماً)، في احتفالات تنصيب زوجها رئيساً للبلاد قبل أسابيع، رغم خسارته في الانتخابات، وحضرت مراسيم الحفل وهي ترتدي فستاناً أبيض، وكأنها عروس في يوم زفافها، لكن تعابير وجهها كانت توحي بأنها مستعدة لضرب كل من يعارض حكم زوجها بيد من حديد.
انخرطت السيدة العاجية الأولى في العمل السياسي منذ سنوات طويلة، حيث كانت ناشطة وقت شبابها، ثم تعرضت للسجن والتعذيب، وتقول جباجبو أنها لم تصل إلى ما وصلت إليه بفضل زوجها، ولكن نجاحها كان ثمرة كفاح طويل، ويتساءل المراقبون عن الدور الحقيقي الذي تلعبه السيدة الأولى في صناعة القرار، ومدى نفوذها في مجلس الوزراء، وتقول جباجبو: «أحظى باحترام جميع الوزراء في الحكومة، والكل يضعني في مرتبة أعلى من الوزراء».
ورغم أن لوران جباجبو هو الذي قرر عدم قبول نتائج الانتخابات الأخيرة التي خسر فيها أمام منافسه الحسن وتارا، إلا أن لزوجته فيما يبدو دوراً في هذا الانقلاب على العملية الديمقراطية، فالسيدة الأولى التي تلقب بـ«السيدة الحديدية» في ساحل العاج، مستعدة لفعل كل شيء لإبعاد وتارا عن الحكم.
ويذكر أن نفوذ السيدة الحديدية الحقيقي بدأ في 1996 إذ بدأت تزعم الحزب الحاكم بشكل غير رسمي، وباتت هي التي تديره وترسم معالم سياسته، وفي العام نفسه تغيرت ملامح شخصيتها بعد أن تعرضت لحادث مروري نجت منه بأعجوبة.
يقول مراقبون للشأن العاجي: إن سيمون جباجبو تظهر في أوقات الأزمات وتقف بجانب زوجها الذي رافقته منذ 40 عاما، وتقوم بذلك بهدوء وسرية أحيانا، ففي الحملة الانتخابية الأخيرة لم تظهر جباجبو أمام وسائل الإعلام كثيرا، لكن حضورها كان لافتاً بين الدور الأول والثاني، إذ بات عليها مساندة زوجها علناً.
وبلهجة قوية حاولت السيدة الحديدية إقناع الناخبين الذين لم يصوّتوا لمصلحة زوجها بأن يغيروا مواقفهم، وفي ذلك تقول: «تمت مهاجمة سلطة لوران جباجبو من طرف الحسن وتارا في 2002 وإذا قبلنا بمحارب على رأس البلاد، فإننا بذلك نريد العنف».
ويذكر أن ساحل العاج شهدت ثورة شعبية قام بها شماليون حاولوا قلب النظام في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، وفرضت فرنسا حينها حلاً سياسياً على الرئيس لوران جباجبو، الذي اضطر لتقاسم السلطة مع خصومه، وبعد إبرام الاتفاق أقدمت السيدة جباجبو على صفع رئيس الوزراء السابق، الذي وقّع وثائق المصالحة مع المعارضة الشمالية كما أنها قامت بحملات إعلامية ضد وتارا.
اتهمت جهات محلية السيدة الأولى بضلوعها في عمليات اغتيال طالت المعارضة، خصوصاً في صفوف حركة «الشباب الوطنيين»، ويقال أن رئيس الحرس الخاص بها هو المسئوول على عدد من التصفيات التي راح ضحيتها معارضون للرئيس وزوجته التي تلقب أيضا بـ«السيدة الدموية»، وتشير أصابع الاتهام إلى زوج شقيقتها، في اغتيال الصحافي الفرنسي جي أندريه كيفيه.
كتبت جباجبو مرة: «كيف لا يكون لدى الإنسان قلب عندما تحوله الكراهية إلى وحش؟»، وكان ذلك في 2007 عندما اقتنع الرئيس وكبار معاونيه بضرورة تنظيم انتخابات رئاسية، وقام نظام جباجبو بتزوير نتائج الانتخابات حينها، وفي الانتخابات الأخيرة ورغم انهزام زوجها أمام وتارا، تبدو سيدة ساحل العاج الحديدية واثقة بأن الحكم لن يضيع منه.
مريم أباشا:
ولدت مريم أباشا في 4 مارس عام 1947 في كادونا، وهي أرملة ساني باشا الرئيس الفعلي لنيجيريا في الفترة بين 1993 إلى 1998والديكتاتور الراحل للجيش النيجيري، وبعد وفاة زوجها حاولت مغادرة نيجيريا هروبا مع حقائب مليئة بالمال، ثم ألقي القبض عليها ووضعت تحت المراقبة ومنعت من مغادرة البلاد، أسست المستشفى الوطني للنساء والأطفال في أبوجا، ثم سميت مستشفى الأطفال بولاية (سوكوتو) على اسم مريم.

وقيل أن ساني باشا كان عسكريا ذا سلطة لكنه لم يطلب من مدير البنك المركزي نقل الملايين إلى حسابه الخاص بنفسه وهذا إشارة إلى أن الفاعل زوجته التي كان لها الكثير من الضغوط عليه.

نعمة موجابي زوجة رئيس زمبابوي:
تم كشف النقاب عن أن زوجة روبرت موجابي رئيس زيمبابوي كانت على علاقة سرية بواحد من أخلص أصدقاء زوجها، فقد ظلت جريس موجابي- التي تصغر زوجها البالغ من العمر 81 عاما بفارق 41 عاما- تخون الرئيس مع (جيدون جونو) رئيس البنك المركزي الزيمبابوي، وكانا يلتقيان بمعدل ثلاث مرات في الشهر بمزرعة الألبان التي تمتلكها الزوجة أو في فنادق فاخرة في جنوب أفريقيا، وعلم موجابي بالأمر في شهر يوليو الماضي عندما كشفت شقيقته الفضيحة وهي على فراش الموت.

والآن بات جينو البالغ من العمر 50 عاما يخاف على حياته وفي هذا الصدد يقول أحد رجالات الاستخبارات: "عندما يعلم موجابي بشيء كهذا فان شخصا ما سيلقى حتفه"،

وهذه ليست المرة الأولى التي تقيم فيها السيدة موجابى التي اشتهرت بحياتها المترفة وإدمانها للتسوق علاقات مع رجال آخرين.

فقد لقي أحد عشاقها وهو بيتر بامير حتفه في حادث مروري غامض، بينما هرب عشيق آخر يدعى جيمس ماكامبا من البلاد، وكان جونو قد تعرف على السيدة موجابي، التي اقترنت بالرئيس في عام 1996 منذ 15 عاما وهما شركاء في العديد من الأعمال التجارية.

وكشف مصدر مقرب من جونو أمس عن أن العاشقين يعتزمان أن يعيشا معا بعد وفاة موجابي، وعلى الرغم من أن معظم الزيمبابويين يعيشون في فقر مدقع إلا أن جونو يعيش في قصر فاخر يضم 47 غرفة نوم ومسبحا ودار سينما خاص.

وقال المصدر في تصريح لصحيفة "صنداي تايمز" الجنوب إفريقية أن موجابي كان يثق ثقة عمياء في صديقه جونو وكان يعتقد أنه يهتم اهتماما خاصة بالسيدة الأولى ويراقبها بعين الحماية لمنعها من الانزلاق في هاوية الخيانة.