ألبرتو أليسي: تصميماتي يومية لكنها تتحول إلى أفكار عظيمة

ألبرتو أليسي: الواقعية كما أراها محاولة لإدخال المرح والجماليات على مؤسسة صناعية
ألبرتو أليسي: الواقعية كما أراها محاولة لإدخال المرح والجماليات على مؤسسة صناعية

جلس ألبرتو أليسي متشحا بالسواد من رأسه إلى أخمص قدميه ومعه حقيبة سوداء صغيرة في بهو فندق «غراميركي بارك» في صباح أحد الأيام الأسبوع الحالي. بدا ألبرتو، مدير إدارة استراتيجيات التسويق والتصميم في شركة «أليسي إس بي إيه» التي أنشأها جده جوفاني عام 1921، مثل فرد من النخبة المثقفة الإيطالية.


كان ألبرتو في المدينة بمناسبة حفل افتتاح معرض «أليسي: أخلاقي وراديكالي» في متحف «فيلادلفيا» للفنون. وهو معرض يوثق لإسهامات الشركة منذ عام 1955 بحضور رون أراد ومايكل غريفز والأخوين كامبانا وإيتور سوتاس وفيليب ستراك وأليساندرو مينديني، الذي صمم المعرض، وآخرين.

يبدو أنك نشأت بين أناس مثيرين للاهتمام.
- لقد بدأت في مقابلة المصممين منذ أن كنت في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من العمر، لكن عندما كنت في سن أصغر لم يكن أمامي سوى المصنع. ولم أكن أحب ذلك المصنع إطلاقا لأنه كان رماديا ومظلما ومملا، على الأقل كان هذا انطباعي عنه حينها.

أتذكر أأأن والدي جعلني أعمل أثناء فصل الصيف لمدة عامين عندما كنت في الثالثة عشرة والرابعة عشرة في الورشة التي تصنع بها القوالب المعدنية للمنتجات، وكان الأمر سيئا للغاية بالنسبة إليّ.

هل لهذا السبب التحقت بكلية الحقوق؟
- كان الالتحاق بكلية الحقوق صفقة مع والدي، فقد أراد مني دراسة الاقتصاد لأصبح رجل أعمال وهو ما كان ضد رغبتي، حيث كنت أرغب في دراسة العمارة وكنت مهتما بالفن.

لكنك استفدت من حبك للفن، فقد جعلت دالي يصمم لك، كيف فعلت ذلك؟
- اتصل وكيل أعمالنا الإسباني بوكيل أعماله ثم التقينا.

هل كان الأمر سهلا؟
- فقط عليك أن تدفع، فعوضا عن آلات تحضير القهوة العادية، نستخدم الآلات والمكونات نفسها لصناعة أعمال فنية، وقد شارك خمسة فنانين في المجموعة الأولى وكان دالي سادسهم، وتم تقديم المجموعة عام 1971 وحققت نجاحا كبيرا.

يبدو المشروع رائعا.
- كان هذا هو أول أعمالي في الشركة وتمكنت من القيام بذلك من خلال إخفاء ما كنت أفعله عن والدي.

لقد قلت إنك أثبت إمكانية رواج التصميمات عام 1974، ما الذي كان عليك إثباته؟ ولمن؟
- بعد صنع نماذج التصميمات الفنية بدأت في الاتجاه نحو تصنيفات أكثر واقعية مثل الطلب من المصممين تصميم صوان أو سلال. وبالفعل حققنا نجاحا تجاريا كبيرا مما دفع أبي إلى التفكير في أنني لا أزال في مرحلة الواقعية، لكن رؤيته للواقعية تختلف عن رؤيتي.

ما هي تلك الرؤية؟
- لقد كانت واقعية رجل أعمال يدير شركة صناعية في فترة ما بعد الحرب.

وماذا عن رؤيتك؟
- كنت أرى الواقعية كمحاولة لتغيير هوية هذه الشركة الصناعية المملة وإدخال بعض المرح والجماليات عليها.

إذن، كنت شخصية متمردة؟
- ليس إلى هذا الحد.

لقد حققت نجاحا في إدخال المرح مع بعض المبالغة، خاصة فيما يتعلق في الأعمال المصنوعة من البلاستيك.
- التصميم المناسب تعبير جيد عن زمنه، ففي بداية التسعينات شعرنا أن الوقت قد حان للانفتاح على المصممين الشبان وقد ضغطوا في اتجاه استخدام مواد خام جديدة.

لقد قلت إنه على المصممين أن يصلوا إلى الذوق العام.
- التصميم منهج في غاية الصعوبة، فعليك أن تشعر وتشم روح الزمن وتكون قادرا على ترجمة هذه الروح إلى شكل جديد ثم تعمل على توصيل هذا الشكل إلى السوق.

لقد سمعتك تصف مجموعة بأنها تطبيق لـ«النظام المتعلق بالطفل»، ماذا كنت تعني بذلك؟
- كنت أشير إلى نظرية النظم الفاعلة لفرانكو فورناري، المحلل النفسي الإيطالي، التي تستند إلى نماذج كلاين .. فعلى سبيل المثال، الشكل المستدير الناعم تماما يشير إلى النظام الأموي، في حين أن الأشكال المحددة ذات الزوايا تشير إلى النظام الأبوي.

وهناك أنظمة أخرى مثل تلك الخاصة بالطفل والجنس والميلاد والموت. وقد صنفت المصممين على أساس استخدامهم لهذه النظم.

ماذا عن فيليب ستارك؟
- إنه يعمل في إطار النظم الخاصة بالميلاد والموت والجنس. على سبيل المثال يوضح التصميم «جوفاني» البلاستيكي الذي قام به لحساب شركة «أليسي» أنه يعمل في إطار النظام الأموي والطفولي. وهناك أيضا معتدلون مثل بييرو ليسوني أو جاسبر موريسون يستخدمون النظام الأبوي في الأساس.

كيف تعرف هذه النظم؟
- هذا جزء من وظيفتي. هذه هي الطريقة الإيطالية لتصبح مدير تصميم.

هل يعني هذا أنه عليك أن تكون طبيبا نفسيا؟
- نعم أعتقد أن هذا قد يكون مفيدا.

هل تستمتع بالافتتاح؟
- لقد رأيت روبرت فينتوري ودينيس سكوت براون بعد أكثر من 20 عاما، وكان الأمر مهما للغاية بالنسبة إلي. ثم جاء مايكل جريفس إلى المعرض في اليوم التالي على كرسي مدولب، ولم أكن قد رأيته منذ 15 عاما وكان شعورنا جميعا بمرور الزمن غريبا، لكن ما زال هناك بعض الأساتذة على قيد الحياة ومنهم سابر ومينديني.

ربما يكون هناك آخرون لكنك لم تقابلهم بعد؟
- أعتقد أنه لم يعد هناك جيل من الأساتذة، على الأقل ليس من بين الذين أعمل معهم. ربما يوجد مصمم معماري عظيم مثل زمتور.

تبدو متشائما !!
- لقد ظهرت مجموعة كبيرة من المواهب في فترة الخمسينات ولن تتكرر هذه الظاهرة. ومن تلك المواهب الأخوان كاستيليوني وغاي أولينتي وفيكو ماجيستريتي. لا يمكن أن تتوقع ظهور مثل هذه المجموعة الكبيرة كل 10 أو 20 عاما.