صور كثيرة في مساحة صغيرة .. بتكلفة أصغر

مهمة ترتيب الصور في مكانها أستغرقت الكثير من الوقت والجهد
مهمة ترتيب الصور في مكانها أستغرقت الكثير من الوقت والجهد

عندما قررت راشيل هودجنز تحويل هواية تصوير أطفال أصدقائها إلى مهنة، تركت لوس أنجليس، ووظيفتها في صناعة الأفلام، وانتقلت شرقا لتكون قريبة من عالم التصوير داخل مدينة نيويورك.


كانت تعرف أنها باستبدالها بمنزلها داخل هوليوود، الذي تبلغ مساحته 2000 قدم مربع، شقة، فإن ذلك سيعني أن عليها التخلص من بعض الأشياء التي لديها، وهو الأمر الذي كانت مستعدة له ولا يطرح مشكلة بالنسبة لها. فقد كان من السهل عليها التخلص من الملابس والأشياء التي لم تعد تحبها. «الأشياء التي كانت تهمني في السابق لم تعد تهمني في الوقت الحالي»، هكذا قالت هودجنز (44 عاما)، التي انتقلت إلى منزل بالإيجار على مساحة 800 قدم مربع داخل نيوجرسي عام 2008، وتدفع إيجارا شهريا قيمته 1800 دولار.

لكن هودجنز، التي ساعدت على إخراج الكثير من أفلام ريتشارد غير، قضت ساعات كثيرة أيضا تساعده على التعامل مع مقتنياته من الصور الفوتوغرافية التي تعتبر فنا رفيعا. وخلال هذه العملية كونت مجموعة خاصة بها، ولم تكن لديها نية للتخلي عن هذه المجموعة، وكان ما يشغلها هو كيف يمكن وضع هذه المقتنيات في المساحة الجديدة المتاحة لها.

فكرت في عرض المقتنيات على حوائط سلمها، الذي يبدو كرواق مدخل، لكن كانت ثمة مشقة في فرز مجموعة تشمل 60 صورة فوتوغرافية، ونحو 12 رسما زيتيا، وبعد ذلك التفكير في ترتيبها.

تقول هودجنز: «كانت مجموعة ضخمة، ومن السهل أن يتم التعامل معها بصورة خاطئة. فلدينا مزيج من الأشياء المختلفة: صور من سوق السلع المستعملة، وصور فوتوغرافية من الفن الرفيع، ومرايا قديمة. وإذا وضعت هذه الأشياء بصورة خاطئة، أو لم أرتبها على نحو جيد، فستكون النتيجة فوضوية».

للحصول على مساعدة لتحديد «الأشياء التي ستستخدمها وتلك التي ستتخلص منها والطريقة التي سترتب بها الأشياء»، اعتمدت هودجنز على تنويه في صحيفة «نيويورك تايمز» (ليس ساريا في الوقت الحالي)، يعرض مساعدة الأشخاص الذين لديهم ميزانية ديكور ضئيلة من خلال الربط بينهم وبين مصممين محترفين. وتطوع ديفيد كاسل، مالك شركة «إي لفيل» للتركيبات الفنية واستشارات التصميم داخل مانهاتن، (ولكن دفعت هودجنز أجور خدمات فريق العمل التابع له).

وأرسلت هودجنز إلى المحرر رسالة عبر البريد الإلكتروني تحدد فيها الكثير من الأهداف: «تصميم رواق مدخل يجعلني سعيدة»، و«التعامل مع جميع المعاطف والقفازات والشمسيات والملابس الخارجية الجديدة والمقبلة من جنوب كارولينا»، وعدم الاضطرار إلى وضع أي من أعمالها الفنية داخل المخزن والعثور على سبيل «للاستمتاع بمقتنياتي من دون أن أصاب بالجنون».

كان معها 1500 دولار للإنفاق على العملية، وخلال اجتماعهما الأول في الشتاء الماضي، قدر كاسل تكلفة خدمات شركته بـ560 دولارا. وقال: «سيكون المبلغ أقل، ما لم تقرري شراء حامل مطلي بالذهب».

عندما سألها ما إذا كان لديها وجهة نظر معينة، قدمت قصاصات من مجلات تظهر عرضا لأعمال فنية داخل شقة المصمم الداخلي توماس أوبرين، مشيرة إلى أن ذوقها مشابه لذوق أوبرين، أي « ذكوري إلى حد ما». وتساءل كاسل ما إذا كانت تريد الإبقاء على السلم على حاله، فردت: «أنا منفتحة، ففي فترة كنت أفكر في طلاء هذا الحائط باللون القرنفلي».

وكان رد كاسل أنه يفضل اللون الموجود، البني، ولكنه أشار إلى أنها لو كانت تفكر في اللون قرنفلي، فعليها استخدام درجة خفيفة منه، وهو ما ردت عليه هودجينز بالقول إنها كانت تفكر «في اللون القرنفلي فيما مضى، ولكن لا أعتقد أني أفكر فيه حاليا».

وأقترح كاسل اللون الأصفر للحائط القريب الذي يمكن رؤيته من الباب الأمامي، فقالت: «إذا قمنا بدهان هذا الحائط باللون الأصفر»، فلن يبقى حائط السلم «بنيا». فرد كاسل متسائلا: «لماذا؟ أنا لم أقل بعد أي درجة من درجات اللون الأصفر».

وأحضرت هودجنز كل شيء تريد عرضه من المخزن، وقاما بفحص كل قطعة سويا. وقال كاسل إنه يريد أن يضع مكان المصباح الموجود في المدخل شيئا أصغر، واقترح أفكارا لتخزين أشياء مثل الأحذية وسلاسل الكلب «جاك»، وقال إن أي نوع من حوامل المعاطف سيبدو جيدا، شارحا: «في الواقع، يرتبط الأمر بالطريقة التي سوف نرتب بها الأعمال الفنية ونعلقها. هذا هو ما ترتبط به الحوائط الخالية من أي أعمال. سيكون حامل المعاطف مغطى بها، لهذا لن تري حامل المعاطف كثيرا».

وبدلا من أن تشعرها الفكرة بالطمأنينة، أقلقتها وغيرت مزاجها، خصوصا عندما أشار إلى إزالة بعض الأشياء من رواق المدخل، وكانت تحتاجها. كان من الواضح أنها غير سعيدة، ولكنها لم تستطع ذكر السبب، حتى بعد أن سألها كاسل أكثر من مرة. وفي محاولة لطمأنتها قال لها: «نذهب إلى منازل البعض، ويرون حاجياتهم تنقل من مكان إلى آخر، الأمر الذي يشعرهم بالخطر.

إذا كنت أقترح شيئا يبدو متطفلا بالنسبة إليك، فرجاء أن تخبريني بذلك. في النهاية، لا يوجد صواب وخطأ، ويجب التعايش مع الوضع، وإذا كنت تريدين شيئا معينا، فإننا سنقوم به قطعا، حتى إن كنت أعتقد أنه سيبدو غير جيد، فعلى كل حال هذا بيتك».

في اليوم التالي أرسلت هودجنز رسالة عبر البريد الإلكتروني تقول فيها إنها تريد إرجاء عملية تعليق الأعمال الفنية. وكتبت في رسالتها «رغبة في عدم إضاعة وقت أحد، أريد أن أحدد بالضبط ما أبغيه من هذه العملية».

وتحدثت بصورة عامة عن ذوقها التصميمي، وأكدت أن ذوقها يشبه ذوق أوبرين: «أريد ترك أثر عندما تفتح الباب، ولذا نحتاج إلى معرفة ما يمكن عمله من أجل تجاوز المشكلات الوظيفية. وبعد ذلك يمكن أن نأخذ المرايا والصور التي تفيد».

ورد كاسل بأدب قائلا إنه يعتقد أن الوسيلة المثلى لبدء الأمر ستكون من خلال إعداد العناصر الوظيفية التي تحيط بالأعمال الفنية، وهي «عنصر التصميم الرئيسي، محل الدراسة»، ولكنه وافق على العمل بالطريقة التي تفضلها هودجنز.

وعندما ضُغط على هودجنز بعد ذلك، أقرت بأنها كانت متشككة في مهارات كاسل التصميمية، لأن الكثير من مقترحاته كانت تؤكد لها أنه لا يفهم ذوقها.

وذكرت أيضا أنها كانت متضايقة لأن كاسل، الذي يتعامل عادة مع مقتنيات فنية رائعة في البلاد، لم يكثر الإطراء على قطعها الفنية. وتقول: «يمكن أن تصفني بأني طفلة، ولكن يأتي الناس عادة إلى شقتي ومنزلي في لوس أنجليس، ويشعرون بنوع من التيه، لأنهم يحبون النظر إلى كل شيء. وبدلا من هذا، قال: (هناك الكثير من الاحتمالات.. يمكن أن تضعي معاطفك في الدولاب؟ وما رأيك في وضع أحذيتك في الحمام؟)».

من جانبه، عندما علم برغبة عميلته في أشياء محددة، قال كاسل إنه يتمنى لو كانت صريحة معه: «لقد جاءت ومعها مشاعر ريبة، وكأنها كانت تختبر الوضع».

وعندما وصلت هودجنز إلى مكتب كاسل في مانهاتن لاجتماعهما الثاني، عرض عليها المصمم ثلاثة أفكار خاصة برواق المدخل: حامل معاطف على الحوائط المواجهة يمكنها أن تعلق عليه المعاطف وحاجيات الكلب، «وغيرها من القطع ثلاثة الأبعاد»، ومنضدة تحتوي على الكثير من الأدراج للأحذية وإكسسوارات فصل الشتاء ودمى، وحائط مغطى بورق حوائط مصنوع من الفلين وعليه خطوط أفقية كخلفية للحامل أو المنضدة، لأن الخطوط الأفقية ستعطي للحجرة «شكلا»، وانطباعا بالسعة. ومع كل فكرة، عرض المصمم صورا لأثاث متوفر على شبكة الإنترنت.

بعدها عرض بعض العينات من درجة الدهان، واستقرت هودجنز على لون بني رمادي أرجواني يُسمى «دارك باسالت». وقالت: «إنه من بين الألوان التي كنت أفكر فيها».

وبمجرد اختيار اللون، تم وضع كل شيء آخر في مكانه. وبالنسبة إلى المخزن، اتفقا على منضدة تحتوي على سلال في الأسفل. وتقول هودجنز إنها كانت تريد وضع شماعات بيضاء اللون وعتيقة الطراز، لكن كاسل أقنعها بتركيب الشماعة على قالب خشبي ودهان الحوائط الأخرى بلون رمادي خفي.

على مدار الأسابيع القليلة التالية، أسهمت كاسل في اختيار إطارات لصورتين لها، كان كاسل قد أقنعها بضمهما إلى المجموعة. ووجد أيضا بديلا رخيصا للكوارتز لأعلى المنضدة، ولم يشك عندما طلبت المزيد، بعدما قدم لها أكثر من 10 خيارات لحاويات تتنوع ما بين سلال صناعية وصناديق عتيقة وحقائب فرنسية مصنوعة من قماش القنب.

كاسل قال إنه عرف «أنها ليست واحدة من العملاء التقليديين»، ولذا فهو يمتلك استراتيجية خاصة في التعامل مع هذه النوعية من الزبائن: «نحن نعمد إلى إحراجهم بالتلطف معهم. فأسلوبنا يعتمد على مجاراتهم في رغباتهم، وعند مرحلة ما سيدركون؛ إما أننا قدمنا لمساعدتهم وسيستمعون إلى اقتراحاتنا، أو سينتهون إلى توليفة بين ما يرغبونه وما نوصي به».

عندما انتهت عملية التركيب، كانت هودجنز سعيدة للغاية. واعترفت بأن العمل مع مصمم مهني ساعدها كثيرا في تعلم المزيد عن ذاتها: «لقد أظهر لي أنني أمتلك وجهة نظر مميزة حقا، وأنني ربما أكون بحاجة إلى التوقف عن القلق قليلا».

التكلفة:
كانت ميزانية هودجيز 1500 دولار، سنعرض بالتفصيل لكيفية إنفاقها، بالأسعار قبل خصم الضريبة. تنازل ديفيد كاسل مالك «إي ليفل آرت بليسمنت آند إنستوليشن» عن أجره (عادة ما تتقاضى شركته 280 دولارا للفرد للساعات الأربع الأولى لتعليق اللوحات الفنية والترتيب، و70 دولارا للفرد لكل ساعة إضافية).

- تعديل إطارين لصورتين باللون الأبيض وواجهة مسطحة مساحتها 23.5 بوصة من «إكسل آرت آند فريمنغ»، مقابل 400 دولار.

- معالجة صورتين في غاليري هادسون مقابل 100 دولار.

- طلاء من شركة «بنجامين مور ناتورا» (غالونان في بازلت رمادي، وجالون وربع بلمسة رمادية) من «جانوفيتش بينت» مقابل 165 دولارا.

- خدمات طلاء من نقاش محلي مقابل 300 دولار.

- قاعدة طاولة من «بارسونز كاستم» مقاس «14× 48 × 34» (تم حساب سعر الشحن)، مقابل 350 دولارا.

- لوح من خشب الصنوبر مقاس «14×48» ثلاثة أرباع بوصة من متجر لويز مقابل 30 دولارا.

- طلاء عالي اللمعان استعمل لطلاء سطح الطاولة من متجر «لويز» مقابل 8 دولارات.

- كلاليب من الزنك من موقع «ريزيدنشيال إسنشيال» مقابل 115 دولارا.

- ورق سنفرة ثري إم 220 لإعداد الكلاليب من «هوم ديبوت» مقابل 5 دولارات.

- طلاء «راست أزليك ساتين وايت يونيفرسال» للكلاليب من «هوم ديبوت» مقابل 14 دولارا.

- ثلاث قطع من خشب الجوز لتركيب الكلاليب من هوم ديبوت مقابل 30 دولارا.

- إنتاج وتركيب حامل معطف وتثبيت اللوحات الفنية من قبل عمال «إي لفيل» مقابل 560 دولارا.

- سلة ضخمة مستطيلة الشكل لها غطاء من متجر «أيرو» مقابل 75 دولارا.

المجموع: 2,152