«الحظاظة» .. البعض ارتداها للزينة وآخرون لدفع الحسد

«الحظاظة» .. تغيرت معادنها وأحجارها وبقي موروثها الشعبي
«الحظاظة» .. تغيرت معادنها وأحجارها وبقي موروثها الشعبي

على الرغم من أنها عرفت منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، فإنها اليوم في مصاف قطع الحلي العالمية، تتغزل بها الموضة وتتزين بها الشابات، إنها «الحظاظة» أو «تمائم وأساور الحظ».. من قطع الإكسسوارات العالمية لأن كل الشعوب ارتدتها بشكل أو بآخر بغض النظر عن معتقداتها والغرض منها، فهناك من ارتداها للزينة ومن استعملها لدفع الحسد والشرور ومن رآها تميمة تساعد على الانتصار على العدو، وغيرها من الأمور التي قد تصب في الثقافات الشعبية، لكن دور الأزياء العالمية اليوم طورتها لتكون للزينة أولا وأخيرا، فضلا عن تخليد أجمل الذكريات.


تقول مصممة الحلي، غادة علم الدين، إن المصريين القدماء عرفوا هذا الإكسسوار، وكانوا يعتقدون بأن للحلي قوة وتأثيرا سحريا، بالإضافة إلى شكلها الجمالي. وكانت أشهر الحلي على الإطلاق ما يعلق في الرقبة (التمائم) أو يلف حول المعصم.

ومع الوقت، انتقلت إلى إيران والهند والصين، حيث كانت تصنع هذه القلائد والأساور وتعلق فيها الأحجار الكريمة، وأشهرها حجر «الجاد» ليقي صاحبه خطر الإصابة بأمراض القلب، و«الفيروز» للحسد والسحر وجذب الأنظار، و«الياقوت» لجلب الحظ والسعادة لأصحابه.

واختلف معدن التصنيع باختلاف الحالة الاجتماعية، فالأثرياء استخدموا الذهب والفضة والأحجار الكريمة، بينما استخدم العامة معدن النحاس والخرز المصقول. لكن ما اتفق عليه الاثنان هو الخيط الأسود المصنوع أحيانا من الكتان وأحيانا من الجلد المضفر ليضم المعدن المختار.

جدير بالذكر أن عالم التمائم ملفوف بالأسرار والغموض، ويقال إن سبب اختيار اللون الأسود إنما كان لطرد الأرواح الشريرة. ومن ينظر إلى مقتنيات المتحف المصري بقسم الحلي، الذي يضم أكثر من 10 آلاف قطعة مختلفة من المعادن، سيجد من فئة «الحظاظات» الكثير، منها ما يتدلى منه مفتاح النيل أو بعض النقوش الفرعونية، أو «حجر الجعران» المقدس لدى الفراعنة قديما، ومنها ما يصلح للاستخدام في الحياة اليومية، ومنها ما يستخدم في الأسفار والرحلات والمناسبات.

واليوم، وبعد رحلة طويلة عبر التاريخ، تعتبر التمائم أو «الحظاظات» قطع إكسسوار تناسب فئة الشباب من الجنسين على حد سواء، خصوصا بعد أن طرح معظم بيوت الأزياء عشرات الأشكال التي تناسب جميع الأذواق والميزانيات، فهناك مثلا، ما هو مصنوع من البلاستيك بألوان متعددة تحمل علم بلد ما، أو نادي كرة قدم، وهناك ما صيغ من أفخر أنواع الجلود وتتوسطه قطعة حلي من الذهب أو فصوص من الماس، كما أن هناك ما يحمل أول حروف من اسم صاحبها أو اسم من يحب فتكون رسالة حب من نوع خاص. المهم أن النتيجة واحدة، وهي أن هذا الإكسسوار لكل الفئات، ويتناسب مع جميع خطوط الأزياء وفي جميع الأوقات دون تقيد بمناسبة معينة.

طبعا يعتمد اختيار الشكل على الشخصية والثقافة، فهناك من يؤمن بمعتقدات أن «الكف وحدوة الحصان» يقيان من عين الحسود، مثلا، وهناك من يقتنيها لأنه رأى نجمه المفضل يلبسها، أو فقط لأنها موضة ساخنة في المواسم الأخيرة، لا سيما بعد أن دخلت بيوت مجوهرات كبيرة مثل «كارتييه» هذا المجال وطرحت عدة قطع منها تجمع الجمال بالأناقة، ليست كلها بالضرورة معلقة بخيط أسود من الجلد أو غيره من الخامات المشابهة، بل ربما من الذهب الأصفر والأبيض أو البلاتين.

وهذا ما يجعل هذه الإكسسوارات أو «الحظاظة» التي بدأت كقطع حلي بسيطة مصنوعة من «خيط وبعض الخرزات الملونة»، قطع مجوهرات غالية الثمن وحصانا رابحا لدى أغلب بيوت المجوهرات العالمية، بدءا من «كارتييه» و«ديور» إلى «فان كليف آند آربلز» و«بوشرون» و«شوميه»، وغيرها.