دراسة جديدة: الأمهات صاحبات البشرة السمراء أقل ملائمة للرضاعة الطبيعية

هناك وصمة عار مرتبطة بالرضاعة الطبيعية, حيث كان يتم فصل الأم عن طفلها خلال عملية الرق (البيع كالعبيد) ويطلب منها بدلا من أن ترضع طفلها أن ترضع طفل سيدتها
هناك وصمة عار مرتبطة بالرضاعة الطبيعية, حيث كان يتم فصل الأم عن طفلها خلال عملية الرق (البيع كالعبيد) ويطلب منها بدلا من أن ترضع طفلها أن ترضع طفل سيدتها

يواجه الآباء الجدد عدداً لا يحصى من القرارات عند استعدادهم لاستقبال وجه جديد بحياتهم.. بالطبع من أهم الاعتبارات بالنسبة للأسرة حتى قبل أن يصل المولود، هو تحديد عما إذا كان الطفل سيرضع رضاعة طبيعية أم لا.


وهذه كانت الحالة بالنسبة للسيدة (Jennifer Borget) وزوجها، حيث بدأت في إرضاع طفلها منذ ثلاثة شهور بعد ميلاد ابنتيها، بينما تعتبر هذه الأم جزءاً من عدد متزايد من النساء الأفريقيات الأمريكيات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية. أعلنت دراسة حديثة أن هذه السيدة كامرأة سمراء البشرة تعتبر حالة استثنائية وشيئاً غير ما تجري عليه العادة في هذا العرق من النساء.

أعضاء الدراسة وموقعها:
جرى البحث بواسطة مجموعة من الأطباء بمستشفى جامعة كوبر على "العوائق التي تحول دون الرضاعة الطبيعية" والتي تم عرضها في المؤتمر الوطني الذي أقيم بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

هدف الدراسة:
 ركز الباحثون اهتمامهم على الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن لبناً بديلاً عن لبن الأم، ولم يسبق لهن الرضاعة الطبيعية، وأظهرت البيانات أن الذين شملهم الاستطلاع اختاروا عدم الرضاعة لعدم وجود الرغبة، والبعض الآخر أعرض عنها بسبب تلقيهم معلومات مضللة حول الرضاعة الطبيعية مما جعلهم يمتنعون عنها.
 
وفقا لما صرحت به مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.. أن نحو 73% من النساء الأمريكيات يبدأن الرضاعة الطبيعية، وينخفض هذا العدد إلى نحو 54% عند التحدث على النساء الأمريكيات الأفارقة على وجه الحصر، بالإضافة إلى النساء من أصل أفريقي هن أيضا أقل ملائمة للقيام بالرضاعة الطبيعية على النحو الموصى به من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال؛ حيث يتوقفن عند تمام الطفل ستة أشهر أو سنة كحد أقصى.

بالنسبة للسيدة "بورجيت" التي لم تلجأ إلى اللبن البديل، تقول إنها تحدثت إلى مجموعة متنوعة من الناس عند اتخاذ قرارالرضاعة الطبيعية، واشتملت تلك المجموعة على من هن جزء من الجماعة الممتدة الخاصة بها على الإنترنت من الأمهات اللاتي يتبادلن الحوار والمناقشات، وأعلنت أنهن كن مؤيدات لها بشدة.

مازالت تقول أنها سمعت أخريات يشتكين من الرضاعة الطبيعية، وكانت عبارتها الشائعة التي دائما ما تكررها هي: "حقا الرضاعة الطبيعية تؤلم بشدة لأن الأطفال يرغبون في الرضاعة طوال الوقت".

وأضافت: "لم أسمع أشياء سلبية عن الرضاعة الطبيعية من صديقاتي الأفريقيات الأمريكيات، لكنني لم أسمع أي تأيدات لها".

تقول السيدة (Collinus Newsome-Hutt)، وهي أم لثلاثة أطفال أنها لم ترضع رضاعة طبيعية لطفلها الأول، لكنها اتخذت القرار بعد ذلك للرضاعة الطبيعية خلال حملها الثاني.

تقول أيضا: "أنا متعمدة للتأكد من أنني أتفهم ماذا تعني الرضاعة الطبيعية بالنسبة لي، وماذا تعني بالنسبة للطفل".

لم ترَ هذه السيدة أي امرأة أمريكية أفريقية أخرى ترضع رضاعة طبيعية وتقول إنها واجهت بعض المقاومة على قرارها، وفي عيون البعض هناك وصمة عار مرتبطة بالرضاعة الطبيعية، وهي شيء كان يفعله الفقراء من الناس، لكنها ثابرت وبدأت الرضاعة الطبيعية وحافظت على استمرارها.. فهي تجربة جيدة بالنسبة لها.

في السنوات الأخيرة كان هناك دفع من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للحث على زيادة عدد النساء اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية، كما أن هناك أيضا عدة تحالفات تشكلت حول فكرة تشجيع زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية في المجتمع الأفريقي الأمريكي.

تصريح "كيدادا جرين":
صرحت السيدة (Kiddada Green) - مؤسسة ورئيسة جمعية الرضاعة الطبيعية للأمهات ذوات البشرة السمراء - أن هناك ثلاثة أسباب تؤدي لنفور هؤلاء النساء من الرضاعة الطبيعية.
 
الأسباب الرئيسية لنفور الأمهات الأفريقيات من الرضاعة الطبيعية
السبب الأول:

التاثير النفسي طويل الأجل من التراكمات التاريخية، حيث كان يتم فصل الأم عن طفلها خلال عملية الرق (البيع كالعبيد) ويطلب منها بدلا من أن ترضع طفلها أن ترضع طفل سيدتها التي تعاملها كالعبيد، بالإضافة إلى أن النساء بعد الولادة يجبرن على العودة للعمل الفوري مما يضطرهم لإهمال أطفالهم رغما عن إرادتهم.

السبب الثاني:
في هذا اليوم والعمر تتعرض النساء الأفريقيات الأمريكيات إلى إبعادهن عن الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة.

أخيرا:
تعاني النساء من عدم وجود الدعم. وقالت إن منظمتها موجودة لمكافحة ذلك.
تقول السيدة "جرين" ما يلي للمجموعة ذات الثلاث سنوات من العمر: "لقد بنينا هذا النظام الداعم حتى يكون لديك شخص يمكنك اللجوء أو التحدث إليه.. "هذا النظام الداعم الذي تقدمه الأسرة والأصدقاء هو أحد الأجزاء الهامة من تحفيز النساء لبدء الرضاعة الطبيعية وجعلها ممارسة مستمرة".

قالت الدكتورة "باربارا فيليب" مديرة قسم الولادة بمركز بوسطن الطبي، إنها تريد رؤية مشاركة المجتمع الطبي والتقدم بخطوات أكثر من ذلك. وتضيف أنها تعتقد أن المستشفيات لديهم لا تقوم بالدور المناسب لدعم وتشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية، كما أخذت هي وزملائها في بوسطن عهداً على أنفسهم لتشجيع نسبة أكبر من النساء على الرضاعة الطبيعية منذ عقد مضى.

بدأت مجموعة الأطباء في عام 1997 بالمبادرة للرضاعة الطبيعية بمركز رعاية الطفل الطبية، مما أدي إلى تسمية المركز الطبي باسم (مستشفى تأييد الطفل) كما حازوا على لقب وطني تملكه 100 مستشفى أخرى هذا اليوم. قامت أيضا بدراسة موضوع الرضاعة الطبيعية بالمجتمع الأفريقي وقدمت بحثاً يتناول هذه القضية.

تتقابل الدكتورة فيليب دائما مع مجموعة متنوعة من النساء، العديدات منهن واقعات تحت تأثير خلفياتهم الاجتماعية. وصرحت أن المرأة الأفريقية ليست هي الممتنعة عن الرضاعة الطبيعية بل السبب يرجع إلى عدم وعيها بأن هذا العمل يعتبر خياراً من الخيارات المتاحة أمامها، وربما لم يكن لديها أسرة أو أصدقاء يخبرونها عن تلك الممارسة بشكل محفز لمساعدتها في أي مشكلة قد تواجهها أو ربما لم يحصلن على امتيازات لخدمات استشارية لموضوعات تخص إفراز اللبن وغيرها من المعلومات التي تهم الأم. وأوضحت أن هذه هي الأشياء التي تساعد المستشفى بها.

تقول: "إذا قمنا بها بشكل صحيح (التدريب وإعداد الأمهات للرضاعة الطبيعية) ستنجع العديد منهن في ذلك"، وأضافت أن المستشفى خاصتها بها 91% من معدل الرضاعة الطبيعية.

هناك مزيد من الأخبار الجيدة التي ندخرها للأخريات اللاتى سيرغبن في رؤية الرضاعة الطبيعية وهي تصبح الاختيار الأكثر لدى النساء من كل الأعراق، وكجزء من القانون الجديد لإصلاح الرعاية الصحية سيتطلب العديد من الأعمال لمنح الأمهات المرضعات فترات راحة مناسبة حتى يمكن لهن تقديم اللبن.

بالإضافة إلى ذلك هناك مقياس حالي قبل أن يضمنه الكونجرس بواسطة الممثل عنه السيدة (كارولين مكارثي)وتوضح: " سيشتمل التشريع على توفير الوسائل على تشجيع الرضاعة الطبيعية".
 
يتفق خبراء الصحة على أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل شكل للطعام للأطفال، وتوضح الدراسات أن هؤلاء الذين حصلوا على الرضاعة الطبيعية هم الأقل تعرضا للبدانة فيما بعد في حياتهم، وهذا المشروع يقوي الجهود الخاصة بالرضاعة الطبيعية داخل البرنامج العالمي.
 
تأمل الدكتورة "جرين" أن تدرك الأمهات فائدة وجمال الشعور بتجربة الرضاعة الطبيعية؛حيث تكون رابطا قويا بين الأم وطفلها بسبب تلك اللحظات التي تقربهم من بعضهم البعض خلال الرضاعة الطبيعية.

تتفق السيدة "جينيفر بورجيت" مع ذلك؛ حيث عادت منذ فترة قريبة للعمل وتقول: "بعد يوم طويل من العمل تجبرني الرضاعة الطبيعية على الاسترخاء والهدوء، حتى أرضع طفلتي وأجلس معها وحدها" ومن وجهة نظرها.. "الرضاعة الطبيعية مفيدة لكل من الأم وطفلها على حد سواء".