بعد أن اعتزل عروض الأزياء .. معرض باريسي للوحات للمصمم الياباني كينزو

هل يرسم المصمم الياباني الذي اعتزل عروض الأزياء كينزو نفسه ويطرز «الكيمونو» بالريشة بعد أن هجر الخيوط؟ ..  وفي الصورة ثلاثة رجال يلعبون لعبة الأقنعة و كينزو تاكادا
هل يرسم المصمم الياباني الذي اعتزل عروض الأزياء كينزو نفسه ويطرز «الكيمونو» بالريشة بعد أن هجر الخيوط؟ .. وفي الصورة ثلاثة رجال يلعبون لعبة الأقنعة و كينزو تاكادا

إنها المرة الأُولى التي يكشف فيها مصمم الأزياء الياباني كينزو تاكادا موهبته الفنية في الرسم أمام الجمهور الباريسي.


وهو قد اختار أن يعرض لوحاته في الوقت ذاته الذي كانت فيه العاصمة الفرنسية تحتضن أُسبوع الخياطة الراقية، وكأنما المصمم الذي يوصف بأنه أكثر اليابانيين تعلقا بباريس أراد أن يواكب الحدث بطريقته الخاصة.

ورغم أنه من الصعب للناظر تحديد عمر لكينزو الذي يبدو وكأنه من أصحاب الشباب الدائم، فإن بطاقة هويته تشير إلى أنه تجاوز السبعين بسنة.

وهو عمر يتيح له أن يخوض المغامرات الفنية الجديدة من دون حساب للعواقب. ومع هذا فقد تهيب من إقامة معرض خاص به وفضل أن يدرج لوحاته في معرض مشترك مع فنانين آخرين، تحت عنوان «طراز معين للحياة».

وبين فناني المعرض من فارق الدنيا لكن أعماله ظلت خالدة من بعده، مثل سلفادور دالي الذي نشاهد له أطباقا مرسومة ومزينة بأُسلوبه العجيب، كما نرى أقداحا من إنتاج رافائيل بوكانفوسو ما زالت تحمل آثار أحمر شفاه امرأة، وأرائك من البرونز المذهب من عمل النحات جوي دو روهان شابو.

والهدف من جمع كل هذه الأشياء هو تقديم طراز مترف للعيش، تكون فيه مستلزمات الحياة اليومية ممهورة بتواقيع كبار مبدعي العصر، كل في مجاله وفنه.

إن عدد لوحات كينزو لا يتجاوز الثماني، لكنها ذات أحجام كبيرة وتبدو وكأنها تأتي في سياق واحد متسلسل، إذ تقدم رجالا يرتدون الزي الياباني «الكيمونو» ويحملون أقنعة في أيديهم.

وهناك من النقاد من قرر أن الرسوم هي من نوع «الأُوتوبورتريه»، أي أن الفنان رسم فيها نفسه.

وهو يقول لزائري المعرض إن مغامرته مع الرسم بدأت قبل عشر سنوات، وإن هذه اللوحات لا تختلف كثيرا عن التخطيطات والتصاميم التي كان يرسمها للأزياء، مع فارق أنها منفذة بألوان «الإكليريك» التي يسهل الاشتغال بها.

نسأل كينزو «هل صحيح أنك ترسم نفسك؟». يجيب بالنفي ويقول إن موديلاته هم رجال يلعبون لعبة الأقنعة، ويتدثرون بالثوب الياباني التقليدي.

ويضيف أن وراء كل لوحة حكاية، فهناك لوحة تمثل شخصية شيطانية ولهذا وضع في يدها قناع وحش.

وفي لوحة ثانية رسم رجلا يرفض أن يشيخ ويحمل قناعا لرجل يشبهه في سن الشباب. أما الثياب فقد زخرفها بالعناية ذاتها التي كان يصرفها على تصميم فستان للسهرة أو للعرس وتطريزه بـأرق أنواع الزخارف.

وحتى الألوان، فهي تبهر الرائي وكأنها منتقاة لزي سيذهب إلى واجهة متجر باريسي فخم. وطوال السنوات العشر الماضية كان الفنان يرسم ويجرب ويتعلم أسرار الخطوط والألوان، بعيدا عن الأعين وبشكل يكاد يكون سريا، قبل أن يفرج عن لوحاته لتراها أعين الفرنسيين في باريس قبل أعين مواطنيه في طوكيو وغيرها من مدن اليابان.

وتبقى الفرجة على لوحات كينزو بمثابة زيارة للماضي. فقد باع المصمم الياباني علامته التجارية، منذ عام 1999، إلى مجموعة استثمارية كبرى في باريس وتفرغ هو لهوايته الفنية. لكن آلاف النساء في أنحاء العالم ما زلن يجرين وراء اقتناء وشاح من أوشحته الملونة أو قنينة من عطوره التي يشبه شذاها المرور بحدائق الربيع.

ولا يخفي إيمانويل دو برانتيس، المشرف على صالة «استوديو 55» التي استضافت المعرض، سعادته بلوحات الفنان الياباني المتحول من الأزياء إلى الرسم، بعد ثلاثين عاما من العروض التي أشاع فيها البهجة والأناقة.