دراسة: مروجو السجائر المستحدثة زيفوا الحقائق عن «أمانها»

الإلكترونية والعشبية لا تقل ضررا عن الأنواع التقليدية
الإلكترونية والعشبية لا تقل ضررا عن الأنواع التقليدية

بعدما استبشر المدخنون العتاة خيرا، واعتقدوا أنهم وجدوا ضالتهم المنشودة في الاحتفاظ بعادة التدخين مع تجنب مخاطرها، أثبت علماء أميركيون زيف الادعاءات التي روج لها مصنعو السجائر المستحدثة بشقيها الإلكتروني والعشبي، والمتعلقة بمُعامِل الأمان المرتفع بها عن السجائر المعتادة، من حيث إنها أقل ضررا ولا تؤدي إلى الخلل الحيوي في الخلايا، الذي ينتج عنه الأمراض السرطانية.


وأوضح علماء كلية نيويورك للطب أن معدل استثارة الخلايا الناجم عن تدخين هذه النوعية من السجائر، لا يقل بحال عن السجائر المعتادة، بل قد يفوقها في بعض الأحيان؛ حيث إنها تؤدي إلى كم تدميري أكبر للمادة الوراثية DNA.

وتشير الدراسة، التي سوف تنشر في غرة يونيو (حزيران) المقبل في دورية «الدورة الخلوية Cell Cycle»، إلى أن منتجي هذه السجائر التي حصلت على براءات اختراع وموافقات هيئات أميركية مختلفة للتداول بالأسواق زيفوا الحقائق، وغرروا بالرأي العام العالمي، عندما وعدوا المدخنين بكم أقل من المخاطر في حال استخدام سجائرهم.

سجائر غير آمنة
ويؤكد البروفيسور تسبينغنيف دارتسينكيوفيكس، أستاذ علم الأمراض المشرف على البحث، أنه وفريقه استخدموا في أبحاثهم التقنية والمعايير ذاتها، التي ابتكروها، وسبق أن استخدموها لإثبات مضار السجائر العادية، فتبين لديهم بالدليل القاطع أن «السجائر التي يدعي صانعوها أنها آمنة، غير آمنة على الإطلاق، بل قد تفوق مضارها السجائر المتعارف عليها سابقا».

ويناشد القائمون على الدراسة الجهات الأميركية والدولية المختصة، مثل وكالة الدواء والغذاء ووكالة حماية البيئة، بأخذ النتائج الواردة ببحثهم في الاعتبار، ومنع المزيد من الغش والتدليس التجاري الذي يمارسه صانعو ومروجو هذه السجائر عبر حظر الإعلانات الكاذبة عن منتجاتهم، ومساءلتهم قانونا فيما سبق أن ادعوه.

وكانت ظاهرة صناعة السجائر «الآمنة» قد لاقت استحسان الكثير من المدخنين، ورواجا كبيرا في الأسواق، وخاصة بعد الحظر الذي فرضته كثير من الدول حول العالم، والتضييق الشديد في دول أخرى، في المسألة الخاصة بالأماكن المسموح فيها بالتدخين، إضافة إلى التحذيرات الصحية التي تطلقها المنظمات العالمية، وفرض الكثير من الدول، كالمملكة المتحدة، ضرائب باهظة على صناعة التبغ واستخداماته، مما رفع من سعر السجائر المعتادة إلى ما قد يفوق المقدرة الشرائية لكثير من المدخنين.