مخاطر التخصيب الصناعي .. تزيد 4 مرات مقارنة بالحمل الطبيعي

 أن مخاطر ولادة الجنين ميتا متساوية، وتبلغ الضعف عند النساء اللاتي استخدمن إحدى طريقتي التخصيب الخارجي في الأنابيب أو طريقة زرق الحيمن المباشر في البويضة
أن مخاطر ولادة الجنين ميتا متساوية، وتبلغ الضعف عند النساء اللاتي استخدمن إحدى طريقتي التخصيب الخارجي في الأنابيب أو طريقة زرق الحيمن المباشر في البويضة

لحمل والحصول على طفل صغير «يزيّن البيت»، حلم يراود ملايين الزيجات التي تعاني عدم حصول الحمل لأسباب مختلفة قد يتحملها الزوجان.


ولكن على المرأة، التي ترجح خيار التلقيح الخارجي والحمل الصناعي، أن تعمل حسابا إلى أن مخاطر فقدان الجنين كبيرة في هذه الحالة.

ويعتقد العلماء الدنمركيون الآن أن طريقة التخصيب، وخصوصا في التخصيب الخارجيIn-Vitro-Fertilisation (IVF) أو زرق الحيمن مباشرة في البويضة Intra Cytoplasmatic Sperm Injection (ICSI) قد تكون وراء النسبة المرتفعة من موت الأجنة.

وأجرى العلماء من جامعة أروس الدنمركية دراسة موسعة حول الموضوع توصلوا فيه إلى أن احتمالات وفاة الجنين تتضاعف في حالة التخصيب الصناعي، بالطريقتين المذكورتين، عنها في الحمل الطبيعي. بل إن المخاطر تتضاعف 4 مرات في النساء اللواتي يتوصلن إلى الحمل باستخدام الطريقتين معا.

حمل صناعي
وعكف الباحثون الدنمركيون على تحليل وتصنيف معطيات أكثر من 20 ألف امرأة ولدن بين أغسطس 1989 وأكتوبر 2006، وقارنوا النتائج من ناحية مخاطر ولادة الجنين ميتا، التي ترافق المرأة، سواء في الحمل الطبيعي أو الصناعي.

وقارنوا بين عدد الأجنة الميتة في طريقتي التخصيب الخارجي وطريقة زرق الحيمن المباشر في البويضة.

وكشفت النتائج المستخلصة من حمل 20166 امرأة وولادتهن، حملن كلهن لأول مرة في حياتهن، ما يأتي: أن 16525 (82 في المائة) ولدن طبيعيا بعد فترة الحمل الطبيعية، عانت 2020(10 في المائة) خصوبة منخفضة وانتظرن سنة كي ينعمن بالحمل، و879 (4 في المائة) حملن بعد معالجة ما يعانينه من مسببات ولكن من دون الحاجة إلى تخصيب خارجي، و742 (4 في المائة) حملن بعد استخدام طريقة التخصيب الخارجي في الأنابيب أو بزرق الحيمن مباشرة في البويضة.

اتضح أيضا أن 86 امرأة من مجموع 20166 وضعن الجنين ميتا، وهي نسبة لا تتعدى 4.3 إلى كل 1000 حالة من المجموع، إلا أن هذه النسبة ترتفع إلى 16.2 لكل 1000 ولادة عند النساء اللاتي استخدمن التخصيب الخارجي في الأنابيب وطريقة زرق الحيمن المباشر في البويضة.

والمهم أن هذه المخاطر لم ترتفع عند النساء اللاتي عالجن مشكلة التخصيب، دون الطريقتين الصناعيتين السابقتين، إلا إلى 2.3 لكل 100 ولادة.

مخاطر على الجنين
واستنتج رئيس فريق العمل، البروفسور كيرستن ويسبورج، أن مخاطر ولادة الجنين ميتا متساوية، وتبلغ الضعف عند النساء اللاتي استخدمن إحدى طريقتي التخصيب الخارجي في الأنابيب أو طريقة زرق الحيمن المباشر في البويضة، إلا أنها تبلغ 4 أضعافها حينما تستخدم المرأة الطريقتين معا.

وتبين من الدراسة أيضا أن طريقة معالجة التخصيب الأخرى أقل خطورة على الجنين فيما بعد من الطريقتين السالفتي الذكر.

والمهم أن المخاطر على الجنين لا تتعلق بنسبة الخصوبة وصعوبة التخصيب، بل بالطريقة التي استخدمت لذلك.

ويبقى الخيار أمام النساء الراغبات في الحمل مفتوحا، لكن عليهن أن يعرفن مدى خطورة ذلك على الجنين.

وسبق للباحثين الأميركيين من الجامعة الطبية في فيلادلفيا أن توصلوا إلى أن أطفال الأنابيب يمكن أن يكونوا أكثر عرضة من غيرهم للأمراض الوراثية، وخصوصا البدانة وما يرافقها من السكري وضغط الدم. 

ولاحظ العلماء وجود تغيرات تحصل على التركيبة الجنية للجنين جراء النمو داخل الأوعية المختبرية. وتركزت هذه التغيرات على الجينات التي تتحكم باستقلاب السكر وعملية تكون الأنسجة الدهنية في جسم الإنسان وحرقها.

من ناحيته، قال الباحث الألماني برنهارد هورستيمكة، من جامعة دويسبورج (غرب): إن بعض التشوهات الولادية تتشابه في كثير من الأحيان لدى أطفال الأوعية المختبرية.

وأكد الباحث أن نسبة التشوهات بين هؤلاء الأطفال ليست مرتفعة، لكن تشابه التشوهات تبعث على التأمل.

وتحدث هورستيمكة عن ثلاثة احتمالات لتفسير هذه الحالة: أن الحيامن المستخدمة متضررة نسبيا، أو أن الهرمونات التي تتعاطاها المرأة قبل إجراء التخصيب قد تؤثر على الحمض النووي، أو أن البويضة «تشعر» أنها تخصب في وسط غريب. وتشير إحصائيات وزارة الصحة الألمانية إلى ولادة 12130 طفلا عام 2007 بطريقة التخصيب في الأوعية المختبرية.