السجاد البربري .. آخر صيحة في الديكور المنزلي المغربي

نماذج من السجاد البربري يتميز بخفة وزنه واستعمالاته المتعددة
نماذج من السجاد البربري يتميز بخفة وزنه واستعمالاته المتعددة

يقال إن عمر السجاد البربري أو «الزربية» الأمازيغية، كما يطلق عليها المغاربة، يعود إلى 1500 سنة قبل الميلاد، فهي من أقدم الحرف اليدوية التي تتقنها النساء بمهارة، ويورثنها لبناتهن.


وبما أن عالم الديكور المنزلي يتجدد باستمرار، ويبحث عن كل ما يضيف لمسة خاصة وفنية إلى البيت، أصبح البحث عن الإكسسوارات العتيقة أحد العناصر الرئيسية في تجديد الديكور العصري، ومن هنا تنامى الاهتمام بهذا السجاد الذي بدأ ينافس بقوة السجاد الرباطي، نسبة إلى العاصمة الرباط المشهورة بسجادها الأحمر القاني المزين من الجوانب والوسط.

وهناك ميزات كثيرة جعلت البربري يتكلم لغة العصر، فإلى جانب أنه خفيف يسهل حمله وتنظيفه، بفضل وزنه وأحجامه المتباينة بين الصغير والمتوسط، بالإمكان أيضا وضعه في أي مكان في البيت، سواء في المدخل أو في الصالون أو بجانب أسرة النوم أو في المكتب، وفي كل مكان يمكن أن يضفي مظهرا خاصا ودافئا.

ولا يقتصر الأمر على فرشه على الأرضيات، بل يمكن تعليقه على الجدران أو استعماله كغطاء لتدفئة الجسم ووقايته من البرد.

من ناحية أشكاله، يمكن التعرف عليها أيضا بسهولة، فهو يتميز بزخارف عبارة عن رسوم حيوانات، أو أشكال هندسية شديدة البساطة والعفوية، وبألوان مشعة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر.

وهذا ما يحوله إلى شبه قطع فنية تحاكي أحيانا لوحات الفن التشكيلي، مما يشجع البعض على تعليقه على الجدران.

تستعمل النساء الصوف الطبيعي لحياكته، ويتم تمشيط الصوف وغزله بأدوات تقليدية. أما الألوان فمصدرها طبيعي كذلك، إذ يتم استعمال جذوع الأشجار، وأوراق الأعشاب، وقشور الرمان وأنواع من المعادن، حيث تغمر خيوط الصوف في الماء الملون المغلي، وتترك لبعض الوقت ثم تسحب من الماء وتترك لتجف تحت أشعة الشمس قبل البدء في استعمالها لحياكة السجاد على المنسج اليدوي، الذي يتطلب دقة متناهية في وضعه حتى تنسج الزخارف بشكل متساو.

يباع السجاد البربري في الأسواق المتخصصة في بيع المنتجات التقليدية، ويجد إقبالا كبيرا من طرف السياح الذين يعجبون بزخارفه وألوانه، بالإضافة إلى صغر حجمه وسهولة نقله إلى أوطانهم، حيث يفضل الغالبية منهم تعليقه على الجدران، كما يقول أحد التجار، الذي أوضح بأن الإقبال لا يقتصر على السجاد البربري فحسب، بل على مجموعة من الأدوات المنزلية وإكسسوارات الزينة، التي كانت خاصة بالقبائل الأمازيغية، لكن قام الصناع التقليديون بتجديدها، وإدخال تعديلات على وظيفتها الأساسية لتخاطب روح العصر.

من هذه الإكسسوارات، نذكر إطارات المرايا الفضية التي صنعت على شكل «خلالة» وهي بروش على شكل مثلث من الفضة تستعمله النساء الأمازيغيات، ويعتبر رمزا شهيرا للمرأة عند القبائل البربرية.