الأقراط الفضية في المغرب.. تعود الى الموضة وتنتعش من جديد

الموضة العالمية الآن تتجه بشكل عام نحو البساطة والإيحاءات الإثنية. والأقراط الفضية تتناسب وهذا الاتجاه، وهذا ما يفسر التراجع النسبي للإقبال على الذهب لحساب الفضة إذا ما أضفنا إلى ذلك الارتفاع الكبير ا
الموضة العالمية الآن تتجه بشكل عام نحو البساطة والإيحاءات الإثنية. والأقراط الفضية تتناسب وهذا الاتجاه، وهذا ما يفسر التراجع النسبي للإقبال على الذهب لحساب الفضة إذا ما أضفنا إلى ذلك الارتفاع الكبير ا

ازداد في السنوات الأخيرة إقبال المغربيات على اقتناء حلي من الفضة وخاصة الأقراط منها، فأصبحت تراها في شتى الأشكال والأحجام والرموز، خاصة أن المعروض منها في السوق يلبي مختلف الأذواق وكذا الإمكانيات المادية.


صناعة الأقراط الفضية ارتفعت أخيرا لمواكبة الطلب المتزايد عليها رغم ارتفاع سعر هذا المعدن في الآونة الأخيرة.

وتنتعش هذه الصناعة في مدينة ورزازات (جنوب المغرب) بالذات، إلى حد أنها ترتبط باسم المدينة، على الرغم من أن المنطقتين المعروفتين على مستوى المغرب في ما يخص إنتاج هذا المعدن هما مدينتا كلميم وطانطان، جنوب المغرب أيضا.

ويعزو صناع الحلي في هذه المدينة الإقبال المتزايد عليها في السنوات الأخيرة إلى تصميماتها. فهي تتسم بالبساطة من دون أن تتجاهل ضرورة مواكبة آخر صيحات الموضة العالمية، فضلا أن أسعارها معقولة بالمقارنة مع الذهب.

أقراط فضية بأحجام ورموز مختلفة، تراها كثيرا في هذه المدينة تتزين بها الفتيات أو تزين واجهات المتاجر المتخصصة في بيعها (البازار) التي تزدهر بشكل لافت في ورزازات، مستفيدة من النسبة الكبيرة للسياح الذين يقعون تحت سحر المدينة بكل أشكالها، بما فيها زينة سكانها.

وتختلف أسعار هذه الأقراط حسب وزنها والأحجار التي تزينها، وفيما إذا تمت صياغتها يدويا أم لا، بالإضافة إلى قدمها. ومما هو متعارف عليه هنا إقبال السياح الذين يزورون ورزازات على اقتناء أقراط فضية تعود لحقب تاريخية قديمة.

لحسن حموصي مجوهراتي في المدينة قال إن «تجارة الأقراط الفضية عرفت بالفعل ارتفاعا في السنوات الأخيرة لأنها بسيطة وتضفي رونقا خاصا وتتناسب مع مختلف الأزياء المعروضة حاليا في الأسواق، كما أن أسعارها تظل معقولة رغم ارتفاع سعر الفضة وانخفاض القدرة الشرائية».

وهذا ما يتفق عليه أغلب صناع الحلي حيث يقول عمر بوسبة وهو أيضا مجوهراتي إن «الموضة العالمية الآن تتجه بشكل عام نحو البساطة والإيحاءات الإثنية. والأقراط الفضية تتناسب وهذا الاتجاه، وهذا ما يفسر التراجع النسبي للإقبال على الذهب لحساب الفضة إذا ما أضفنا إلى ذلك الارتفاع الكبير الذي عرفه سعر الأول».

ويوضح حموصي أن الفتيات يقبلن بالخصوص على اقتناء أقراط كبيرة، ويعتقد أن السبب في ذلك يرجع أولا لتأثرهن بموضة الأقراط الكبيرة السائدة حاليا، بالإضافة إلى أن الكبيرة «لافتة أكثر للانتباه».

ومن الملاحظ الإقبال بشكل كبير في السنوات الأخيرة على اقتناء أقراط على شكل رموز، مثل «خلالة»، وتعرف باسم لافيبول بالفرنسية، والتي دأب الأمازيغيون على استعمالها عادة في لباسهم التقليدي حتى أصبحت رمزا للثقافة الأمازيغية.

ويوجد منها أزيد من 30 صنفا كل واحد منها يمثل قبيلة من القبائل الأمازيغية. يقول محمد الوردي أحد المجوهراتيين بالمدينة إنها أصبحت تلقى إقبالا واسعا من طرف كل من الأمازيغيات والعربيات وتستعمل سواء بشكل يومي أو في المناسبات الخاصة، وعزا ذلك إلى شكلها المميز واللافت، بالإضافة إلى حمولتها الثقافية.

ومن الرموز التي تعرف إقبالا واسعا أيضا، أقراط على شكل بوصلة كان يستعملها الطوارق.

ويوضح الوردي أن هذه الأخيرة تتوفر منها أيضا عدة أنواع، يقبل على اقتنائها بصفة خاصة السياح الأجانب. هذا بالإضافة إلى رمز «تيفيناغ» أي حرف الزاي في اللغة الأمازيغية وهو في نفس الوقت رمز هذه الهوية الأمازيغية.

لكن بعيدا عن الرموز، فإن الفضة بإيحاءاتها الإثنية التي تناسب اتجاهات الموضة العالمية، توسع جمهورها ليشمل مناطق متعددة من المغرب وجنسيات متنوعة أيضا.

آمال وزينب كالاليوس 21 و14 سنة شقيقتان تقولان إنهما لا تستغنيان عن التزين بأقراط أذن فضية، لأنهما تحبان كل ما هو تقليدي وبسيط، وتريان فيها ارتباطا بهويتهما وجذورهما، خاصة إن كانت هذه الأقراط على شكل رموز لها دلالات معينة.

وتقول زينب إنها تفضل الفضة على الذهب بصفة عامة لأن هذا الأخير «مثير جدا للانتباه ولا يتوافق مع كل أنواع اللباس كما هو الحال بالنسبة للفضة».

أما لورنس شيموني 47 سنة، وهي فرنسية تقطن بورزازات منذ سنة ونصف، فتقول إنها كانت تضع أقراطا ذهبية في السابق لكن منذ بلوغها سن الأربعين أصبحت تفضل الفضة.

وزاد حبها لهذا المعدن بعد زيارتها الأولى للمغرب: «أعتقد أن الأقراط الفضية تناسب سني أكثر، كما أنها بسيطة وخالصة وتتناسب مع كل ملابسي، على العكس من الذهب».

وتضيف لورنس: «أعشق الرموز الأمازيغية ورموز الطوارق وأحس بأنها جزء مني وبأنني أنتمي لهذه الثقافة، أجد راحة في وضعها وتناسبني أكثر من الأقراط الفضية التي أقتنيها من فرنسا.

فمع الوقت توصلت إلى نتيجة مهمة بالنسبة لي وهي أن الحلي الفضية المغربية أصيلة وتتناسب مع طبعي التلقائي البسيط، لا سيما التصميمات القديمة، لأنني أهتم بكل ما هو تاريخي، قديم وأصيل».

وتتابع مبتسمة: «أشعة شمس المغرب التي لوحت بشرتي بسمرة ذهبية، جعلت بشرتي تتناغم بشكل جميل مع اللون الفضي».