لماذا يزدد الإقبال على خامة الصوف؟

منذ أكثر من ستة أشهر طالعتنا من على منصات عروض الأزياء الكثير من قطع الصوف المغزول على شكل كروشيه أو بطريقة التريكو التي تمنح الدفء، وتواكب في الوقت نفسه الحاجة للتوفير لما تمنحه من مرونة في الاستعمال
منذ أكثر من ستة أشهر طالعتنا من على منصات عروض الأزياء الكثير من قطع الصوف المغزول على شكل كروشيه أو بطريقة التريكو التي تمنح الدفء، وتواكب في الوقت نفسه الحاجة للتوفير لما تمنحه من مرونة في الاستعمال

الصوف مثل الصديق، مريح ومضمون في كل الأوقات والمناسبات، عدا أنه خامة سهلة الاستخدام والتنسيق مع باقي القطع.


قد يقول البعض ان أحوال الطقس تغيرت نتيجة تغير البيئة وثقوب الأوزون وغيرها، مما أثر على فصول السنة من حيث حرارتها ومواقيتها، إلا أن حلول شهري نوفمبر وديسمبر، يعني بالضرورة حلول البرد بكل تبعاته من ريح ومطر وزمهرير ورعد.

وهذا يتطلب اتخاذ تدابير وقائية تأخذ الصحة والأناقة بعين الاعتبار.

وبالنظر إلى ما هو معروض في السوق حاليا، فإن الأناقة تأخذ نصيب الأسد ولا يمكن اتهامها بالتقصير في هذه الخامة الدافئة، إلى حد أن إحساسا عميقا ينتابك بأن مصممي الأزياء، مثل رجال الاقتصاد، لهم حاسة سادسة في توقع الأحداث وأحوال السوق.

فمنذ أكثر من ستة أشهر طالعتنا من على منصات عروض الأزياء الكثير من قطع الصوف المغزول على شكل كروشيه أو بطريقة التريكو التي تمنح الدفء، وتواكب في الوقت نفسه الحاجة للتوفير لما تمنحه من مرونة في الاستعمال.

يقول توني سبنسر، وهو واحد من الثنائي المسؤول عن تصميم ماركة «فيلفيت وجراهام وسبنسر» التي طرحت العديد من الصدريات ذات الملمس الرملي، والمعاطف والفساتين القصيرة: «إن ملابس التريكو أنيقة وعملية في آن واحد، كما أنها من القطع الأساسية في دولاب أي امرأة عصرية نظرا لأنه من السهل تنسيقها وارتداؤها».

وتتميز تصميمات الصوف أو «التريكو» المغزولة من خيوط سميكة التي يمكن لفها حول الجسد، بالعملية والفخامة في الوقت نفسه.

صحيح أن هذا الوصف يتضمن بعض التناقض للوهلة الأولى، كون الفخامة والعملية قلما يلتقيان في عالم الموضة، إلا أن نظرة واحدة للقطع المغزولة من الصوف التي قدمتها «ستيلا ماكرتني» مثلا، بسعر لا يتعدى 500 جنيه استرليني تؤكد هذه الحقيقة، خصوصا إذا قورنت بمعاطف بتصاميم أخرى لنفس المصممة قد يتعدى سعرها أكثر من 1200 جنيه استرليني.

وبالمثل، تتكلف معاطف «بيربيري برورسوم» المغزولة يدويا حوالي 974 جنيها استرلينيا، بينما يصل سعر معطف من معاطفها المبطنة إلى حوالي 1953 جنيها استرلينيا، مع أن كلاهما يؤدي نفس الغرض، ويبقى الاختلاف مسألة ذوق فحسب.

وليس المصممون وحدهم هم الذين كانوا يحاولون استكشاف العالم الواسع لمادة الصوف.

فمحلات «جاب» التجارية تقدم كل شتاء مجموعة متنوعة منه، والسبب على ما يبدو، يعتمد على نظرية بسيطة، وهي أنه من المرجح أن تشتري المرأة أكثر من معطف بألوان مختلفة، لأن هذا التنوع يمنحها مشاعر الثقة والدفء والتجدد، خصوصا إذا لم يكن باهظ الثمن.

لكن ليست محلات «جاب» وحدها التي تعتمد على هذه النظرية أو على استعمال الصوف لإبداع أزياء ملونة بألوان الحلوى تغري المرأة على اقتنائها، فحتى كبريات بيوت الأزياء تقوم بذلك وأملها كبير في ذوات الإمكانيات العالية من اللواتي يستطعن اقتناء أكثر من معطف في الموسم الواحد بألوان مختلفة.

نذكر من هؤلاء دار «بوتيجا فينيتا»، التي قدمت هذا الموسم معطفا زاهيا باللون الفيروزي البراق يصل إلى الركبة، كذلك الأمر بالنسبة لدايان فون فورستنبرغ التي قدمت العديد من الجاكيتات ذات الياقات الكبيرة المصنوعة من التريكو، وأخرى تحتوي على سلاسل ضخمة بالإضافة إلى أزياء أخرى يمكن لفها حول الجسد بسهولة، لأنها ببساطة مصنوعة من الصوف المغزول بطريقة «التريكو».

لكن ربما تكون دار «شانيل» هي الأكثر تفوقا في هذا المجال، خصوصا إذا كانت النية أزياء كلاسيكية عصرية لا تعترف بالزمن.

ففي كل موسم تعود إلى هذه الخامة بشكل أو بآخر، لتقدمها تارة على شكل بذلات أو جاكيتات أو أحزمة أو فساتين، بل وحتى إكسسوارات.

والهدف منها في الغالب ان تكون بديلا شبابيا واقتصاديا للبذلات التقليدية، لكنها دائما تنجح في أن تتحول إلى كلاسيكيات تقبل عليها المرأة بغض النظر عن العمر.

وحسب الخبراء فإن السبب يكمن أيضا في أن الناس عموما يستثمرون في الملابس الشتوية أكثر من الملابس الصيفية، لهذا يفضلونها من النوع المترف غير مبالين بالسعر، لأنها تقاوم الزمن وتشكل قطعا أساسية في خزاناتهم لسنوات عديدة قادمة.

ورغم أن الصوف يعرف إقبالا كبيرا عليه في هذه الفترة من كل عام، إلا أن الإقبال زاد هذا العام أكثر من قبل، بدليل مبيعات محلات كبيرة مثل «هارودز» و«براونز» و«سيلفريدجز» التي ارتفعت بشكل ملحوظ. ففي محلات «براونز».

مثلا نفدت كل المعاطف التي قدمتها دار «جيل ساندر» في خلال أسبوع واحد من طرحها، كذلك الجاكيتات التي وقعها دريس فان نوتن، فضلا عن قطع صوفية لمصممين آخرين، كونها تمنح الأنيقات فرصة للتنويع وسهولة في تنسيقها مع باقي القطع الهندسية المحددة الخطوط، التي تطالعنا في موسمي الخريف والشتاء عموما.

لهذا لم يكون غريبا أن تشهد أوساط الموضة عودة الثنائي «كليمينتس ريبيرو» الذي تخصص في الصوف إلى الساحة بقوة بعد سنوات قضياها في دار «كاشاريل» والضبابية بعد ان تعرضت شركتهما الخاصة للحراسة القضائية في 2005.

خلال أسبوع لندن الأخير، شاركا بمجموعة رائعة مغزولة من صوف الكشمير مزينة بالخرز الفيكتوري والأزرار والطيات الكثيرة، برهنت على مهارتهما في هذا المجال.

وفي شهر نوفمبر، وما ان طرحت المجموعة على موقع Net-a-porter.com حتى نفدت خلال 24 ساعة، لتؤكد أن الصوف صديق للزبونات والمصممين على حد سواء.