ستيفان رولان .. مصمم «هوت كوتير» يحول الأقمشة إلى منحوتات

ملكة الأردن، رانيا العبد الله، في فستان من تصميمه .. وكما رسمته أنامل ستيفان رولان
ملكة الأردن، رانيا العبد الله، في فستان من تصميمه .. وكما رسمته أنامل ستيفان رولان

أن تختار نجمة متألقة الظهور بفستان يحمل توقيع مصمم معين وفي مناسبة مهمة، فهذا هو عز الطلب، لكن أن تختاره ملكة متألقة، فهذا هو الشهادة له بالتميز.


وهذا بالضبط ما حصل مع المصمم الفرنسي الشاب، ستيفان رولان، الذي ارتدت ملكة الأردن، رانيا العبد الله، فساتين من إبداعه في مناسبات عديدة، آخرها كانت خلال رحلة أوروبية توقفت فيها في روما.

باستثناء فستان من المخمل من جيورجيو أرماني بالأبيض والأسود، ظهرت به الملكة في حفل عشاء، كان من الممكن أن تختار خلال هذه الزيارة من بين عدة دور أزياء إيطالية أخرى، بدءا من جوتشي إلى فالنتينو وفرساتشي، لكنها في المقابل فضلت فستانا أبيض ناعما بحزام مبتكر من ستيفان رولان، أضافت إليه إكسسوارات ذهبية موفقة، تماشيا مع تصميمه المستوحى من الثقافة اليونانية القديمة، لتؤكد أنها فعلا صاحبة ذوق رفيع وعين ثاقبة عندما يتعلق الأمر بالموضة والتميز.

اختيارها لستيفان رولان في عدة مناسبات يأتي من كونه متخصصا في مجال «الهوت كوتير»، وبأن العديد من فساتينه ترقى إلى مصاف اللوحات الفنية، بتفصيلها الراقي وتفاصيلها البسيطة التي تهدف إلى إبراز جمال المرأة لا منافسته.

وهذا ليس غريبا إذا عرفنا أن هذا الشاب متخصص في هذا المجال منذ أكثر من عشرين عاما، ومنذ عهده كطالب، حيث التحق بدار «بالنسياجا» للمساهمة في تصميم خط رجالي، لكن لم يمر عام واحد حتى أصبح المصمم الفني لهذا الخط. بعد ذلك، جذبته المرأة، فالتحق بدار «جون لوي شيرير» حيث أبدع لها لمدة عشر سنوات فساتين حالمة وتايورات مفصلة.

عقد من الزمن كان كافيا لأن يشعره بأن وقت الاستقلالية قد حان. فحسب قوله، كان إرث الدار وروح مؤسسها مقيدين. فمهما حاول إطلاق العنان لخياله وقدراته، كان عليه دائما أن يحترم هذا الإرث ولا يتمرد عليه، وهو ما أدى في الأخير إلى قرار الانفصال.

وهكذا افتتح في عام 2007، داره الخاصة متخصصا في مجال الهوت كوتير بالتحديد، محققا نجاحا سريعا فيه، لأنه اكتسب خبرة طويلة من الكبار لم ينكرها، بل يحاول أن يحقق لها الاستمرارية انطلاقا من قناعته بأن هذا المجال بمثابة فن مستقل.

فالمعروف عنه انه عاشق للفن المعاصر والتصوير والنحت، الأمر الذي ينعكس على أسلوبه، وبالذات على طريقة تفصيله التي يترجمها في فساتين منحوتة تبدو وكأنها لوحات فنية متحركة بشكل محسوب ومدروس، وبألوان محدودة لا تربك العين.

في تشكيلته الأخيرة، مثلا، اعتمد على الأبيض والأسود فقط مع قليل من الأحمر، وبالنظر إلى أن هذه الألوان، وتكررها في كل تشكيلاته، فإنها أصبحت ترتبط به وبأسلوبه الفني الراقي، لحد ما، إلى جانب مزجه تقنيات النحت والفن المعاصر مع لمسات شرقية خفيفة تتجلى في بعض التفاصيل البسيطة. في فستان الملكة تجلت هذه اللمسة في الحزام الذي تزينه شراشيب من ذهب.