ألعاب المغامرات .. وتأثيرها على القلب

الحركة السريعة لا تزيد المخاطر على القلوب السليمة
الحركة السريعة لا تزيد المخاطر على القلوب السليمة

في الصيف تزداد الزيارات الى حدائق الألعاب المثيرة، خصوصا تلك التي يركب فيها الزوار، من ذوي القلوب غير الضعيفة، على السكّة الأفعوانية الدوّارة الصاعدة النازلة السريعة الحركة. وقد ظهر فعلا أن ذلك الركوب ليس جيدا للقلب المريض أيضا.


وقد رصد باحثون في المستشفى الجامعي في مانهيم في ألمانيا، عدد ضربات القلب لـ55 من الأشخاص الشباب (بلغ متوسط أعمارهم 28 سنة)، قبل، وخلال، وبعد ركوبهم «إكبيدشن جي فورس» Expedition GeForce، وهو سكة افعوانية سريعة الحركة في مدينة هاسلوخ الألمانية.

وقبل ركوبهم السكة الدوّارة، كان متوسط ضربات القلب للمشاركين في الدراسة 91 دقة في الدقيقة، وهو عدد أعلى قليلا من عدد الضربات الصحية الذي يتراوح بين 60 و80 دقة في الدقيقة. وكان ذلك الرقم يعني ان المشاركين كانوا قلقين بشكل ما، لا أكثر ولا أقل.

وكانت هذه السكة من أنواع السكك الافعوانية «الهادئة نسبيا»، التي تتحرك بسرعة 75 ميلا (120 كلم تقريبا) في الساعة، مقارنة بمثيلاتها الجامحات بسرعة 120 ميلا (190 كلم تقريبا) في الساعة.

ومع ذلك، وبعد مرور دقيقتين من انطلاق حركة السكة، كان قلب المشاركين في الركوب يضرب بمعدل 153 دقة في الدقيقة في المتوسط.. وقد دهش الباحثون لان اكبر زيادة في عدد الدقات ظهرت خلال المرحلة الأولى للركوب، وهي مرحلة الصعود، وليس خلال المرحلة التالية وهي مرحلة النزول الحاد، الذي يؤدي عادة إلى حدوث مشاعر الخوف من الوقوع.

الحركة والقلب
كما كان للركوب تأثيره المديد: فقد ظل نصف المشاركين يعانون من اختلال ضربات القلب لديهم لعدة دقائق بعد انتهاء ركوبهم، بل وحتى بعد أن عادت معدلات ضربات القلب الى مستوياتها العادية.

لكن عليك ان تعرف ان دفع قلبك للعمل، ليس بالأمر السيئ. إذ ان الفوائد تجتنى من النشاط البدني المعتدل مثل المشي او التمارين الهوائية (الآيروبيك) ـ أي الأنواع التي تسرّع عمل قلبك، وتجعلك تتنفس بشكل أقوى من المعتاد ـ وهي تقدم فوائد إضافية للقلب والأوعية الدموية.

وتوصي جمعية القلب الأميركية بالبدء التدريجي في برنامج التمارين الهوائية، إلا أنها تحدد زيادة بنسبة 50 الى 75 في المائة من العدد الأقصى لدقات قلبك، بوصفها «منطقة الهدف» لأي نشاط بدني جيد.

وبعد ستة أشهر من التمارين المنتظمة، تقول جمعية القلب الأميركية، سيكون بمقدور الإنسان إجراء تمارين، بارتياح، لرفع عدد دقات قلبه بنسبة 85 في المائة من معدله الطبيعي الآمن.

وللكثير من الناس فإن المعدل السريع لضربات القلب أثناء ركوبهم السكة الدوارة الافعوانية، يكون ضمن هذه الحدود. وكما أشار الباحثون لدى تقديم تقريرهم أمام جمعية القلب الأميركية عام 2005، فإنه لا ينبغي للشباب الذين ليس لديهم مرض في القلب، الخوف من ان يقود الركوب الذي يؤدي الى دق القلب بعنف، الى توقف القلب عن عمله.

ومع ذلك فإن هذا لا ينطبق على الأشخاص الذين لديهم حالة مرضية في القلب او ارتفاع في ضغط الدم.

 فالزيادة المفاجئة في معدلات ضربات القلب قد تكون خطيرة. وفي ابريل (نيسان) 2006، توفيت امرأة في الـ49 من عمرها بعد انتهاء ركوبها في سكة «سبايس» في احد مراكز التسلية التابعة لـ«ديزني»، التي تحرك الراكبين في دورة بقوة أكثر مرتين من قوة الجذب الأرضي.

وذكرت أنباء صحافية أن نتائج تشريح الجثة أظهرت أن الوفاة حدثت بسبب سكتة دماغية ربما ارتبطت بارتفاع ضغط الدم. وكان طفل عمره 4 سنوات، كانت له حالة مرضية في القلب لم يتم تشخيصها من قبل، قد توفي بعد ركوبه لنفس السكة قبل عام من ذلك.

العلماء يتساءلون عن أضرار الألعاب السريعة الجديدة، عندما تروج مواقع ألعاب السكك الأفعوانية لإعلانات عن أعمال إثارة توقف القلب، فإنها لا تقدم تبجّحات فارغة.

وفي المتوسط فإن أربعة أشخاص يتوفون سنويا بسبب ركوبهم للسكة الافعوانية. ونصف الوفيات التي تحصل في الحوادث، يكون نتيجة السكْر، أو التصرفات الحمقاء.

 أما النصف الثاني فينجم عن حالة مرضية، غالبا ما تكون نوبة قلبية او خفقان قلب قاتل، او نزفا في الدماغ، او انفجارا في أحد من الأوعية الدموية.

وأظهرت دراستان على السكة الأفعوانية، أن القلب يبدأ في الدق بعنف، تقريبا، عند بدء عربات السكة في الصعود.

ووصلت أعلى معدلات لعدد ضربات القلب لدى المتطوعين الشباب الأصحاء في المتوسط الى 155 دقة في الدقيقة، مع رصد نسبة 90 في المائة أعلى من معدل عدد الدقات الطبيعي لدى بعض منهم.

كما رصد ارتفاع حاد في ضغط الدم. وفي إحدى الدراستين التي نشرت عام 2007 في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، رصد لدى نحو نصف المتطوعين، اختلال في ضربات القلب غير ضار لعدة دقائق بعد انتهاء ركوبهم، إلا أن التساؤل يظل مطروحا في ما إذا كان هذا الاختلال يشكل ضررا على المصابين بأمراض القلب.

ورغم جهلنا به، فانه يمكن القول بأن ركوب الألعاب الجديدة ربما سيكون له تأثير أكبر في القلب والأوعية الدموية.

وبعض الألعاب الجديدة تجري بسرعة 100 ميل (160 كلم تقريبا) في الساعة، وتصل قوة الجذب التي يتعرض لها الراكبون الى نفس القوة التي يعاني منها رواد الفضاء عند انطلاق المكوك الفضائي الأميركي.

ان الغالبية العظمى من الناس تركب هذه الألعاب وتنهيها بشعور من المغامرة من دون أي شعور آخر، إلا أن هناك ما يدعو من الأسباب لوضع تحذيرات للناس الآخرين الذين يعانون من أمراض القلب، بتجنب السكك الأفعوانية وغيرها من الألعاب المماثلة.