طرق ومفاهيم حديثة لتقويم الأسنان في سن الخمسين

احصل على ابتسامة النجوم وأنت في سن الخمسين
احصل على ابتسامة النجوم وأنت في سن الخمسين

علاج الكبار يحتاج إلى طرق علاج ومفاهيم مختلفة عن صغار السن، فالكبار أكثر عرضة لبعض الأمراض التي تؤثر في العظام، كذلك أمراض اللثة المزمنة. كما أن النمو قد توقف لديهم وأصبحت عظامهم أكثر نضجا وأقل مرونة من الصغار.


كان هناك اعتقاد خاطئ بين عامة الناس، ألا وهو أن تقويم الأسنان لا يناسب الكبار. وكان هذا المفهوم منتشرا حتى بين أطباء التقويم أنفسهم وكان للأسف لا يستند إلى دليل علمي.

لكن مع الأيام أثبت العلم الحديث أن التقويم مناسب للكبار والصغار على حد سواء، ويمكن الآن لامرأة في عمر الخمسين وبصحة جيدة أن تقوّم أسنانها وان تحصل على ابتسامة النجوم مثلها مثل من هنّ في سن العشرين أو أقل.

ان من أهم ما يميز تقويم الأسنان الحديث انه أصبح يُعنى بابتسامة الكبار وأسنانهم أكثر من ذي قبل، وأصبح من طرق التجميل.

 فكم من أناس كانوا مستائين بسبب أسنانهم وأتوا يبحثون عن علاج وتم علاجهم باستخدام تقويم الأسنان وكانت النتائج مبهرة، حيث أصبحت الابتسامة لا تفارقهم ليل نهار. وهذا هو ما أريد الإشارة إليه وهو أن تقويم الأسنان أصبح نوعا من العلاج النفسي للبعض.

شيء آخر أود ذكره وهو التقدم الحاصل في مبادئ وأجهزة التقويم فقد أصبح التقويم أكثر سهولة من ذي قبل وهناك أنواع تناسب الكبار وتساعد على إرضاء رغباتهم.

فمثلا هناك من يقابل الجمهور في عمله فلا يريد ان يظهر أمامهم والتقويم الحديدي في فمه، وهناك من لا يتحمل آلام التقويم وهناك من يريد ان ينهي العلاج بِأسرع وقت ممكن.

والآن هو عصر تلبية الرغبات فقد أصبحت هناك أنواع من التقويم غير مرئية وأصبح جهاز التقويم أصغر حجما من ذي قبل وأصبحت هناك طرق علاج سريعة المفعول، كما أن مفهوم تقويم الأسنان قد تغير بالكلية ليشمل تقويم الفكين وتجميل الأسنان والابتسامة.

 وأصبح يهدف إلى إعطاء الإنسان ابتسامة أجمل وأسنانا جميلة متطابقة تقوم بوظائفها الفمية على أحسن وجه.

مفاهيم حديثة لتقويم أسنان الكبار
ان علاج الكبار يحتاج الى طرق علاج ومفاهيم مختلفة عن صغار السن، والسبب في ذلك ان الكبار يختلفون عن الصغار. فالكبار أكثر عرضة لبعض الأمراض التي تؤثر في العظام، كذلك أمراض اللثة المزمنة.

كما ان الكبار توقف لديهم النمو وعظامهم أكثر نضجا وأقل مرونة من الصغار. أضف الى ذلك مسؤوليات الكبار الاجتماعية، التي تكلمنا عنها في مقدمة هذه المقالة.

وهنا أشير الى بعض المفاهيم التي يجب اتباعها أثناء علاج الكبار، التي في بعض الأحيان نحتاج الى تطبيقها عند علاج الصغار أيضا:

صحة المريض
أولا: يجب التأكد من خلو المريض من أي أمراض عامة قد تؤثر في العظم وبالتالي في حركة الأسنان، مثل أمراض السكري وهشاشة العظام وأمراض العظام بصفة عامة التي تنتشر أكثر بين الكبار. وفي ظل وجود مثل تلك الأمراض فإن نجاح تقويم الأسنان يتطلب اتباع أساليب علاجية مختلفة نوعا ما.

ثانيا: يحتاج علاج التقويم في بعض الأحيان الى فريق عمل يتكون من طبيب التقويم واختصاصي لثة واختصاصي تجميل أسنان وأحيانا جراح الوجه والفكين.

فمثلا يجب التأكد من سلامة اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان مثل عظم الفك وخلوها من أي التهابات مزمنة.

وما أقوم به في كثير من الأحيان هو وضع المريض في برنامج خاص تحت إشراف اختصاصي اللثة وذلك لمتابعة اللثة والأنسجة المحيطة بها قبل وأثناء وبعد تقويم الأسنان.

وأحيانا يحتاج المريض الى تجميل اللثة والأسنان وذلك أيضا عن طريق عمليات لثوية بسيطة وتغطية الأسنان بقشرة البورسلين.

وأنوه بأهمية مناقشة جميع الاحتياجات مع المريض قبل بدء العلاج حتى لا يفاجأ بها بعد الانتهاء من علاج التقويم.

ثالثا: يحبذ استخدام قوة بمقدار أقل تتناسب ونوعية العظم في الكبار، خاصة لمن لديهم تآكل في العظم المحيط بالأسنان.

طريقة وفترة العلاج
رابعا: الاهتمام برص الأسنان بطريقة مثالية جدا تتناسب وجمال الوجه والابتسامة، حيث إن المظهر بالنسبة للكبار مهم جدا ويجب أخذ آرائهم قبل العلاج وتطبيقها قدر الإمكان، ذلك لان علاج التقويم هو علاج تجميلي الى حد كبير.

خامسا: يجب تقليص فترة العلاج بقدر الإمكان وذلك لأهمية الوقت بالنسبة للكبار، والمعهود لدى الكثير هو أن تنشيط جهاز التقويم يجب ان يكون كل أربعة أسابيع.

والحقيقة هي ان الدليل العلمي خلف ذلك المبدأ ضعيف ولا يتناسب وما نراه في الواقع. فقد عالجت كثير من الحالات في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وكنت أقوم بتنشيط جهاز التقويم كل أسبوعين وباستخدام قوة بسيطة.

وهذا طبعا لا يمكن تعميمه على جميع المرضى وذلك لإن فترة التنشيط تعتمد في المقام الأول على طبيعة عظام المريض، ومدى تقبله لمثل هذا المبدأ الجديد.

كما أن استخدام التقويم الذاتي الربط الذي يتميز بقلة الاحتكاك يساعد كثيرا على تقليل فترة العلاج.

سادسا: يجب استخدام أجهزة تتناسب مع الحالة الاجتماعية للكبار من حيث الشكل والحجم.

سابعا: هناك حدود معينة لتقويم الأسنان في الكبار، ذلك لتعدي العظم لمرحلة النمو لدى الكبار. لذلك يحتاج علاج التقويم في حالات كثيرة لتدخل جراحي لعلاج بعض تشوهات الفكين، مثل توسيع الفك أو تقديمه أو تأخيره.

ما هي أجهزة التقويم المناسبة للكبار؟
التقويم التقليدي المستخدم هو التقويم ذو الحاصرات المعدنية،
وقد طور العلم الحديث هذه الحاصرات لتناسب الكبار فأصبحت أصغر حجما وأكثر نعومة وأكثر كفاءة من ذي قبل.

لكن لا تزال المشكلة قائمة لدى الكبار وهي ان التقويم ظاهر ويبدو واضحا أثناء فتح الفم.

التقويم الشفاف (Clear Braces)، المصنع من السيراميك والبلاستيك والزيركون. والأفضل بالطبع لا يزال هو السيراميك، وتتنافس الشركات المصنعة لتحسين خصائصه.

ومن عيوب التقويم الشفاف انه يولد احتكاكا أكثر من التقويم المعدني، كما ان أطرافه معرضة للكسر، وبالتالي فإنه يبطئ حركة الأسنان في حالات كثيرة ويقلل من كفاءة العلاج.

كما أن إزالة التقويم الشفاف بعد الانتهاء من العلاج خطيرة قد تتسبب في تشقق طبقة المينا، لذلك يجب اتباع طرق معينة لإزالته لتفادي وقوع مثل هذه المضاعفات.

 وقد أدخلت بعض التعديلات على التصميم لتفادي مثل هذه المشاكل وذلك عن طريق علاج السيراميك لجعله أكثر صلابة واستخدام المعدن في منطقة الاحتكاك مع السلك وفي القاعدة وذلك للتقليل من الاحتكاك ومنع حدوث أي تشققات في مينا السن.

وأهم ما يميز التقويم السيراميكي انه شفاف لا يرى منه سوى السلك المربوط وبالتالي يريح الكبار كونه غير مرئي الى حد كبير.

 وقد لاقى رواجا أكثر هذه الأيام بسبب سهولة تركيبه وشفافيته، بحيث لا يرى بسهولة وزاد من رواجه أيضا أن الأنواع الحديثة منه أصبحت أكثر صلابة وفعالية وأقل احتكاكا من ذي قبل، فأصبح في مزاياه الميكانيكية يضاهي التقويم المعدني الذي كان ولا يزال الأفضل من حيث الخصائص الميكانيكية والفاعلية.

التقويم الداخلي اللساني (Lingual Braces): وهو تقويم يتم تركيبه من الداخل وهو غير مرئي تماما ولم يلقَ ذلك الرواج، كونه بطيئا ويحتاج الى وقت أطول.

أضف الى ذلك المشكلة الرئيسية من استخدامه وهي تأثيره السلبي في الكلام والنطق كونه مركبا من الداخل.

وأكبر معضلة في التقويم اللساني هي مفاهيمه المختلفة عن التقويم العادي، لذلك لا يتقنه كثير من أطباء التقويم، وكونه يحتاج الى وقت أكثر ومفاهيم مختلفة وتحضير أكثر فإن سعره باهظ الثمن لا يستطيع الإنسان العادي تحمله.

التقويم اللامرئي المتحرك (Invisalign): يعتبر هذا التقويم صيحة في طب الأسنان كونه مناسبا جدا للكبار. وفكرته قائمة على التخلص تماما من أي تقويم ثابت على الأسنان والاعتماد على قوالب شفافة يلبسها المريض لفترات معينة من اليوم وينزعها حسب حاجته.

ويتم تحضير هذه القوالب في معامل خاصة في أميركا وأوروبا، حيث تؤخذ طبعة خاصة لأسنان المريض يتم إرسالها الى معامل محددة يقوم فيها الفريق المختص بدراسة الحالة والنظر إلى تعليمات الطبيب المعالج ومن ثم عمل نموذج لأسنان المريض، ومن ثم تحريك الأسنان بطريقة تدريجية وعمل قالب يتم تصنيعه على الأسنان المعدلة في كل مرحلة إلى ان يتم وضع الأسنان في الوضع المثالي لها.

ويتم إرسال تلك القوالب الى الطبيب المعالج الذي بدوره يقوم بإعطائها إلى المريض للبسها.

وهذا بالطبع يتطلب ان يلبس المريض تلك القوالب بترتيب معين يتم من خلاله تحريك الأسنان تدريجيا إلى أن تصل الى مرحلة المثالية.

وهذه فكرة عظيمة سوق لها أصحابها بطريقة مبالغ فيها، حيث إن هذا النوع من التقويم أيضا له حدود ومشاكل متعددة.

وأهم ما في الموضوع هو انه مناسب فقط للحالات البسيطة ولا يمكن استخدامه للحالات المعقدة مثل تلك التي تحتاج الى خلع أو توسيع عظمي أو حركة الجذور.

كما انه يعتمد على تعاون المريض في المقام الأول كونه متحركا يمكن إزالته وقت ما أراد المريض.

وفي عالمنا العربي ارتفع ثمنه بسبب ندرة من يقومون باستخدامه من أطباء التقويم ولحاجة إرساله الى أميركا أو أوروبا لتصنيعه.

 التقويم الذاتي الربط (Self Ligating Brackets): ان جهاز التقويم الثابت يتكون من الحاصرات (Braces)، التي يتم تثبيتها على أسطح الأسنان وسلك على شكل قوس الفك يتم ربطه الى الحاصرات بمطاطات وأسلاك رابطة. ويتم تغييره حسب خطة العلاج.

وعندما نريد ان نحرك الأسنان فإننا نقوم بتحريكها على السلك وبسبب ذلك يتولد بعض الاحتكاك الذي يزيد بسبب المطاطات أو الأسلاك الرابطة، ذلك يسبب كثيرا من المضاعفات أثناء العلاج وأهمها بطء حركة الأسنان.

والتقويم الذاتي تم تصنيعه ليقلل من نسبة الاحتكاك وبالتالي يمنع كثيرا من المضاعفات، وحركة الأسنان بهذه الطريقة تحتاج الى استخدام قوة ووقت أقل من التقويم العادي كونه قليل الاحتكاك، وبالتالي يقلل من متاعب المريض والطبيب المعالج.

 وأكثر تلك الأنواع جودة ما يسمى بـ«السمارت كلب» (Smart Clip Brackets)، وفي رأيي المتواضع أرى ان هذا هو المستقبل في تقويم الأسنان وسيلقى رواجا أكثر عندما يتخرج جيل جديد من أطباء تقويم الأسنان يتقنون استخدامه.

الأسلاك المستخدمة
طورت التقنية الحديثة أيضا أنواع الأسلاك المستخدمة فقد تغيرت لتصبح أكثر مرونة واقل قوة، بحيث إن استخدامها يقلل من الألم المصاحب، ويسرع حركة الأسنان على عكس المفهوم العامي لدى البعض، وهو أن الأسنان تحتاج الى استخدام أسلاك قوية لتحريكها، والحقيقة أن الأسنان تتحرك أسرع باستخدام قوة اقل.

والشركات المصنعة ما زالت تعمل على تطوير جيل جديد شفاف اللون من هذه الأسلاك ذي قدرات مماثلة للأسلاك المعدنية التقليدية.

والأسلاك الشفافة الموجودة الآن ليست بتلك الكفاءة المطلوبة وفي استخدامها مضيعة للوقت ومضرة بالمريض. ويمكن استخدامها أيضا في الحالات البسيطة فقط.

وفي ظل وجود مثل هذه التقنيات المتعددة فإن تقويم الأسنان أصبح أكثر متعة وإثارة، كما انه أصبح أكثر قبولا عند الكبار وهذا هو الهدف.

فكثير من الكبار كما أسلفت يحتاج الى ترتيب أسنانه بسبب ابتسامته غير المرضية ويستصعب هذا العلاج كونه محرجا اجتماعيا.

أكرر وأقول للجنسين لا داعي للخجل فأسنانك سر جمال ابتسامتك، فاحرص على تجميلها، فقد أصبح تقويم الأسنان أكثر سهولة وأقل معاناة من الماضي.