مرض السكري .. قد يؤدي الى خطر فقدان السمع

ضرورة اجراء فحوصات سمعية على المصابين به من البالغين
ضرورة اجراء فحوصات سمعية على المصابين به من البالغين

افادت دراسة اميركية ان الاصابة بمرض السكري، تشكل عامل خطر مستقل لوحده، على السمع لدى البالغين.


وافترضت ان مدى وتعدد حالات فقدان السمع الناجمة عن السكري، ربما يكونان كافيين للبدء بإجراء فحوص دورية على المصابين للتحقق من سلامة سمعهم، وتجهيزهم بسماعات طبية.

وقال باحثون في مؤسسة النظم الاجتماعية والعلمية في ماريلاند برئاسة الدكتورة كاثلين بينبريدج، ان الدراسات السابقة قد اشارت من بعيد الى وجود زيادات كبيرة في حالات فقدان السمع لدى مرضى السكري.

ودققت الدراسة الجديدة، التي هدفت الى التعرف على الخطر النسبي لحدوث حالات فقدان السمع العصبي الحسي للاشخاص من المصابين بالسكري، في بيانات من "مسح اختبار الصحة والتغذية الوطنية" كانت قد سجلت بين عامي 1999 و 2004.

وحللت الدراسة بيانات 5140 شخصا تراوحت اعمارهم بين 20 و 69 سنة اخضعوا لفحوصات السمع.

وقالت بينبريدج ان "انتشار حالات ضعف السمع هي الاعلى بين صفوف المصابين بالسكري، وذلك من كلا الجنسين، ومن كل المجموعات العرقية، والمتأهلين من كل مراحل التعليم، ومن كل الأعمار تقريبا عدا ذوي الاعمار الاكبر (بين 61 و 69 سنة)".

واستنتجت الباحثة الاميركية، التي نشرت نتائج دراستها في 17 يونيو الماضي على الطبعة الالكترونية لدورية "حوليات الطب الباطني"، ان الاشخاص المصابين بالسكري لديهم نسبة احصائية اعلى من خطر حدوث ضعف السمع.
 

بحث طيب أخر
أظهر تحليل لـ13 دراسة تضاعف حالات فقدان السمع بين الأشخاص المصابين بالسكري بالنسبة لغيرهم من غير المصابين بهذا المرض. وذكر هيروهيتو سون، الحاصل على درجة الدكتوراه ويعمل بمستشفى جامعة تسوكوبا في إيباركي باليابان، أن الدراسة لم تثبت «الأسباب - النتائج»؛ لذلك فإنه ينصح مرضى السكري بأن يخضعوا للفحص بصورة مستمرة خشية فقدانهم حاسة السمع، مثلما هو الحال لخضوعهم المعتاد لفحوصات مشاكل العين والكلى.

السكري والسمع
وقد ربطت دراسات أخرى أصغر بين مرض السكري وفقدان السمع «لكن لا أحد يعلم مدى ارتفاع نسبة الخطورة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالسكري» كما صرح هيروهيتو لموقع «ويب ميد» الطبي الإلكتروني.

وكذلك قام باحثون يابانيون بتجميع نتائج الدراسات الـ13 التي شملت نحو 8800 شخص لديهم إعاقات سمعية، من بينهم أكثر من 1000 شخص مصاب بالسكري، كما أن هناك 23839 شخصا ليس لديهم إعاقات سمعية من بينهم نحو 2500 شخص مصاب بالسكري. وقد أتاحت لهم هذا الأرقام الكبيرة ملاحظة الاتجاهات، وذلك على عكس الدراسات الصغيرة. وتم عرض النتائج هنا في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للسكري.

تلف الأوعية الدموية
إن أسباب انتشار فقدان السمع بين المرضى المصابين بالسكري غير واضحة، لكن يعتقد معظم الباحثين أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو تلف الأوعية الدموية، وذلك وفقا لما ذكرته باميلا باركر، الدكتورة بكلية الطب التقويمي بجامعة إيه تي ستيل في ميسا، بأريزونا؛ حيث كانت قد درست العلاقة بين فقدان السمع والسكري لسنوات، لكنها غير مشتركة في الدراسة الجديدة.

ويعتقد الباحثون أنه بمرور الوقت يؤدي ارتفاع معدل سكر الدم، الذي يسبب مرض السكري، إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة للأذن الداخلية، مسببا ضعف السمع. وقد قدمت الدراسات التحليلية لمرضى السكري الدليل على وجود هذا التلف.

وذكرت الجمعية الأميركية للسكري أن نحو 26 مليون شخص أميركي مصابون بالسكري ونحو 34.5 مليون أميركي مصابون بنوع من فقدان السمع.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 54% من الأشخاص المصابين بالسكري لديهم، على الأقل، حالات بسيطة من فقدان السمع عند سماعهم للأصوات عالية التردد مقارنة بـ32% من الأشخاص غير المصابين بالسكري. ونحو 21% من المشتركين المصابين بالسكري لديهم على الأقل حالات بسيطة من فقدان السمع عند سماعهم لأصوات منخفضة أو متوسطة التردد مقارنة بـ9% من الأشخاص غير المصابين بالسكري.

وتعتقد الدراسة الجديدة أن الأشخاص المصابين بالسكري أكثر احتمالية للإصابة بفقدان بسيط للسمع بمعدل 2.3 مرة، وهو ما يعرف بأنه لديهم مشاكل في سماع الكلمات التي تنطق بالصوت العادي من بعد 3 أقدام (90 سم).

وتم عرض هذه النتائج في مؤتمر طبي. ويجب اعتبارها نتائج أولية؛ حيث إنها لم تخضع بعدُ لعملية «مراجعة الزملاء»، التي يقوم فيها خبراء خارجيون بفحص البيانات قبل نشرها في دورية طبية.