الدليل الكامل لأنواع وعلاج مرض الصدفية «Psoriasis»

على الرغم من وجود خيارات متعددة لعلاج الصدفية فإنها تعتبر تحد، لأن المرض متقلب، قد يمر المريض بفترات من التحسن أو التدهور وعلاجها يحسن نوعية حياة المصابين بها
على الرغم من وجود خيارات متعددة لعلاج الصدفية فإنها تعتبر تحد، لأن المرض متقلب، قد يمر المريض بفترات من التحسن أو التدهور وعلاجها يحسن نوعية حياة المصابين بها

تعتبر الصدفية Psoriasis من الأمراض الجلدية المزمنة، التي تتراجع أعراضها في وقت من الأوقات، ثم تظهر مرة أخرى،وهذا المرض جلدي مزمن وينجم عن فرط تكاثر خلايا الجلد «كيراتينوسايت» مما يؤدي إلى تراكمها على سطح الجلد مكونة طبقة قشرية يتسم بظهور مقاطع سميكة وعالية حمراء اللون غالبا ما تكون مغطاة بقشور بيضاء فضية.


ورغم أن هذا المرض لا يهدد حياة المصاب به فإن بمقدوره التأثير بشكل كبير على حياته الشخصية. .

والصدفية (psoriasis) في مقالة الموسومة «حربي مع جلدي»، قال الكاتب الأميركي جون آبدايك الذي ظهرت لديه الصدفية في صغره، إن اختياره لمهنته جاء تحت تأثيرات العزلة التي نجمت عن المرض. وكتب يقول: «بسبب جلدي شعرت بأنني سأظل خارج دائرة الأشغال.. التي تتطلب من المرء أن يكون ذا هيئة مقبولة. ما الذي تبقى لي إذن؟ الجواب هو اكتساب أي حرفة من أي شكل، بحيث أكون مختليا بنفسي بعيدا عن أعين الناس - ربما رسام لشخصيات الكرتون، أو كاتب، أي عامل منغمس في خطوط الحبر يمكنه أي يخفي نفسه ويرسل حضورا بديلا عنه..»!

تصيب الصدفية الناس من جميع الأعمار وجميع الأجناس، إلا أنها تصيب على الأكثر الأشخاص المنحدرين من العرق القوقازي (العرق الأبيض والأسمر من أجناس أوروبا وغرب آسيا والهند وشمال أفريقيا - المحرر). ويظهر المرض بين مرحلة البلوغ المبكرة وحتى فترة أواسط العمر. ويوجد في الولايات المتحدة ما بين 7 و8 ملايين من المصابين والمصابات بالصدفية. ورغم أن المرض يصيب الجنسين بشكل متساوٍ فإن الأبحاث تفترض أنه قد يؤدي إلى حدوث ألم وإحراج لدى النساء أكثر من الرجال.

الصدفية مرض دائم رغم أنه يمكن أن يختفي ثم يعود. وقد يكون خفيفا أو معتدلا أو شديدا، فذلك يعتمد على مدى انتشاره في جسم المصاب، وعلى نوعية حياته.

ويتمثل هدف العلاج في خفض عملية تكرار ظهور نوبات المرض، وطول مدتها، وشدتها. وقد تم تطوير علاجات أكثر فاعلية تتميز بأعراض جانبية أقل في الأعوام الأخيرة. والكثير من تلك العلاجات يكون موجها لعلاج جهاز المناعة في الجسم.

وعادة ما تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر، ولكنها تنحصر جميعها في الآتي:

- ظهور بقع جلدية حمراء ومغطاة بقشور بيضاء ذات لون فضي.

- جفاف الجلد.

- حكة وحرقان في الجلد.

- تكون الأظافر مجعدة وسميكة.

- انتفاخ وتصلب في المفاصل.

أما خصائص داء الصدفية فهي:
- الصدفية مرض غير معد تماما.

- الصدفية لا تنتج عن نقص في الأملاح أو المعادن.

- الصدفية ليست نتيجة أمراض داخلية، ولكنها تكون مصاحبة لها.

- الصدفية لها أنواع كثيرة ودرجات خطورة متفاوتة.

- الصدفية تحدث في أي مكان من جسم الإنسان، ولكن أكثرها شيوعا في مناطق كوع اليدين والركبتين وأسفل الظهر.

- نحو 30% من مرضى الصدفية يصابون بصدفية المفاصل.

الصدفية .. تكاثر الخلايا الجلدية وتراكمها السريع
تظهر الصدفية عندما تكون دورة خلايا الجلد المسماة الخلايا الكيراتينية بالوصول إلى سطح الجلد سريعة. وتتشكل هذه الخلايا في الجزء الأسفل من الطبقة الخارجية للجلد (epidermis).

تحتاج هذه الخلايا في العادة إلى فترة 28 يوما للانتقال من الشريحة السفلى إلى الطبقة الخارجية للجلد نحو الشريحة العليا لها. وتحدث هذه العملية للمصاب بالصدفية في فترة لا تتعدى 3 إلى 4 أيام. وتتراكم الخلايا بسرعة مشكلة مناطق حمراء مغطاة بقشور فضية.

هناك دلائل متزايدة على أن الصدفية، وخصوصا الحالات الشديدة من الصدفية، ترتبط مع حالات مَرضية شديدة أخرى. فقد افترضت دراستان عام 2009 بأن الأشخاص المصابين بالصدفية لديهم معدلات أعلى من الإصابة بتصلب الشرايين (atherosclerosis)، وبمرض الشرايين المحيطية (peripheral artery disease) والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

ورغم أن الصدفية لا تتسبب في حدوث أي من هذه الأمراض، فإنها تتشارك معها في عدد من الملامح، وبالضبط في وجود حالة التهابية، وبوجود نشاط لأنواع معينة من البروتينات المسماة (cytokines).

ويكون الالتهاب وهذا النوع من البروتينات مسؤولين عن الكثير من أعراض الصدفية، كما يشاركان في حدوث تصلب الشرايين المؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية، وإلى مقاومة الأنسولين، وكذلك إلى احتمال فقدان كثافة العظام.

إلا أنه من غير الواضح القول إن معالجة الصدفية قد تؤدي إلى تقليل خطر أمراض القلب. ولكن إن كنت مصابا بالصدفية فعليك أن تهتم على وجه الخصوص بعوامل الخطر على القلب والأوعية الدموية، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكولسترول، والتدخين، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي.

أنواع الصدفية
للصدفية عدة أنواع، هي:

1. الصدفية القشرية: التي تعتبر من أكثر أنواع الصدفية انتشارا، وتظهر على شكل بقع جلدية حمراء وجافة ومغطاة بقشور بيضاء ذات لون فضي، يمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم مثل الأعضاء التناسلية.

2. صدفية الأظافر: وهي النوع الذي يمكن أن يصيب أظافر أصابع اليدين أو القدمين، ويسبب تغيرا في نمو ولون الظفر، يمكن أن يسبب هشاشة وضعفا للظفر وبالتالي انفصاله.

3. صدفية فروة الرأس: تظهر في فروة الرأس وعلى شكل مناطق حمراء مع حكة وقشور بيضاء فضية، نلاحظ ظهور القشور من تحت الجلد الميت في الشعر والأكتاف خصوصا بعد حك فروة الرأس.

4. الصدفية البقعية: تتميز بظهور بقع صغيرة أو تقرحات صغيرة على شكل قطرة الماء على البطن والذراع والساق وفروة الرأس.

5. الصدفية الانقلابية: تتميز بظهور بقع حمراء ناعمة غالبا في ثنايا الجسم وبالقرب من الأعضاء التناسلية وتحت الثدي وتحت الإبط، وتكون غالبا في الأشخاص الزائدين في الوزن.

6. الصدفية البثرية: من أندر أنواع الصدفية حدوثا، يمكن أن تغطي مساحات واسعة من الجلد أو أن تشمل مناطق صغيرة في اليدين أو القدمين أو الأصابع. وهي تتميز بظهور أعراض عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة ـ ظهور بثور في راحة اليد وأسفل القدم ـ حكة شديدة ـ نقص الوزن ـ التعب العام.

7. الصدفية الحمراء: أقل أنواع الصدفية حدوثا، تتميز باحمرار مساحات واسعة من الجسم لدى المرضى المصابين بهذا النوع، ويمكن أن تسبب حكة وحرقة شديدة في الجلد، وهناك عوامل أخرى تساعد في ازدياد هذا النوع من الصدفية مثل التعرض للشمس.

8. التهاب المفاصل الصدفي: في هذا النوع، وبالإضافة إلى التهاب الجلد، يكون هناك تغير في لون الأظافر وانتفاخ وألم شديد في المفاصل، يمكن أن يؤدي هذا النوع إلى التهابات في العين مثل التهاب ملتحمة العين. والأعراض تتراوح من خفيفة إلى شديدة.

أسباب الصدفية
في مرض الصدفية تصبح خلايا معينة في جهاز المناعة مفرطة النشاط أكثر من اللازم، متسببة في تكاثر الخلايا الكيراتينية (keratinocytes). وتنمو الخلايا الكيراتينية في الطبقات السفلى من الجلد ثم ترتفع ببطء نحو السطح، في عملية تسمى «الدورة»، التي تستغرق عادة فترة شهر لدى غالبية الناس، إلا أنها تمتد لدى المصابين بالصدفية إلى عدة أيام فقط. وعندما تكون «الدورة» هذه سريعة فإن الخلايا الكيراتينية تصعد إلى السطح بسرعة وتتراكم على الجلد مكونة مناطق سميكة متقشرة حمراء تسمى لويحات الصدفية (psoriatic plaques).

وتكون هذه المناطق حمراء نتيجة نمو الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي المنطقة بالدم والعناصر الغذائية. ويتسرب الدم من هذه الأوعية الصغيرة، وهو ما يسمح لخلايا مناعية أكثر بالهجرة نحو الجلد الذي تعرض أصلا للإصابة بالالتهاب.

ولا يزال السبب المؤدي إلى حدوث هذا المرض الناجم عن خلل في جهاز المناعة مجهولا، إلا أن الدلائل تفترض وجود تفاعلات معقدة بين عوامل متعددة مثل الاستعداد الوراثي (نحو 40 في المائة من المصابين بالصدفية لديهم تاريخ عائلي للمرض)، وتأثيرات العوامل البيئية، وأخرى لنمط الحياة، ومنها السمنة، التدخين، تناول الكحول بكثرة.

ووفقا لإحدى النظريات فإن المتهم الرئيسي في حدوث المرض هو حدوث رد فعل مفرط أكثر من اللازم من جهاز المناعة تجاه عملية محفزة، مثل التوتر، والإصابة بعدوى (مثل عدوى المكورات العقدية «strep» في البلعوم)، وحدوث خدوش جلدية، أو تناول الأدوية (حاصرات بيتا أو الليثيوم على سبيل المثال).

النظرية الأخرى ترى أن الصدفية هي مرض من أمراض المناعة الذاتية تشارك في حدوثها مادة تسمى «TNF - alpha» (tumor necrosis factor - alpha)، وهي مادة تشارك في رد فعل الجسم العادي عند حدوث عدوى. وتنتج هذه المادة بكمية أكثر من اللازم لدى الأشخاص المصابين بالصدفية، ولهذا فإنها قد تستفز جهاز المناعة لمهاجمة أنسجة الجسم نفسه.

ويتأثر بمجموعة من العوامل، نذكر منها ما يلي:

الأمراض المعدية

ـ إصابات الجلد مثل الجروح

ـ حروق الشمس ـ الضغط النفسي والتوتر

ـ الطقس البارد ـ التدخين

ـ شرب الكحول

ـ السمنة المفرطة.

كما يتأثر ظهور الصدفية وشدة أعراضها بتناول أدوية معينة، مثل بعض الأدوية التي تستخدم في ارتفاع ضغط الدم «حاصرات بيتا» (بيتا بلوكرز) أو بعض الأدوية التي تستخدم في علاج الملاريا.

تقييم مرض الصدفية ومدى انتشاره يتم بالطرق التالية:
- تقييم كفاءة الحياة اليومية للمريضDermatology Life Quality Index، ويتم في هذه الطريقة الإجابة عن أسئلة متعددة تعبر عن مدى تأثر الحياة الاجتماعية والعملية للمريض. ويتم تحديد العلاج على أساس نتيجة هذا التقييم.

- التقييم بقياس حجم الانتشارPsoriasis Area Severity Index، لكل من الاحمرار وسمك الطبقة القشرية. ويتم تحديد درجة خطورة المرض ونوع العلاج المناسب حسب درجة هذا التقييم.

التشخيص
لا توجد فحوصات مختبرية لتشخيص الصدفية، إلا أن غالبية الأطباء يشخصون لويحات الصدفية، وهي أكثر أعراض المرض شيوعا، وكذلك الأعراض التي يتحدث عنها المريض، وتاريخه الصحي، والتاريخ الصحي العائلي له. وإلى جانب هذه اللويحات، يمكن أن تشمل الأعراض أظافر الأصابع ذات الندوب، التي فقدت لونها وفقدت سطحها الأملس. كما تظهر لدى بعض المصابين حالات التهاب المفاصل الصدفي (psoriatic arthritis)، مع آلام في المفاصل، والتصلب، والتورم فيها، وخصوصا في الأصابع.

ولا يستطيع الأطباء بسهولة تشخيص أنواع الصدفية الأقل شيوعا (انظر جدول: «أنواع الصدفية.. وصفاتها»). وعلى سبيل المثال فإن الأطباء يمكنهم الخطأ في تشخيص «الصدفية المقلوبة أو المعكوسة» (inverse psoriasis) التي لا تولد أي جلد متقشر، واعتبارها عدوى بالبكتريا أو الفطريات. وفي حالات نادرة يمكن للأطباء أخذ عينة من الجلد للتأكد من الإصابة بالصدفية واستبعاد أي أمراض أخرى.

وتشخيص الصدفية يمكن أن يتم بالنظر وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من الجلد يتم فحصها تحت المجهر (الميكروسكوب) ليحدد بالضبط نوع الصدفية.

العلاج
لا يوجد حاليا أي علاج شاف من الصدفية، إلا أن الكثير من العلاجات يمكنها تقليل أعراض المرض وتحسين مظهر الجلد. ويعتمد العلاج على نوع الصدفية، وعلى درجة شدتها، وعلى الأفضليات الشخصية.

ويمكن أن تنفذ الاستراتيجيات الرئيسية الثلاث للعلاج معا أحيانا، وهي: الأدوية الموضعية، والتعريض للأشعة فوق البنفسجية، والعلاجات الجهازية.

- الأدوية الموضعية:
يستخدم لوحده مثل الكريمات والمراهم توضع على الجلد مباشرة، ويمكن علاج الصدفية من الدرجة الخفيفة والمتوسطة بهذه الطريقة، بينما في علاج الدرجة الشديدة من المرض يتم استخدام العلاج الموضعي(topical medications)، بالإضافة للعلاج بالضوء والأدوية عن طريق الفم. وأولى خيارات العلاج في العادة هي المراهم والكريمات (الدهانات)، والشامبو، والمحاليل السائلة الأخرى، فهي تقلل التقشر، والألم، والحكة، بالإبقاء على الجلد ناعما، ورطبا، أي أقل جفافا.

وتعتمد الخيارات على سهولة استخدام أي منها لمواضع الجسم المختلفة، فمثلا يمكنك وضع المراهم ليلا ثم وضع الكريمات (الدهانات) نهارا لأن تركيز الدهون أقل في الأخيرة. ولأن حالة الصدفية لا تسوء عادة، فإنه إن كانت الحالة خفيفة (لويحة واحدة على الركبة وواحدة أخرى على مرفق اليد، مثلا) فإن كل ما ينبغي عمله هو وضع المراهم المرطبة، بعد الاستحمام.

- قير الفحم (coal tar):
يعتبر أحد أنواع العلاج المجربة على مدى الدهر. ولا تزال آلية تأثيره غير واضحة، إلا أنه كما يبدو يخفض تكاثر الخلايا الجلدية التي تقوم بتشكيل اللويحات المتقشرة. ويمكن الحصول على منتجات قير الفحم مثل الدهانات والشامبوهات من دون وصفة طبية، إلا أنها تشوه الجلد والشعر والملابس ببقعها، ولذا يستخدم أكثر المصابين مستحضرات جلدية أخرى.

- الدهانات الاسترويودية القشرية (corticosteroid creams):
تقوم بتقليل الالتهاب بسرعة، والتحكم بالحكّة، أي تقليلها، وتساعد في نفس الوقت على درء تشكيل أورام جديدة. وتوضع هذه الدهانات مرتين في اليوم عادة حتى يتم تطهير الجلد وتحسين مظهره، ثم توضع بعد ذلك بشكل متقطع للحفاظ على تلك التحسينات. إلا أن استخدام الأدوية الاسترويودية القشرية القوية لفترات طويلة يمكنه أن يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجلد، ولذا ينبغي استخدام أقل الأدوية مفعولا للتحكم بأعراض المرض.

- العلاجات الموضعية الجديدة التي أثبتت فاعليتها:
تستخدم في الحالات الشديدة من المرض أو في حالة عدم استجابة المرض للأنواع الأخرى من العلاج، وتكون على شكل حبوب أو إبر تحدد من قبل الطبيب، وتشمل نوعين من فيتامين «دي» - وهما «كالسيبروتين (calcipotriene)، «دوفونيكس» Dovonex)) و«كالسيتريول» (calcitriol)، «فكتيكال» (Vectical) - يؤخذان بوصفة طبية. وهما فعالان بدرجة متساوية، إلا أنه يبدو أن دواء «كالسيتريول» يتسبب في حدوث تهيج أقل للجلد من الدواء الثاني. ويعتقد أن كلا الدواءين يمنع تكاثر الخلايا الكيراتينية.

العلاج الموضعي الآخر هو «تازاروتين» (tazarotene)، «تازوراك» (Tazorac)، وهو من الريتينويدات (retinoid) - وهي شكل مركب صناعيا من فيتامين «إيه» (A) - وقد يقود إلى تجفيف الجلد، ولذلك سيحتاج المريض إلى استخدام مرطبات معه.

- العلاج الضوئي:
يمكن علاج الصدفية بالضوء الطبيعي أو الصناعي، فأبسط وأسهل طريقة هي تعريض الجلد لنسبة معينة من ضوء الشمس، وهناك أنواع أخرى للعلاج بالأشعة مثل استخدام الأشعة فوق البنفسجية الصناعية سواء لوحدها أو مع طرق العلاج الأخرى، وتتحسن الصدفية في موسم الصيف لأن الجلد يكون معرضا أكثر لهذه الأشعة الآتية من الشمس، التي تقضي بسرعة على الخلايا المتكاثرة.

ويمكن للمصابين تعريض مناطق الإصابة إلى الأشعة فوق البنفسجية «بي» (ultraviolet B - UVB) بالطريقة المسماة العلاج الضوئي، التي توظف في أي وقت من أوقات السنة لوحدها أو مع علاجات موضعية أخرى. ويتطلب العلاج إجراء 30 جلسة (ثلاث جلسات أسبوعيا لمدة 10 أسابيع)، في المستشفى أو العيادة. كما توجد نظم للعلاج الضوئي المنزلي.

وللعلاج الضوئي علاج قريب جدا منه هو العلاج الكيميائي الضوئي الذي يعرض فيه المريض للأشعة فوق البنفسجية «إيه» (ultraviolet A - UVA) بعد أن يتناول دواء يقوم بعملية التركيب الضوئي. وتتغلغل هذه الأشعة فوق البنفسجية «إيه» إلى أعماق أبعد من الأشعة فوق البنفسجية «بي». ومع أن «UVA» أقل حرقا للجلد من «UVB»، إلا أنها تزيد من خطر إصابته بالسرطان، ولذا فإن اختيار هذا العلاج يتطلب متابعة من طبيب الأمراض الجلدية.

وفي علاج آخر بالأشعة فوق البنفسجية، يرسل شعاع ليزر مركز ذو طاقة عالية على منطقة الإصابة بالصدفية. وهنا يمكن استخدام جرعات عالية من «UVB».

- علاجات شاملة:
علاجات الجهاز (systemic treatments). قد تتطلب الحالات الشديدة من الصدفية العلاج بالأدوية المتناولة عبر الفم أو بواسطة الحقن، التي تؤدي مفعولها لكل الجهاز أو المنظومة. وينبغي مراقبة أي شخص يعالج بعلاجات الجهاز مراقبة دقيقة من قبل الطبيب لأن كل الأدوية قد تولد أعراضا جانبية خطيرة.

وتكون الاختبارات والفحوصات التي يحتاج إليها الطبيب للتأكد من تلك الأعراض تكون ذات كلفة عالية، وكذلك الأدوية نفسها التي لا نعرف حتى الآن مدى سلامتها وفاعليتها على المدى الطويل. ومع هذا فإن بمقدور هذه العلاجات تحسين نوعية الحياة بشكل كبير للمصابين بحالات الصدفية الشديدة، أو المعيقة، أو المسببة لتشويه الشكل.

وهناك نوعان من علاجات الجهاز يستخدمان لعلاج الصدفية: العلاجات التقليدية، والعلاجات البيولوجية (biologics).

- علاجات شاملة تقليدية:
علاجات الجهاز التقليدية تشمل أدوية «ميثوتريكسايت» (methotrexate)، «سايكلوسبورين» (cyclosporine)، و«أسيتريتين» (acetretin) و«سورياتين» (Soriatane).

ودواء «ميثوتريكسايت» هو الأكثر شيوعا في وصف الأطباء له لعلاج الجهاز. وقد استخدم بالأساس لعلاج السرطان، وهو يقوم بتثبيط عمل إنزيم يشارك في عملية تكاثر الخلايا (وتكون الجرعات التي تؤخذ منه لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي أقل بكثير من جرعات العلاج الكيميائي للسرطان). أما دواء «سايكلوسبورين» الذي يؤخذ عن طريق الفم فإنه يؤدي مهمته بوقف نشاط نوع من الخلايا المناعية وإبطاء نمو الخلايا الجلدية. وتشمل أخطار تناول «ميثوتريكسايت» حدوث أضرار في الكبد والكلية، أما خطر «سايكلوسبورين» فيشمل خطر حدوث ضرر في الكلية وارتفاع ضغط الدم.

وبالنسبة إلى دواء «أسيتريتين» فإنه يعتقد أنه يساعد في التحكم بتكاثر الخلايا. ويوصى بتناوله في الغالب لأنواع الصدفية البثرية (pustular psoriasis) وحالة احمرار الجلد بسبب الصدفية (erythrodermic psoriasis). وتشمل الأعراض الجانبية المحتملة له التهاب الشفة وسقوط الشعر.

ولا ينبغي على النساء الحوامل أو اللواتي يرغبن في الإنجاب تناول أدوية «ميثوتريكسايت»، أو «سايكلوسبورين»، أو «أسيتريتين». أما النساء اللواتي يتناولن «أسيتريتين» فعليهن تجنب الحمل لمدة ثلاث سنوات بعد التوقف عن تناوله.

- الأدوية البيولوجية:
(محورات الاستجابة البيولوجية الحديثة التي تستخدم للصدفية الشديدة والتهاب المفاصل الصدفي) أحدث الطرق العلاجية الحديثة التي تعقد عليها آمال كبيرة في علاج الصدفية والتحكم بالمرض، وهي أدوية «مكيّفة للمناعة» (immunomodulatory drugs)، تعمل بواسطة تثبيط تأثيرات عدد من عناصر جهاز المناعة، ومنها: «TNF - alpha»، و«IL - 12»، و«IL - 23». وهذه الأدوية هي خيارات علاجية مهمة للأشخاص المصابين بلويحات الصدفية المعتدلة إلى الشديدة، الذين لم تستجب حالاتهم، أي لم تتحسن، بعد استخدام العلاجات الأخرى.

وتشمل العلاجات البيولوجية «أداليماماب» (adalimumab)، «هيوميريا» (Humira)، «إيتانيرسيبت» (etanercept)، «إنبريل» (Enbrel)، «إنفليكسيماب» (infliximab)، «ريميكايد» Remicade))، «استيكناماب» (ustekinumab)، «ستيلارا» (Stelara)، و«أليفاسيبت» (alefacept) «أميرفايف» (Amevive).

والهدف من العلاج منع زيادة الخلايا الجلدية وجفاف الجلد والالتهابات وتكون ما يشبه الصدف، ويقوم الطبيب باختيار الدواء معتمدا على نوع ودرجة خطورة المرض والمكان المصاب بالمرض.

وفي العادة يبدأ بأخف الأدوية مثل الدهونات (الكريمات) الموضعية والعلاج بالضوء، ومن ثم الانتقال للأقوى في حالة عدم تحسن المريض.

وعلى الرغم من وجود خيارات متعددة لعلاج الصدفية فإنها تعتبر تحد، لأن المرض متقلب، قد يمر المريض بفترات من التحسن أو التدهور، ومن المعروف أن مرض الصدفية يترك مضاعفات كثيرة على المريض مثل الإحباط وضعف الثقة بالنفس إضافة إلى الحكة الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى عدوى جلدية بكتيرية.

نصائح عامة
هناك نصائح عامة من المفضل اتباعها حتى يحظى المريض بالراحة ويحصل على الفعالية الأكبر للعلاج، ومنها:

- الاستحمام بماء دافئ، فذلك يساعد على تطرية الحبيبات والقشور الجلدية فتسهل إزالتها.

- التعرض لأشعة الشمس، حيث وجد أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يقلل من حدة المرض. ونحن نلاحظ تحسن حالة المريض في فصل الصيف على عكس فصل الشتاء. ويفضل أن يكون التعرض لأشعة الشمس في الصباح قبل الظهيرة حيث تبدأ الأشعة فوق البنفسجية في التناقص ولا تؤدي للنتيجة المطلوبة مع أخذ الحذر من الإفراط في التعرض لأشعة الشمس حتى لا تعطي نتائج عكسية.

- الحذر من التعرض للجروح والإصابات.

- معالجة الالتهابات، خاصة التهاب الحلق والممرات التنفسية.

- التقليل من الضغوط النفسية وتوترات العمل.

- التمتع بعطلات قصيرة في أماكن مشمسة.