الجوز أفضل من زيت الزيتون في وقاية الشرايين

دهون الجوز الواقية تعطل بعض التأثيرات الضارة للغذاء المحتوي على الدهون عالية التشبع، بينما الدهون الحيادية -مثل زيت الزيتون- ليس لها الكثير من هذه القدرة الوقائية.
دهون الجوز الواقية تعطل بعض التأثيرات الضارة للغذاء المحتوي على الدهون عالية التشبع، بينما الدهون الحيادية -مثل زيت الزيتون- ليس لها الكثير من هذه القدرة الوقائية.

كشفت دراسة طبية إسبانية جديدة أن تناول مكسرات الجوز قد يكون أفضل لحماية الشرايين من زيت الزيتون. فقد وجد الباحثون الإسبان أنه بعد وجبة دسمة بالدهون بقيت شرايين الذين تناولوا مقدارا من الجوز أكثر ليونة ومرونة.


أجرى الدراسة فريق بحث من عيادة دراسة الدهون الإكلينيكية بمدينة برشلونة الإسبانية بقيادة د. إميليو روس، وتنشر نتائجها في العدد القادم من مجلة "الكلية الأميركية لطب القلب" أو (JACC)، وعرضتها نيوزمديكال نت.

درس د. روس وزملاؤه 24 حالة لأشخاص راشدين غير مدخنين وأوزانهم عادية ولديهم ضغط دم طبيعي.

ورغم أن نصف المشاركين لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول، لم يكونوا يتعاطون أي علاجات أو أدوية.

جوز وزيت زيتون
وقبل بدء التجربة بأسبوعين وخلالها، التزم المشاركون بنظام غذاء إقليم البحر الأبيض المتوسط بشكل صارم، وهو غذاء منخفض المحتوى من الدهون واللحوم، ولكنه مرتفع في محتواه من الألياف والفاكهة والخضروات.

ثم تناول المشاركون وجبات من سندوتشات اللحم البارد (السلامي) والجبن على خبز أبيض مع مقدار محدود من اللبن الرايب الدسم.

وأضاف نصف المشاركين إلى الوجبة كمية من الجوز بمقدار محتوى ثماني حبات جوز، بينما أضاف النصف الآخر من المشاركين كمية من زيت الزيتون بمقدار خمس ملاعق شاي.

بعد أسبوع من بدء التجربة، استمر تقديم نفس الوجبة الغنية بالدهون للمشاركين مع تبديل الإضافات، فنصف المشاركين الذين كانوا يتناولون الجوز تم تحويلهم إلى زيت الزيتون، والنصف الآخر تم تحويلهم من زيت الزيتون إلى الجوز.

مرونة الأوعية الدموية
وباستخدام الاختبارات فوق الصوتية، تمكن الباحثون من معاينة الشرايين، ووجدوا أن زيت الزيتون والجوز قد خفضا نشوء الالتهاب والتأكسد فيها عقب الوجبات الغنية بالدهون، لكن تناول الجوز حافظ على مرونة الأوعية الدموية، وهو ما لم يقم به زيت الزيتون.

يعزو د. روس، مدير عيادة الدهون، هذه التأثيرات المفيدة للجوز إلى حمض ألفا-لينولينيك الموجود فيه، وهو مماثل لأحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك.

ويلفت روس إلى أن خبراء عديدين، ومنهم جمعية طب القلب الأميركية، يوصون الجمهور بتناول وجبتين، أسبوعيا على الأقل، من الأسماك الغنية بالدهون وأحماض أوميغا 3 الدهنية، لأن ذلك يرفع مستويات الكوليسترول عالي الكثافة في الدم والمفيد للصحة، مما يساعد على خلو الشرايين من ترسيبات الكوليسترول الضار.

بيد أنه يلاحظ أيضا أن السمك الغني بالدهون لا يتوافر للمستهلك دائما، وليس من اليسير الحصول عليه واستهلاكه كما هي مكسرات الجوز.

عوامل متعددة
وقد قام د. روبرت فوغل، أستاذ الطب بجامعة مريلاند، بمراجعة هذه الدراسة الإسبانية بتكليف من الكلية الأميركية لطب القلب، فوجد أن دهون الجوز الواقية تعطل بعض التأثيرات الضارة للغذاء المحتوي على الدهون عالية التشبع، بينما الدهون الحيادية -مثل زيت الزيتون- ليس لها الكثير من هذه القدرة الوقائية.

يرى فوغل أن الدراسة الإسبانية تشير إلى أن الذين يتناولون ما يسمى "غذاء إقليم البحر المتوسط" معتقدين أن زيت الزيتون يقدم فوائد صحية رئيسية للقلب، سيرون أن ذلك غير حقيقي، وأن عوامل أخرى كالغذاء الغني نسبيا بالمكسرات هي أكثر قدرة على وقاية القلب المنشودة. فزيت الزيتون ليس هو العامل الواقي الرئيسي في غذاء إقليم البحر المتوسط.

يؤكد ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب للتيقن من الدور الوقائي المفيد لمكسرات الجوز، وهل يتأثر بالتسخين والطبخ أو أن من الأفضل أن يؤكل الجوز نيئا.