مسجد ساكرين في اسطنبول .. أول مسجد تصممه امرأة

المعمارية زينب فاضل أوغلو مع زوار مسجد ساكرين في اسطنبول
المعمارية زينب فاضل أوغلو مع زوار مسجد ساكرين في اسطنبول

في فضاء إسطنبول الذي يذخر بالمآذن والقباب البديعة التصميم، والتي تشهد على براعة المعماريين المسلمين عبر التاريخ، أضيفت أول من أمس قباب مسجد فريد من نوعه في المدينة العريقة، فالمسجد على الرغم من تصميمه المختلف يتميز أولا بأن امرأة أشرفت على تصميمه


وهي المهندسة التركية زينب فاضل أوغلو، التي أشرفت على بناء المسجد مستعينة بتصميم للمهندس المعماري التركي المعروف هوسريف تايلا، الذي صمم العديد من المساجد في تركيا.

فقد افتتح أمس الجمعة في إسطنبول مسجد ساكرين، والواقع بمنطقة أوسكودار بالطرف الآسيوي من إسطنبول، وقال مفتي إسطنبول مصطفى شاغريجي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية  معلقا، إن «هذا المسجد يحافظ على المعمار التقليدي ولكنه يتسم بالحداثة في الوقت نفسه».

وأشار شاغريجي إلى أنه كثيرا ما يتم تشييد بنايات ليست أكثر من مجرد تقليد لأشكال البناء العثمانية القديمة، وهو ما يضر بالثقافة.

وفي كل الأحوال فإن الصور الواردة للمسجد تصور معمارا حديثا يستلهم مفردات العمارة الإسلامية في مساجد إسطنبول بصفة خاصة.

وتقول زينب لإذاعة الـ«بي بي سي» إن الفرصة التي أتيحت لها لتكون أول امرأة تركية تشرف على بناء مسجد كانت فرصة حياتها، حتى إنها صرخت من الفرح عندما بُلّغت بهذا العرض.

المسجد يتميز بالمنبر ذي التصميم الفريد، والثريا الزجاجية التي صنعت من آلاف الشرائح، وأيضا بالكرة المعدنية التي وضعت في مدخل المسجد، وهي من تصميم بريطاني، أما المدخل فيتميز بواجهة تضافر فيها المعدن والزجاج في منظومة بديعة، وقام على صنعها حرفيون من إسطنبول.

وتقول زينب إن النقش على الزجاج، الذي تم على طبقات، يضم كتابات من القرآن الكريم.

وتضيف: «أردنا أن يحس المصلون أنهم قريبون إلى الله في هذا المكان بدلا من تشتيت اهتمامهم بالزخارف، وهذا في رأيي يجعل المسجد معاصرا وقريبا إلى الناس».

التصميم يغلب عليه الطابع المعاصر، وهو ما أثار بعض التساؤلات في تركيا، ولكن زينب تدافع عن تصميمها بحرارة مؤكدة أن الغرض من إضفاء اللمسة المعاصرة على البناء هو تقريبه إلى الناس، وتضيف في حديثها للـ«بي بي سي»: «لا نريد أن يرفض عامة الناس المكان، نريدهم أن يحسوا بأنهم جزء من المكان، لا أن ينظروا إليه كعمل فني غير قابل للتصديق، أعتقد أنه يجب أن يكون مكانهم الخاص».

وتقول زينب إنها لم تسمع عن امرأة قامت بتصميم مسجد من قبل، وترى أن المرأة تجلب رؤية مختلفة لبناء مسجد، وتضيف: «أنا أهتم أكثر بالناحية الجمالية، أهتم أكثر بانطباع عامة الناس».

وقامت زينب بالاستعانة بخبرات مصممات أخريات في أثناء عمل التصميمات الخاصة بالمسجد، كما قامت المصممة على تخصيص مساحة للنساء في المسجد تماثل المساحة الخاصة بالرجال، حتى في أدق التفاصيل.