زرع جزيرات البنكرياس يظهر نتائج واعدة

زرع جزيرات البنكرياس في حماية المرضى من قلة الوعي بمشكلة اضطراب مستوى سكر الدم.
زرع جزيرات البنكرياس في حماية المرضى من قلة الوعي بمشكلة اضطراب مستوى سكر الدم.

أظهرت التجربة الإكلينيكية لبروتوكول إدمنتون التي يقودها الدكتور جيمس شابيرو الباحث بجامعة ألبرتا، أن زرع جزيرات البنكرياس إجراء واعد بالنسبة لبعض مرضى النوع الأول الحاد من مرض البول السكري.


أجرى هذه التجربة العلاجية فريق بحث من جامعة ألبرتا الكندية بمدينة إدمنتون، ونشرت نتائجها في الإصدار الحالي من مجلة "نيوإنغلند جورنال أوف مديسين"، وقد أصدرت جامعة ألبرتا خلاصة لها، أتاحتها مديكال نيوز توديه.

يلفت د. شابيرو الأستاذ بكلية طب جامعة ألبرتا إلى أن هذه أول تجربة إكلينيكية دولية في مجال أبحاث زرع جزيرات البنكرياس، تشارك فيها عدة مراكز طبية.

وقد بينت التجربة إمكانية نجاح زرع الجزيرات بشكل باهر في حماية المرضى من قلة الوعي بمشكلة اضطراب مستوى سكر الدم.

خلايا بيتا
والمعلوم أن هناك نوعين من مرض السكري، يسمى الأول سكري اليافعين، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم ممثلا في خلايا "T" التي تفرزها الغدة التيموسية -عن طريق الخطأ- خلايا "بيتا" الموجودة في جزيرات البنكرياس، والتي تُنتج الإنسولين.

وينتج عن تدمير هذه الخلايا اضطراب مستويات سكر الغلوكوز في الدم بصورة كبيرة، ومن ثم ظهور مرض السكري.

أما في النوع الثاني، وهو الأكثر شيوعا، فإن خلايا "بيتا" تنتج الإنسولين، ولكنه يكون بكميات ضئيلة أو بكميات مناسبة، ولكن لا يستطيع الجسم الاستفادة منه لسبب أو لآخر.

شارك في هذه التجربة 36 متطوعا راشدا في تسعة مراكز تجريبية إكلينيكية بأميركا الشمالية وأوروبا.

 تلقى المشاركون المتطوعون نحو ثلاث دفقات (حقنات) من جزيرات البنكرياس المنتجة للإنسولين، والتي لا تؤدي وظيفتها عادة لدى مرضى النوع الأول من السكري.

وقد تم تصميم التجربة بحيث تقيس مدى قدرة الجزيرات المزروعة على أداء وظيفتها بشكل جيد لتنظيم مستويات سكريات الدم.

نتائج مشجعة
أظهرت نتائج التجربة أن 44 % من المشاركين الذين زرعت لهم الجزيرات قد استغنوا تماما عن الحقن بهرمون الإنسولين بعد سنة من تلقيهم علاجا نهائيا.

كذلك أظهرت حالات 28% من المشاركين أنه قد تحقق لديهم أداء جزئي لوظائف جزيرات البنكرياس.

ومع أن الاستغناء عن حقن الإنسولين لم يتواصل بشكل مستمر في معظم الحالات، فإن الأفراد الذين تؤدي لديهم الجزيرات وظيفتها قد تحسنت سيطرتهم على مرض السكري، رغم استمرار حاجتهم إلى حقن الإنسولين.

وتعتبر أول تجربة إكلينيكية دولية متعددة المراكز لبروتوكول إدمنتون مقاربة طبية قياسية لزرع جزيرات البنكرياس.

تبين هذه المقاربة أن هذا الإجراء قد يكون علاجا مناسبا، وربما يفيد بشكل دراماتيكي بعض المرضى الذين يعانون مضاعفات حادة للنوع الأول من مرض البول السكري.