مصفف شعر فلسطيني يتحول لملياردير بابتكار كلفه 75 دولارا

أكد الشامي أن شركاته هي الأولى التي تستخدم الحرير الطبيعي في صناعة الشامبوهات، ولفت إلى أن هذا الابتكار استوحاه من مقولة العامة عندما يمسكون شعرا جيدا إنه "ناعم مثل الحرير"
أكد الشامي أن شركاته هي الأولى التي تستخدم الحرير الطبيعي في صناعة الشامبوهات، ولفت إلى أن هذا الابتكار استوحاه من مقولة العامة عندما يمسكون شعرا جيدا إنه "ناعم مثل الحرير"

بدأ حياته العملية وفي جيبه 75 دولارا فقط، ولكن بعد سنوات، وبأسرار أبرزها حب العمل، تمكن من تحويل هذا المبلغ الضئيل إلى ثروة تتجاوز المليار دولار .. إنها قصة كفاح رجل الأعمال الأمريكي-الفلسطيني فاروق الشامي؛ الذي أحدث ثورة في صناعة مستحضرات التجميل في العالم.


ويقول الشامي -مؤسس وصاحب إحدى شركات مستحضرات التجميل ، التي توزع منتجاتها في 90 دولة في العالم، في لقاء خاص مع برنامج MBC في أسبوع، في حلقته الجمعة 14 أغسطس- يقول "بدأت حياتي بالتخصص في مجال صبغات الشعر، فأنا أعتبر الصبغ فنا، والفنان لا يستطيع أن يعيش بدون ألوان، وبذلك حصلت على لقب رجل الصبغة الأولى على مستوى الولايات المتحدة، وربما على مستوى العالم".

وبدأت قصة النجاح بحساسية أصيب بها الشامي، وهو يعمل مصفف شعر "كوافير" من مادة الأمونيا؛ التي تعتبر المكون الأساس في صبغات الشعر. الأمونيا ذات رائحة نفاذة تسبب أعراضا جانبية؛ منها التهابات في فروة الرأس، وإصابة الجهاز التنفسي بنوع من الحساسية والأمراض. وفي هذا السياق قال "قررت دراسة هذه المادة لمحاولة التغلب عليها؛ نظرا لضررها البالغ جدا على الصحة، خاصة وأن الأطباء نصحوني بأن أغير مهنتي؛ لأنها ستكون ضارة جدا على صحتي، وتمثل خطرا على حياتي".

صبغة بدون أمونيا
وعلى رغم نصائح الأطباء، وضغوط الأم والأب عليه لكي يبتعد عن تلك المهنة، يقول الشامي "كشخص عربي فلسطيني لم أستسلم، ودخلت التحدي حتى توصل لابتكار أول صبغة في العالم بدون أمونيا".

واستطرد الملياردير مضيفا أنه على رغم أنني في البداية كنت قد توصلت لهذا الابتكار من أجل زبائني فقط، إلا أنه بعد فترة قصيرة طلبت مني شركات عديدة لمستحضرات التجميل أن أصنع لهم تلك الصبغة، وبذلك حصلت على براءة اختراع بابتكار أول صبغة استبدلنا فيها الأمونيا بمواد من الحنطة والأعشاب وقصب السكر".

والشامي؛ الذي ولد في فلسطين وعاش طفولته في ضواحي القدس المحتلة، قبل أن ينتقل إلى أمريكا العام 1965، أكد أن وضع الأعشاب الطبيعية بدلا من الأمونيا جاء مستوحى من حياته في فلسطين، حيث قال "أتذكر في صغري أن والدتي كانت تحيك السجاد وتصنع السلال، وتصبغها بألوان كانت تستخرجها من الأعشاب الطبيعية".

شامبو من الحرير
وبجانب استبعاد الأمونيا من الصبغة، أكد الشامي أن شركاته هي الأولى التي تستخدم الحرير الطبيعي في صناعة الشامبوهات، ولفت إلى أن هذا الابتكار استوحاه من مقولة العامة عندما يمسكون شعرا جيدا إنه "ناعم مثل الحرير"؛ حيث تنبأ بوجود ارتباط في الحقيقة بين الشعر الجيد والحرير، وتمكن من ابتكار شامبوهات وصبغات باستخدام الحرير الطبيعي.

وحول كيفية توصله لهذه الارتباط قال "سبحان الله الحرير الطبيعي مكون من 19 حمضا أمينيا، وجسمنا وشعرنا فيه 19 حمضا أمينيا أيضا، واحد موجب والثاني سالب في الحمض الواحد، وبتحويل تلك الأحماض الخاصة بالحرير إلى مادة أمكن وضعها في الشامبوهات ليتم الحصول على شعر رائع وجميل".

وأكد الشامي أن منتجاته وأساليبه في العمل تحافظ على الصحة والبيئة، ولا تضر أيًّا منهما، وأشار - في هذا السياق - إلى أن الدراسات التي قام بها أثبتت أن مجفف الشعر "السيشوار" هي أكثر شيء مضر للشعر، ولهذا أحضرت علماء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وعلى رأسهم دكتور ماريسون رئيس وكالة ناسا سابقا، وتمكنا من تطوير فكرة عمل مجفف شعر، حتى توصلنا إلى مجفف شعر لا يضر أبدا، وما يميزه هو أنه يعتمد على ترددات كهرومغناطيسية خفيفة لا تؤثر على صحة الإنسان.

نجمات هوليود والقضية الفلسطينية
وحصل الشامي على شهادة علمية في تخصص الكيمياء والفيزياء، كما حصل على شهادات في تخصص صبغة الشعر. وفي عام 1983 حصل على لقب أفضل مصفف شعر في الولايات المتحدة، وفي ذات العام تم اختياره من بين 75 معلما في القرن. وفي عام 1987 حصل على لقب أفضل مصفف شعر ملون في العالم.

يذكر فاروق الشامي الفلسطيني الأصل والمهاجر للولايات المتحدة منذ حوالي نصف قرن، عمل مصففا للشعر لدى عدد كبير من نجمات هوليود ونجمات المجتمع الأمريكي، وعلى رأسهم لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، إلى جانب نجمات السينما العالمية أمثال جنيفر لوبيز وكلوديا شيفر وجنيفر أنيستون وجيسيكا سيمسون، وأسندت إليه مهمة تصفيف شعر المتسابقات في اختيار ملكة جمال الشباب في أمريكا.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن للشامي موقفا خاصا في تلك القضية يعتمد على الصناعة كأحد سبل الحل، وقال -في تصريحات سابقة، نشرتها صحيفة "القدس"- إن تصنيع الدولة الفلسطينية على مستوى كبير وواسع من خلال تصنيع كل المناطق الفلسطينية دون استثناء، من شأنه أن يسرع في تجسيد ملامح الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها".

وأضاف "علينا أن نأخذ العبرة من الدول التي خاضت الحروب؛ مثل ألمانيا واليابان وفيتنام وكوريا، التي يعتبر اقتصادها الآن قويا جدا، وهي دول مستقلة وذات سيادة على رغم أنها خسرت الحرب".