هدايا برلسكوني وعمدة روما في قمة G20 .. جاكيتات للرجال وحقائب يد للنساء

قمة الثماني مناسبة لمناقشة أكثر الموضوعات سخونة وتبادل الهدايا .. حيث قام عمدة روما بإهداء السيدات الاوائل حقائب مصنوعة من مواد صديقة
قمة الثماني مناسبة لمناقشة أكثر الموضوعات سخونة وتبادل الهدايا .. حيث قام عمدة روما بإهداء السيدات الاوائل حقائب مصنوعة من مواد صديقة

من المعروف عن قمة مجموعة الدول الثماني التي يشارك فيها صناع القرار في العالم أنها تناقش أسخن الموضوعات التي تهم العالم بأسره وعلى رأسها مناقشة معضلة التغيرات الكارثية في مناخ الأرض ومكافحة ارتفاع الحرارة، إلا أن مشاركة الجنس اللطيف في القمة، ونعني هنا نصف السياسيين المشاركين الآخر، يخفف من وطأة حرارة الموضوعات المطروحة، ليتحول التركيز في كثير من الأحيان إلى هندامهن ومظهرهن ونشاطاتهن، والهدايا التي يتبادلها الزعماء في تلك المناسبة السنوية.


وهذا العام أغدق رئيس الحكومة الإيطالي المثير للجدل القادة المشاركين في القمة بالهدايا، فاختار لكل منهم جاكيت من تصميم «بيلستاف باركا» وقام بوضع توقيعه الشخصي على كل منها وزينها بالعلم الإيطالي.

في حين قدم عمدة لندن جياني اليمانو لزوجات الرؤساء وعلى رأسهن السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما حقائب يد مصنعة من مواد مكررة صديقة للبيئة من البلاستيك والقماش، ملونة كتب عليها عبارة بالفرنسية مفادها «المرأة في وجه التحديات» ورسم عليها امرأة وقارب، وهي أشبه بتصميم حرفي بسيط حملت رسالة محددة لزوجات القادة، وجاءت تلك الهدية من عمدة روما عاصمة البلاد التي تستضيف القمة الحالية في مدينة لاكويلا المنكوبة التي تعرضت منذ فترة قصيرة لزلزال قوي أودى بحياة كثيرين.

وقد يكون اختيار سيلفيو برلسكوني تقديم جاكيت «الباركا» الذي تكلف كل منها 500 جنيه إسترليني للزعماء خطوة منه بهدف تحسين صورته التي تضررت بسبب أخبار حياته الشخصية المثيرة التي طغت في الآونة الأخيرة على دوره كسياسي يتولى أهم منصب في إيطاليا وقد يكون خياره مرتكزا على أن الشركة المصنعة للجاكيتات أصبحت منذ 5 سنوات شركة إيطالية بعد أن تم شراؤها من شركة «بيلستاف» البريطانية، ويقول صاحب الشركة الإيطالية الجديدة مانويلي مالينوتي إن تصميم جاكيت «الباركا».

يتسم بالقوة والعنفوان، فقد اشتهر تشي غيفارا بارتدائها في المناسبات كافة وظهر بها تي غي لورنس، وأصبحت بعدها تصميما مفضلا لدى نجوم هوليوود من بينهم الممثل الأميركي العالمي براد بيت ولاعب كرة القدم دافيد بيكام وستيف ماكوين ومغني فرقة «اوويساس» الإنجليزية.

وتعتبر اليوم وعلى الرغم من تصميمها الأشبه بتصميم جاكيتات سائقي الدراجات النارية من بين أكثر التصميمات الحديثة التي يسعى الشباب والمشاهير لارتدائها، وأضاف مالينوتي أن فكرة تقديم هذه الجاكيت لزعماء مجموعة الدول الثماني وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطاني غوردن براون جاءت من وحي الكارثة التي حلت بمدينة لاكويلا الإيطالية عندما ضربها الزلزال الضخم في أبريل (نيسان) الماضي، فكان لا بد من اختيار قطعة لها علاقة بالأمن والسلامة.

لذا وقع الاختيار على جاكيت «الباركا» الشهيرة بتقديم أعلى نسبة من الحماية لسائقي الدارجات النارية وتقي مرتديها من الحرارة، وتم وضع شعار قمة الثمانية إلى الجهة اليمنى من الجاكيت وقام برلسكوني بتوقيع كل منها شخصيا، وسوف يطرح عدد محدود من هذا التصميم في الأسواق بعد اختتام القمة يعود ريعه إلى المؤسسات الخيرية لمساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب لاكويلا في السادس من أبريل (نيسان) الماضي.

وتم إطلاق اسم «الباركا الرئاسية» على جاكيت «الباركا» المصممة خصيصا للزعماء في حين سيطلق اسم «باركا شيك» على جاكيتات الباركة التي قدمت لزوجات القادة وعلى رأسهن ميشيل أوباما وسارة براون زوجة رئيس الحكومة البريطاني، وهي مصنعة من الجلد الطبيعي والنايلون وتحافظ في تصميمها على الروح العسكرية التي تشتهر بها هذه الجاكيت الطويلة التي تصل إلى الركبتين.

خلال انعقاد القمم السابقة وفي حين كان الزعماء الرجال منغمسين في حل قضايا العالم كانت الأضواء تلاحق نشاطات السيدات الأول وزوجات الرؤساء وهن يقمن بتناول الغداء والعشاء وتجاذب أطراف الحديث، ولا يغيب عن بالنا صورة لورا بوش زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وهي منهمكة في تصنيع قطعة من البورسلين بمساعدة زوجات السياسيين الآخرين في القمة التي انعقدت العام الماضي.

لكن يبدو أن حمى تولي أوباما عرش الرئاسة الأميركية جعلت العالم يتعطش أكثر للتعرف إلى عائلته المؤلفة من زوجته ميشيل، التي يراها كثيرون كرمز للأناقة، وابنتيه ساشا وماليا، اللتين تمثلان بنات جيلهما، خاصة أنهما رافقتا والديهما في رحلتهما للمشاركة في قمة الثماني، وكانت فرصة جيدة لتعرفهما إلى عاصمة الأناقة ومهد الثقافة والفن روما.

فقامت ميشيل أوباما برفقة ابنتيها بالتجول في أحياء روما القديمة وزيارة المتاحف وتناول أشهر المأكولات والحلويات في أهم مطاعم العاصمة، ولم يخف الإيطاليون شغفهم وحبهم لعائلة أوباما، في حين لم يبخل أعضاء عائلة أوباما بمشاطرة الناس في الطرقات مشاعرهم وتقديرهم وبدت ميشيل أوباما مسرورة بردود فعل المارة في الشارع وملاحقة عدسات الكاميرا لها ولابنتيها، واختارت أوباما فستانا أصفر يناسب حدة الشمس في روما، وزينت صدرها بدبوس على شكل زهرة باللون الأخضر لفت انتباه الحاضرين، في حين اختارت ماليا (11 عاما) ارتداء «تي شورت» حملت عليه رمز السلام وغطت عينيها بنظارات شمسية عصرية، واختارت ساشا (8 أعوام) «شورت» لونه أخضر وتوجهن إلى محل «جيوليتي» الأشهر في روما والمعروف بتقديم أجود أصناف الآيس كريم.

وتناولت الفتاتان الآيس كريم بنكهة التوت والموز وقامتا بتعلم تحضير الآيس كريم وقام صاحب المحل نازارينو جيوليتي بتقديم مريلة خاصة بالطبخ وقطعة قماش صغيرة لهما كهدية رمزية، وتهافت الزبائن على شراء الآيس كريم الذي قامت ابنتا أوباما بتحضيره في المحل، وبعدها قامت عائلة أوباما بزيارة خاصة إلى «الكولوسيوم» وبدت ساشا مهتمة بالتعرف إلى تفاصيل تاريخ المدينة مستعينة بكتاب سياحي حملته في يدها طيلة وقت الزيارة.

وانضمت ابنتا أوباما بعدها إلى زوجات الرؤساء لتناول الغداء على يد أشهر طاه في روما وهو الطاهي الألماني الأصل هينز بيك الذي يعمل في مطعم «لا بيرغولا» ويعتبر من أشهر الطهاة الأجانب الذين يتميزون بتقديم أهم المأكولات الإيطالية التقليدية، وحضر بيك طبق المعكرونة بصلصة الكاربونارا للسيدة الأميركية الأولى لأنه عرف أن هذه الصلصة هي المفضلة لديها.

وتوجه الحضور بعد الغداء لتناول «الابيريتيفو» الشهير في إيطاليا في فترة بعد الظهر على الشرفة المطلة على أروع المناظر والمعالم السياحية في روما مثل كاتدارئية مار بطرس، وتناولن البروسكيتا وقطع السلطعون المشوية والمعكرونة المحشوة بصلصة الكاربونارا.