«صيف أميركي خطير» وتحذير من إصابة الطواقم الطبية بإنفلونزا الخنازير

ويأتي انتشار فيروس الإنفلونزا الجديدة بسبب برودة الطقس بشكل غير اعتيادي هذا العام في الولايات المتحدة
ويأتي انتشار فيروس الإنفلونزا الجديدة بسبب برودة الطقس بشكل غير اعتيادي هذا العام في الولايات المتحدة

حذر خبراء أميركيون في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، من ازدياد انتشار إنفلونزا الخنازير في موسم الصيف، بسبب برودة أواخر فصل الربيع هذا العام ونتيجة انتشار الفيروس السريع في المناطق المكتظة بالسكان، وقالوا إن الإصابات بأمراض مشابهة للإنفلونزا قد زادت لدى سكان المناطق الأكثر تعرضا لإنفلونزا الطيور، مثل مدينتي نيويورك وبوسطن، لتصل إلى 7 في المائة.


وأضافوا أن الفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور من سلالة «إتش 1 إن 1» قد أدى إلى حدوث «أمر ما مختلف تماما» عما شاهدته الولايات المتحدة من قبل في أوبئة فيروسات الإنفلونزا، إذ إنه قد يقود إلى حدوث موسم «سنوي» كامل للإنفلونزا بغض النظر عن فصول السنة، وإلى صيف قلق من المخاطر الصحية لها، خصوصا على الأفراد من أعمار الشباب.

ويأتي انتشار فيروس الإنفلونزا الجديدة بسبب برودة الطقس بشكل غير اعتيادي هذا العام في الولايات المتحدة، وخصوصا في المناطق الشمالية الشرقية وفي ولايات مكتظة بمثل نيويورك وماساتشوستس.

وحذر الخبراء من تفشي المرض بين صفوف الطاقم الطبي الذين يحملون الفيروس إلا أنهم يظلون يمارسون أعمالهم المعتادة، الأمر الذي يحولهم إلى ناقلين للفيروس، وقد بلغت الإصابات في الولايات المتحدة بإنفلونزا الخنازير 100 ألف إصابة أو أكثر أدت إلى 44 وفاة وإدخال 1600 شخصا إلى المستشفيات.

وقال الدكتور دانيال غيرنيغان المسؤول في مراكز مكافحة الأمراض: «إن حقيقة أننا نلاحظ عملية متواصلة من انتقال (الفيروس)، تشير إلى أننا نشهد أمرا مختلفا» ونقلت عنه النشرة الإنجليزية لوكالة «رويترز»: «إننا نعتقد أن هذا الانتشار مرتبط بفقدان المناعة التام لمقاومة الفيروس، بين أولئك المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة به، وهم الأطفال»، ومن جهة أخرى حذر باحثون كنديون نشروا تقريرا في مجلة جمعية الطبية الكندية، من ازدياد أخطار إنفلونزا الخنازير على النساء الحوامل خصوصا مضاعفاتها في المرحلة الأخيرة من الحمل، إلا أنهم أشاروا إلى أن عقاري «تاميفلو» و«زاناميفير» آمنان طبيا للاستخدام من قبل الحوامل والمرضعات.

وقال باحثون في برنامج الأمهات المرضى في مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو الذين تعاونوا مع معهد المعلومات الدوائية حول الحمل الياباني في طوكيو، إن أخطار مضاعفات الإنفلونزا تزداد لدى مجموعات الأطفال الصغار المرضى والأشخاص الكبار في السن، والحوامل.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية في اسكتلندا في بريطانيا، كانت قد أكدت أن وفاة امرأة حامل مصابة بإنفلونزا الخنازير بعد أن وضعت طفلها، جاءت بسبب فيروس الإنفلونزا نفسه وليس نتيجة الأمراض المزمنة الأخرى للمرأة، وقد توفي طفلها بعدها من دون إصابته بالفيروس، وحول أخطار الفيروس الجديد، قال الدكتور مايك بيل، وهو خبير آخر في المراكز، إن «الولايات المتحدة ستشهد، على الأكثر، انتشار الإنفلونزا خلال الصيف، كما نتوقع أن يستمر الفيروس في نشاطه حتى حلول موسم الخريف الذي تنتشر فيه الإنفلونزا الموسمية».

وأضاف متحدثا عن إصابات أفراد الطاقم الطبي في الولايات المتحدة، أن هذا الأمر يثير مخاوف السلطات الصحية الأميركية، «إذ أننا قد بدأنا نلاحظ انتقال الفيروس من فرد إلى فرد آخر في الطاقم الطبي في بعض التجمعات الصحية»، وقد ينقلون المرض إلى المرضى الآخرين.

ووفقا لتقديرات المراكز، فإن 48 من أفراد الطاقم الطبي أصيبوا بالمرض حتى 13 مايو الماضي، 13 منهم أصيبوا داخل المؤسسات الصحية، و12 آخرون من المرضى المصابين به، كما حذرت السلطات الصحية من انتشار إنفلونزا الخنازير في المخيمات الصيفية للطلاب.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين تأكيدهم على ضرورة وضع إدارة المخيمات على أهبة الاستعداد، كما هوا الحال في المدارس والجامعات، لإبعاد الأطفال المصابين عن المخيمات حال ظهور أعراض المرض عليهم.