لماذا يسعى الرجل لأن تكون زوجته الثانية نسخة من السابقة؟

الغريزة تفرض عليه الارتباط من امرأة تشبه تجربته الأولى
الغريزة تفرض عليه الارتباط من امرأة تشبه تجربته الأولى

في مصر يقول المثل الشعبي «القط يحب خناقه»، وفي قول آخر «الإنسان لا يتعلم إلا من جلاده».


المثلان قد يسلطان بعض الضوء على اختيار الرجال في زواجهم الثاني زوجات قريبات الشبه ممن شاركهم الفشل الأول، وهي ظاهرة أكدتها الحياة وعدة حالات.

 العلم أيضا أكدها وقدم لها مبررات ليس لها علاقة برغبة الأزواج في تكرار الفشل أو الاستمتاع بالتعذيب، بل تمتد إلى طبيعة الرجال النفسية، التي تختلف كليا عن طبيعة النساء، بدليل أن هذه الأخيرة تبتعد عن كل ما يذكرها بالزوج الأول، شكلا ومضمونا في غالب الأحيان.

وهي على ما يبدو حالة عامة تشمل كل الشرائح والطبقات بمن فيهم السياسيون والمشاهير، فالعديد منا يتذكر، بلا شك، وإن كانت أصغر منها بحوالي عقد من الزمن، كما أن زوجة النجم بروس ويليس الحالية تشبه طليقته ديمي مور إلى حد كبير وتصغرها بعشرات السنين.

ولا بأس هنا من الإشارة إلى أن في حالة الاثنين، كانت الزوجة (سيسيليا وديمي) هي التي بادرت بطلب الزواج، الأمر الذي قد يفسره البعض بأن مشاعر الحب لم تمت من جهة الرجل على الأقل.

ومن جهة أخرى هناك مقولة «ما الحب إلا للحبيب الأول»، بينما قد يفسر آخرون الأمر بأنه مسألة ذوق خاص، وبأن لكل رجل مواصفاته للجمال، فبينما تجذب الشقراء البعض، فإن السمراء هي الأخرى لها سوقها لدى البعض الآخر، مما يوضح لماذا يختار الرجل امرأة بنفس المواصفات.

يقول أشرف محمود 37 عاما عن تجربة صديقه أحمد عند زواجه للمرة الثانية: «ابتهجنا كثيرا لأن أحمد قرر الزواج مرة أخرى، بعد تجربة فاشلة عاشها لسنوات، لكن حين قدم لنا زوجته الثانية في حفل عائلي بسيط للتعارف، صدمنا جميعا، فقد فاق تشابه ملامح الزوجة الجديدة مع الأولى المثل القائل «يخلق من الشبه أربعين». ورغم نفي أحمد تعمده التشابه إلا أن تطابق الملامح كذبت كل مبرراته.

وإذا كان أشرف قد أنكر تأثره بزواجه الأول في اختياره الثاني، فإن ياسر علي 28 عاما، اعترف بأنه كان مصرا في أعماق نفسه أن تكون تجربته الثانية بعد فشل زواجه وهو في الواحد والعشرين من عمره خاضعة لشروط بعينها، منها تشابه الزوجة الجديدة مع الأولى ويبرر هذا الشرط بقوله: «زوجتي الأولى كانت أول حب في حياتي، لكن حداثة عمرنا وقلة خبرتنا الحياتية لم تمكنا من حل مشاكلنا اليومية، فتم الانفصال بسبب تنافر الطباع واعتقاد كل منا قبل الزواج أن الحب وحده كفيل بإنجاح أي علاقة، وحرصي على أن تكون ملامح الزوجة الجديدة قريبة من الأولى لا يعد خيانة لزوجتي الحالية، ولا أقصد به تذكر شيء من الماضي بقدر ميلي لنوع معين من الجمال، فشيء ما في قلبي يبتهج كلما أراها مقبلة علي».

وتحكي نهلة محمود - زوجة 32 عاما، تجربتها بدهشة وتقول: «اكتشفت بالصدفة تماما أني أشبه زوجة زوجي الأولى التي توفاها الله في حادث سير.

 أحببت زوجي كثيرا خاصة بعد أن عرفت الظروف المأساوية التي عاشها منذ وفاة زوجته الشابة، وارتبطنا سريعا، إلى أن فوجئت ذات مرة وأنا أرتب له خزانته الخاصة، بصور زوجته الراحلة وكانت الصدمة - أنها تشبهني إلى حد كبير».

ورغم حالة الضيق التي انتابت نهلة وقتها، إلا أنها قررت عدم معاتبته لأنه لم يخبرها بالأمر، ثم تغاضت عن الموضوع نهائيا معتبرة ما قام به الزوج نوع من الوفاء يحسب له.

وبحسب تعبيرها من يكون وفيا للأولى سيكرر وفاءه للثانية، نهلة تعتبر نفسها سعيدة، وتشيد بمعاملة زوجها لها، ولا داعي لإثارة أمر من الممكن أن يجلب المشاكل طالما أن النتيجة النهائية مرضية».

وفي حين يضحك الدكتور هاشم بحري - استشاري الطب النفسي على علامات طبيعة نظرة المجتمع للرجل الذي يسعى للزواج من زوجة ثانية تشبه الأولى، ويعتبره خائنا، يعترف بمصادفته رجالا كثيرين يفعلون ذلك.

ويقول إن الأمر له علاقة بطبيعة الرجل السيكولوجية: «الرجل يعيش حياته دوما وهو يلعب دور الصياد الماهر، وبالتالي عندما يقرر اختيار زوجة ثانية، فلابد أن تكون مقاربة تماما للأولى على قدر الإمكان، خاصة إذا كانت للأولى قيمة مهمة في حياته، وبالتالي عندما يقرر الزواج مرة ثانية يجب ألا يقل اختياره عن هذه المرتبة ولا يمكن أن تكون أقل من الأولى أبدا، حتى في الشكل الخارجي».

وأضاف بحري: «يندهش الناس كثيرا عندما يجدون الزوجة الثانية نسخة كربونية من الأولى، ويتساءلون لماذا كان الزواج الثاني أصلا طالما يحب الأولى هكذا، والحقيقة أنه يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين بحسب طبيعة الرجل الأنانية أنه يمكنه الإيقاع بأنثى مشابهة تماما للأولى، مع بعض الإضافات الجديدة التي كان يفتقدها».

وبحسب بحري فإن المرأة في اختيارها للزواج الثاني على عكس الرجل تماما، ولو وجدت رجلا مناسبا من كافة النواحي ولكن يشبه زوجها الأول فلن تتزوجه أبدا، حتى لو كان هو الرجل الأخير في الدنيا.

ويشرح: «عندما تقرر المرأة الزواج للمرة الثانية بعد تجربة فاشلة، فإنها تضع في حساباتها التجربة الأولى وتتعلم من الدرس جيدا، على عكس الرجل الذي لا يعنيه سوى دور الصياد.

وهذه الحسابات تجعلها تتجنب كافة نواحي الفشل مع زوجها الأول حتى لو من ناحية الشكل الخارجي، بل إن بعض السيدات يشترطن مثلا ألا يكون الزوج الجديد من نفس برج الزوج الأول.

ونظرا لطبيعة المرأة التي تبحث عن الاستقرار والسكن وتكوين أسرة، فإنها تعمد إلى اختيار شخص مختلف تماما في كل شيء آملة النجاح والاستقرار باختيارها رجلا مختلفا في المهنة والطباع والتفكير والشكل.