باحثون يتوصلون لطريقة تخفف آلام الجسم بالتبريد.

في تجربة طبية جديدة تمكن باحثون من تفعيل بروتين خاص مسؤول عن إحداث الإحساس ببرودة مريحة من الألم لدى المرضى, في خطوة يمكن معها فهم كيفية استحثاث الجهاز العصبي للجسم لتخفيف الشعور بالألم المزمن.


أجرى الدراسة فريق بحث من جامعة أدنبرة باسكتلندا بقيادة سوزان فليتوود-ووكر وروري ميتشل، ونشرت نتائجها الأسبوع الماضي بمجلة "كرنت بيولوجي" الصادرة عن سيل بريس، وأتاحت خلاصتها يوريكاليرت.

تبريد الألم
فوائد "التبريد" في تخفيف الألم عرفها أطباء اليونان القديمة, وكثير من علاجات الطب الشعبي تستخدم زيت النعناع لتلطيف الشعور بالألم. لكن الآن فقط وفي القرن الحادي والعشرين أمكن اكتشاف وتحديد الآلية البيولوجية لتأثيرات تسكين الألم.

ففي هذه الدراسة الجديدة بحث الفريق عن طرق لتخفيف الألم المزمن لدى فئران المختبر، فوجدوا أن كيمياويات تبريد معينة تحدث -بالحقن أو بنشرها بجرعات صغيرة على الجلد- تأثيرا دراماتيكيا تجاه إزالة الشعور بالألم.

أظهر الباحثون أن التأثير المسكن للألم يحدث من خلال تنشيط بروتين تم التعرف عليه مؤخرا، ويدعى (TRPM8)، ويتم إنتاجه في خلايا الأعصاب بالجلد، ويستجيب لكل من درجات الحرارة المنخفضة والكيماويات المبردة، مثل المادة الفعالة في نبات النعناع.

بروتينات منبهة
ينتمي بروتين (TRPM8) إلى فئة مثيرة من البروتينات يقوم أعضاؤها بإحداث إحساس باستحثاثات (منبهات) متنوعة تشمل الطعم والحرارة واللمس.

ويمكن استخدام طرق علاجية تعتمد على مركبات مبردة لتفعيل بروتين (TRPM8) لمساعدة مرضى الألم المزمن، كما في علاج بعض حالات آلام الاعتلال العصبي والتهاب المفاصل، حيث تكون أدوية تسكين الألم المعتادة ذات فعالية قليلة أو محدودة الاستخدام بسبب آثارها الجانبية الضارة.

هذه العلاجات الجديدة بالمركبات المبردة تستفيد من قدرة الجسم على الحد من الألم. وسيتيح اكتشاف آلية بيولوجية جديدة تفعل عمل تسكين الألم بالتبريد إمكانات عظيمة لتخفيف معاناة ملايين من مرضى الألم المزمن.