حصى المرارة وعلاقتها بالبدانة وعادات التغذية

إرتفاع الكوليسترول في الدم والتغذية الغنية بالدهون وراء إرتفاع معدلات أمراض المرارة
إرتفاع الكوليسترول في الدم والتغذية الغنية بالدهون وراء إرتفاع معدلات أمراض المرارة

أصبحت المعاناة من حصى المرارة، وخصوصا بين النساء، من أكثر الحالات المرضية شيوعا في الأعوام الأخيرة.


 ويبدو أن هذه الحصى، وخصوصا الكوليسترولية منها، حولت حياة الكثيرين الى حياة مريرة، وفقا مجلة” الطبيب الألماني” التي نشرت تقريرا يشير الى وجود الحصى في 20% من مرارات الألمان.

وانتقد مؤتمر أطباء الكبد والمرارة قي كيل(شمال)، الذي انعقد في نهاية الشهر الماضي، آلاف عمليات استئصال المرارة التي تجري سنويا، ووصفتها بـ”الزائدة عن اللزوم”.

كما لاحظت النقابة أن معالجة حالات التهاب المرارة، أو إزالة الحصى، تحولت إلى واحدة من أغلى العلاجات التي تغطيها شركات التأمين الصحي.

 والمهم أيضا هو أن حصى المرارة صارت تنتشر كثيرا بين الرجال أيضا، رغم المبدأ الطبي الذي يشخص المريض بالمرارة حسب الفاءات المعروفة الخمس(Female, Fertile, Fourty to Fifty Flatulence).

ازدياد عمليات استئصال المرارة
وأحصت النقابة ارتفاع عدد عمليات استئصال المرارة من 80 ألف عملية كل عام في الثمانينات إلى 170 ألف عملية عام 2003، و إلى 190 ألفا خلال عام 2007. ومن المتوقع أن يرتفع المعدل مجددا خلال الأعوام الخمس القادمة ليبلغ 200 ألف.

ويشير الأطباء بأصبع الاتهام إلى البدانة وتغير عادات التغذية والحركة عند الإنسان في تحليلهم لأسباب ارتفاع حالات أمراض المرارة.

ويدعمون هذا الاستنتاج بتحليل الحالات المرضية بين الثمانينات من القرن العشرين والسنوات السبع الأولى من الألفية الثالثة. إذ كانت حصى الكوليسترين في الثمانينات تشكل 75% من حصى المرارة، في حين أنها تشكل أكثر من 90% من الحصى اليوم. وذكر البروفيسور كليمنس شافماير أمام المؤتمر أن حصى البليريوبين، التي كانت تشكل 25-30 من حصى المرارة في السابقة، ما عاد الطبيب يجدها في المرارة المستأصلة.

دور التغذية والاضطرابات الجينية
أشار شافماير إلى أن التغذية الغنية بالدهون، ارتفاع نسبة الكوليسترين في الدم، وانتشار داء السكري، هي من أهم أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض المرارة.

ولا يشكل العامل الوراثي، رغم أهميته، سوى 25% من أسباب الإصابة بحصى المرارة. وثبت علميا منذ فترة أن اضطرابات جينية في ناقل الشحوم (ABC Lipid Transportyer) يؤدي إلى فرز المزيد من الكوليسترين في المرارة.

وتمكن شافماير وزملاؤه من كيل في فصل جين يؤدي الخلل فيه إلى الإصابة بحصى المرارة.

وتبدو بقية الإحصائيات مهمة أيضا لأن حصى الكوليسترين تسللت إلى مرارات ربع الألمان عام 2005.

وترتفع هذه النسبة إلى 50% بين النساء اللاتي من سن 60-69 سنة، بل أن الكثيرات منهمن أخضعن لعمليات استئصال المرارة خلال هذه السن.

وارتفعت نسبة استئصال المرارة بين الرجال، في هذه السن، من 18% في الثمانينات إلى 25% عام 2005.

وانتقد البروفيسور تيلمان ساورباخ، من عيادة جامعة بون، كثرة عمليات استئصال المرارة في ألمانيا. وقال البروفيسور أمام المؤتمر ان مؤشرات إجراء عملية الاستئصال تتعلق بأمرين حاسمين، الأول هو تكرار الآلام بسبب الحصى واستمرارها لمدة 15 دقيقة كل مرة، وتكون مصحوبة بالغثيان والقيء، والثاني هو الفحص بالأشعة الصوتية الذي يثبت مدى تضرر المرارة من الحصى. وأشار إلى أن 60-80% من حصى المرارة يبقى” صامت الأعراض” ولا يحس به المريض إلا بعد اشتداد الحالة.

ولم يستثني البروفيسور راينهار بيتنر، من جامعة شتوتغارت، احتمال إخضاع المريض لعملية استئصال المرارة رغم عدم وجود الأعراض( المرارة الصامتة).

فالحصى الكبيرة، من قطر سنتمتر واحد أو أكثر، قد تعرض المريض لخطر الإصابة بسرطان المرارة رغم صمت الأعراض. ويلعب عامل السن دورا هاما هنا لأن احتمالات مضاعفات ما بعد العملية تزداد مع تقدم سن المريض.