الحداثة في التصميم للحصول على بيت الأحلام

جانب من قاعة الجلوس ويظهر فيها الاستعمال السخي لخشب الماهوغاني
جانب من قاعة الجلوس ويظهر فيها الاستعمال السخي لخشب الماهوغاني

حب من النظرة الأولى يخلق مساحة شاسعة بقطع أثاث قليلة
جلست ماتاليا كاشبر في غرفة المعيشة البسيطة، عبارة عن مكان واسع تملأه الأضواء، به جدران من الطوب الخشن ومكان لإشعال النار للتدفئة وعوارض خشبية تدعم السقف. نظرت إلى الخارج من خلال نوافذ على شكل قنطرة لها إطار خشبي.


قالت السيدة كاشبر، التي نشأت في كاليفورنيا: «أتذكر عندما أتيت إلى منطقة سوهو مع أمي وصحت: هذا جميل للغاية». وتضيف: «تعد سوهو نموذجا مصغرا للمدينة الأميركية القديمة».

ربما يفسر ذلك انجذابها السريع إلى الشقة، التي تقع في الطابق العلوي، التي تبلغ مساحتها 7200 قدم مربعة، فهي تشغل الطابق الأعلى بالكامل في مبنى بارز من الحجر الجيري الأحمر في ملتقى شارعي ووستر وبروم. كاشبر هي واحدة من بين ثلاثة مهندسين معماريين أسسوا شركة «دي يو بي ستوديوز»، ولديهم مكاتب في بروكلين ولوس أنجليس.

بعد أن اشترت كاشبر وزوجها يوغين، وهو رجل أعمال تتضمن الأنشطة التي يعمل فيها مجالات المشروبات والعقارات في الولايات المتحدة وروسيا، العقار مقابل 6.9 مليون دولار في عام 2006، وبصورة تلقائية، قررا أن تكون كاشبر المصمم الرئيس. استغرقت أعمال الهدم وإجراءات الحصول على تصريح، عاما كاملا قبل أن يتمكنا من بدء العمل. وبعد ذلك، ظلت تزور المكان كل يوم على مدى عشرة أشهر، وتمت عملية تجديد اتسمت بالدقة وبلغت تكلفتها 2.8 مليون دولار.

قالت كاشبر: «ذهبت إلى مدرسة التصميم، ولذا تجد نوعا من الحداثة في تفكيري»، في إشارة إلى مدرسة التصميم التابعة لجامعة هارفارد، حيث قابلت مايكل بيبر، وهو شريك في الشركة، بينما قابلت جبرايل ساندوفال، الشريك الآخر، في لوس أنجليس. وتتابع: «ولكني تربيت في عائلة تنشط في مجال البناء، فعمي كان مقاولا، فيما كان أبي مهندسا».

وكان أسلوبها واضحا في المكان، حيث أشارت إلى التغييرات التي أجريت على الشرفة للكشف عن الأشياء الجميلة الأصيلة فيها، مثل أعمدة من حديد الزهر ودعامات سقف مكشوفة، ونوافذ لها شكل قنطري، فيما أخفيت الأجهزة الميكانيكية الجديدة، مثل عدادات الغاز ومجرى الهواء بطريقة ماهرة داخل قطع خشبية جميلة الشكل.

تقول كاشبر: «كانت هناك طبقات وطبقات من الشيتروك في كل مكان، وبمجرد ما كنا نفتح مكانا وننظر إلى المادة الخام، كنت أخشى أن ألمسه».

وفي الواقع، يبدو أن تصميمها يترك الهيكل المعماري مكشوفا دون أن يمس بأي شيء. فالأماكن العامة، ومن بينها غرف تغمرها أشعة الشمس، واسعة، كذلك المطبخ غير المثبت ومسرح منزلي، فهي على شكل حرف (L)، فيما جاءت النوافذ ناحية الجنوب.

وبالنسبة للأماكن الخاصة بالعائلة، مثل جناح السيد وغرفة نوم متوسطة الحجم للابنة ازادورا، التي يبلغ عمرها عامين، فتحيط بها حوائط داخلية.

اختارت كاشبر تشطيبات رقيقة لاستكمال هذه الصدفة الصناعية، مثل أرضيات دافئة وخشب الماهوغني، الذي تم طلاؤه ليعطي بريقا ولمعانا، وتم استعماله بسخاء في عدة أماكن.

وداخل المكتبة، صنعت أرفف الكتب من خشب الجوز على شكل مربع ينبعث منه ضوء كضوء السماء. وتعلق كاشبر أن هناك دافعا كان وراء خطتها لأرضية مفتوحة وهي أنها كانت تعيش مع عائلة كبيرة.

هاجر كل من ناتاليا، 34 عاما، ويوغين، 39 عاما، من الاتحاد السوفيتي السابق خلال السبعينات من القرن الماضي، مع أقاربهما. وعادة ما كان الأقارب يتجمعون في حفلات أعياد الميلاد والذكريات وحفلات الزفاف.

وفي الواقع، في الوقت الذي كان الزوجان يبحثان عن شقة، خطبت أخت السيدة كاشبر الصغرى أليا كاشبر، وعلى الفور قررا استضافة حفل غداء تجريبي لـ150 شخصا في الشقة الجديدة في سوهو.

وقد ساعد ذلك على التعجيل من عملية التجديدات، حيث كان حفل الزفاف سوف يقام خلال أقل من عام، وكان لذلك أثره على بعض خيارات التصميم، مثل إقامة مسرح مرتفع في أحد الجوانب، ويستخدم حاليا كغرفة لتناول الطعام، كما تستخدمه السيدة كاشبر أيضا في أعمال التصميم، لكونه واسعا، يمكن أن تفرد فيه المنضدة كي تستوعب ما يصل إلى 26 شخصا.

ويتوقع الزوجان طفلا آخر في فصل الربيع الحالي، الأمر الذي يعتبرانه إضافة أفضل وأجمل إلى المكان.