5 خطوات للحصول على ابتسامة جميلة وصحية

إن أمراض اللثة من أكثر الأمراض المهملة من قِبل الناس، والسبب هو أنها أمراض مزمنة وغير مؤلمة في معظم الأحيان،
إن أمراض اللثة من أكثر الأمراض المهملة من قِبل الناس، والسبب هو أنها أمراض مزمنة وغير مؤلمة في معظم الأحيان،

يجهل كثير من الناس أساسيات العناية بصحة الفم والأسنان وعدم إلمامهم بطرق تنظيف الأسنان والفم وطرق الوقاية من التسوس وأمراض اللثة، وغير ذلك من الأمور التي تجعل العمر الافتراضي لأسنانهم أقصر من أعمار بقية أعضاء الجسم.


وغالبا ما ترى كثيرا منهم وهو في عمر الخمسين يبحث هنا وهناك عن أطقم أسنان وغير ذلك من طرق الاستعاضة، التي لا تعوض الأسنان الطبيعية وجمالها الفاتن مهما تقدم العلم ومهما قلنا عن جودة صنع الإنسان. وإليكم الخطوات التالية للمحافظة على الأسنان وصحتها:

- أولا: قم بزيارة طبيب الأسنان قبل فوات الأوان. لا تنتظر حتى تشعر بألم ما في أسنانك لزيارة طبيب الأسنان، فطبيب الأسنان يرى كثيرا من الأمور التي لا تراها أنت، بحكم طبيعة عمله ومعرفته بطرق التشخيص الصحيحة لأمراض الفم والأسنان، والتأكد من أنك تقوم بواجباتك الصحية تجاه أسنانك.

فعادة ما ينصح أطباء الأسنان بزيارة طبيب الأسنان كل ستة شهور، وذلك لتنظيف الأسنان وفحصها وعمل أي علاج وقائي يراه مناسبا لها. قم بانتقاء طبيب أسنان متمكن في مهنته، ويجب عليك اختيار الأفضل دائما لأنك ستعطيه ثقتك وتسلم له أسنانك وفمك.

- ثانيا: قم بتفريش أسنانك بالطرق الصحيحة، وذلك باستخدام فرشاة ومعجون أسنان مناسبين لأسنانك. إن إبقاء أسطح الأسنان نظيفة على مدار اليوم يمنع تراكم الجير، وبالتالي يقلل من فرص تسوس الأسنان والتهاب اللثة، ولذلك يجب تنظيف جميع أسطح الأسنان الظاهرة بالفرشاة والمعجون والأسطح البينية غير الظاهرة بالخيط السني.

ويجب عليك اختيار الفرشاة المناسبة لفمك وأسنانك، فالفرشاة المثالية تكون ذات حجم مناسب تصل إلى آخر ضرس في فمك، والحجم الشائع هو المتوسط. كذلك يجب ألا تكون الشعيرات خشنة، لتفادي تآكل طبقة المينا من كثرة الاستخدام، والأنسب استخدام فرشاة ذات شعيرات متوسطة الخشونة أو ناعمة وطويلة، وذلك لضمان انسيابها مع منحنيات الأسنان والفراغات البينية لها.

تأكد من تفريش جميع أسنانك بانتظام ثلاث مرات يوميا، وذلك بالنظر إلى المرآة في أثناء التفريش والتأكد من عملية التنظيف، وأنك فعلا قمت بتنظيف جميع أسنانك، لأن الدارج هو تنظيف الأسنان الأمامية فقط وعدم التأكد من نظافة الأسنان الخلفية، مما قد يسبب تراكم الجير والتهاب اللثة المحيطة، وتكوّن جيوب عميقة مصاحبة بتخلخل الضروس.

والعمل المنظم مطلوب حتى في التفريش حتى لا نهمل وننسى بعض الأسنان في أثناء التفريش، ومثال على ذلك أن نبدأ التفريش دائما بتفريش الأسطح الخارجية للأسنان من آخر سن علوي في الجهة اليمنى، ونستمر إلى آخر سن في الجهة اليسرى، ومن ثم نتحول إلى الأسطح الداخلية للأسنان العلوية ابتداء من الجهة اليسرى وانتهاء إلى آخر سن في الجهة اليمنى.

ولا ننسى بعد ذلك الأسطح الطاحنة للضروس والضواحك، وبعد الانتهاء من الأسنان العلوية نفرش الأسنان السفلية بنفس الطريقة. والوقت اللازم لإتمام هذه العملية يتراوح بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق.

قم بوضع الفرشاة بزاوية خمس وأربعين درجة باتجاه الطرف اللثوي للسطح المراد تفريشه، وتحريك الفرشاة في مكانها لضمان تحريك الشعيرات دون نحت للأسنان. كذلك يجب التأكد من تفريش أسطح الأسنان بالكامل والتأكد من تفريش منطقة التقاء طبقة المينا باللثة، وذلك لضمان سلامة اللثة من أي تراكم جيري، ويجب أيضا أن تصل الشعيرات إلى مناطق ما بين الأسنان لتنظيفها.

- ثالثا: لا تنسَ استخدام الخيط السني والذي يهمله الكثير منا. إن الاعتماد فقط على الفرشاة والمعجون ليس كافيا لضمان إزالة الجير من جميع أسطح الأسنان، ولذلك ينصح الأطباء باستخدام طرق إضافية مساعدة، مثل استخدام الخيط السني غير المشمع، الذي ينصح به للاستخدام العادي.

وأحيانا يستخدم خيط الأسنان المشمع للأسنان ذات اللثة الملتهبة أو المنحسرة، وذلك للتقليل من إصابة اللثة بمزيد من المشكلات، حيث إن استخدام الخيط المشمع أكثر أمانا بالنسبة للثة.

- رابعا: لا تنسَ أن تراقب لثتك وتتأكد من خلوها من الأمراض، وذلك بالتأكد من خلوها من الانتفاخات والاحمرار والنزف وانبعاث رائحة كريهة من الفم، فإذا شعرت بأحد هذه الأعراض يجب عليك الإسراع في زيارة طبيب الأسنان.

إن أمراض اللثة من أكثر الأمراض المهملة من قِبل الناس، والسبب هو أنها أمراض مزمنة وغير مؤلمة في معظم الأحيان، ولا يعيرها الناس أي اهتمام، وغالبا لا تمثل لهم سببا وجيها لزيارة طبيب الأسنان. وحسب إحصائيات علمية فإن أكثر من نصف الناس يصابون بمرض في لثتهم في نحو سن العشرين، وأكثر من ثلاثة أرباع الناس يصابون بمرض في لثتهم بعد عمر 35 سنة، وهذا يدل على زيادة شيوع هذه الأمراض في الكبار.

إن الجير أو الـ«بلاك» هو السبب الرئيسي لمعظم هذه الأمراض، وتبدأ التهابات اللثة عادة على شكل التهاب لثوي سطحي بسبب تراكم الجير والكلس المليئين بالبكتيريا على أسطح الأسنان، وبخاصة القريبة من اللثة في الجيوب اللثوية المحيطة بالأسنان. وأهم ما يميز هذا النوع البسيط تورم واحمرار اللثة والنزف الزائد، خصوصا عند التفريش. ويمكن التخلص من هذا النوع بسهولة جدا، وذلك عن طريق زيارة طبيب الأسنان لكحت الجير والكلس اللذين لا يمكن إزالتهما إلا عن طريق طبيب الأسنان.

وتفريش الأسنان بالطريقة الصحيحة (استشر طبيبك) واستعمال معجون أسنان أو غسول للفم قد يساعد على الحد من النزف في الحالات البسيطة جدا، وفي حالة عدم علاج هذه الالتهابات قد تتطور إلى تآكل الأنسجة الداعمة تدريجيا، وانفصال اللثة عن أسطح الأسنان، وظهور جيوب عميقة مليئة بالجير والكلس، وهذا النوع من الالتهاب يسمى التهاب سمحاق السنخ.

وقد يمتد هذا الالتهاب في الحالات المتقدمة إلى تآكل معظم العظم والأنسجة الرابطة، وانحسار شديد في اللثة وكشف جذور الأسنان، مما يؤدي في النهاية إلى حركة الأسنان وتخلخلها ومن ثم سقوطها. وقد يصاحب هذا النوع تكون خرّاج وصديد ذي رائحة نتنة.

- خامسا: اتبع نظاما غذائيا مناسبا لسلامة أسنانك ولثتك. إن من الأفضل التعود على تناول أطعمة صحية منذ الصغر حتى يصبح لدى الشخص نمط معين في اختيار الغذاء، ومن الملاحظ في عيادة الأسنان كثرة المرضى من الصغار الذين يعانون من كثرة الأسنان المصابة بالتسوس، وعند السؤال عن نمط التغذية لدى الطفل يكون الجواب هو كثرة الأطعمة الغنية بالسكريات، والمشروبات الغازية، والعصائر والمأكولات ذات النكهات الصناعية التي لا تحتوي على أي قيمة غذائية.

إن تكوّن التسوس أو النخر في السن يحدث بواسطة تفاعل البكتريا الموجودة على طبقة البلاك على سطح الفم، والنتيجة هي تكوين الأحماض التي بدورها تنشأ عملية النخر في الأسنان خلال عشرين دقيقة أو أكثر بقليل، فمن هنا يأتي دور تفريش الأسنان لتعمل على إزالة طبقة البلاك المحتوية على البكتيريا.

تجنب المواد المحتوية على السكريات الصناعية، وإن لم يكن ذلك بالإمكان فبتقليل كميته، ويجب التأكد من نسبة النشويات والسكريات المكونة للأطعمة المتناولة عن طريق قراءة المكونات على العلبة، حيث إنه كلما كثرت نسبة السكريات في الأطعمة زادت نسبة التسوس.

إن من أفضل الأطعمة لصحة الفم والأسنان: الحليب والأجبان، واللحوم البيضاء، والمكسرات، حيث إنها تساعد على حماية طبقة المينا لكونها غنية بالكالسيوم والفسفور الضروري لتقوية هذه الطبقة من السن.

إن اتباع هذه الخطوات يمثل أقل الالتزامات التي يجب القيام بها تجاه أسناننا لسلامتها والحفاظ عليها، وللحصول على ابتسامة صحية جميلة مدى الحياة.