العباءة .. موضة حائر بين ثقافات دول الخليج

عباءتان مطرزتان بالكريستال والورود من مجموعة «هدى وميرنا أبو الهدى»
عباءتان مطرزتان بالكريستال والورود من مجموعة «هدى وميرنا أبو الهدى»

أصبحت العباءة في المجتمع الخليجي بالتحديد مصدر إلهام للعديد من المصممين، الذين أصبح هاجسهم استقطاب وتلبية رغبات من تبحث عن التميز بشتى الوسائل والأساليب، حتى أضحت العباءة أشبه بفساتين سهرة في ابتكاراتها، مع لمسات خفيفة تبقي على معالم هويتها الخليجية.


والملاحظ أن الفتيات الصغيرات أكثر من يقبلن على التصميمات الغريبة والجديدة، مما حدا بأصحاب المحلات إلى إدخال الدانتيل والكريستال والإكسسوارات الذهبية والفضية وطباعة الصور لتغيير نمطية العباءة وإخراجها من سوادها التقليدي.

وهكذا تحولت إلى لوحات متحركة تعبّر عن شخصية مرتديتها ورغبتها في التميز أو لفت الانتباه إلى أناقتها.

تقول سهام، مديرة معرض السيدة الأولى للعباءات بمركز صحارى، إنها تتعامل مع طبقات مختلفة من السيدات فهناك من تسأل عن التصميم أولا وهناك من تبحث عن الأشكال الغريبة والألوان الجديدة.

وتضيف أن بعض الزبونات يطلبن أحياناً تصميما يفصل حسب مقاسهن ورؤيتهن، حتى يتفردن به ولا يرين له مثيلا لدى أخريات، وهو ما تحاول تلبيته. لكنها تضيف أن للتميز ثمنا، فتكلفة العباءات الجاهزة أقل بكثير من تكلفة المفصلة حسب الرغبة، التي قد يصل سعرها إلى عشرة آلاف درهم إماراتي.

وتشير إلى أن سعر العباءة يزيد حسب كمية أحجار الكريستال وجودتها، وهو ما يؤكده أيضا أصحاب المحلات المتخصصة، بقولهم إن أسعار العباءات المرصعة بالكريستال تتفاوت من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف درهم إماراتي (2700 دولار أميركي).

الجديد في هذه التصميمات أنها مخصصة لكل المناسبات، أي للاستعمال في البيت والمناسبات الخاصة على حد سواء، لأن بعضها مصنوعة من الدانتيل، فعندما تلبس فوق فستان، فإنه يظهر من تحتها بشكل جذاب، مما يجعلها جزءا مكملا له خصوصا إذا كانت مرصعة أيضا بالأحجار.

وتشير سهام إلى أن الإماراتيات يعتمدن في شراء العباءة على الشكل الرزين مع الجودة العالية والعملية، بغض النظر عن السعر، لأنهن يلبسنها في غالب يومهن، بما في ذلك أماكن عملهن، فيما تبحث السعوديات عن الشكل المميز والجذاب، أيضا بغض النظر عن السعر، لكن هدفهن هو عباءات للمناسبات الخاصة.

وهذا ما أكدته نسمة محمود، وهي مدرسة في إمارة الشارقة، بقولها إن المعلمات لا يستغنين عن العباءة طيلة فترة الدوام رغم أن المدرسة مخصصة للفتيات فقط، لأن العباءة في الإمارات، حسب رأيها، جزء من الهوية والثقافة مثلها مثل الثوب والشماغ بالنسبة للرجل.

ويمكن القول إن العباءة أصبحت أيضا عنصرا جذابا لبعض مصممات الأزياء اللاتي وجدن في هذه الحلة مجالا خصبا للإبداع.

تقول ولاء الجيزاوي، وهي مصممة أزياء تحولت إلى مجال العباءات، إن هذه الأخيرة فتحت لها فرصة أكبر للإبداع فضلا عن أن المقابل المادي فيها مجد.

 وتضيف ولاء أن متعة تصميم العباءات تكمن في أنها ذات لون واحد، وأن ما يختلف هو نوع القماش والخيوط والإكسسوارات، مؤكدة أن العباءة لا تخضع لموسم ما، ولا تتأثر بوقت ركود، لأن النساء يستعملنها ويستفدن منها على مدار السنة، وإن كان البعض منهن يغيرنها كل ثلاثة أشهر.