لأول مرة .. إستئصال كلية سليمة عبر المهبل

العملية هي الأولي من نوعها وتعد  تعد أضافة علمية
العملية هي الأولي من نوعها وتعد تعد أضافة علمية

في ظل الخطوات المتلاحقة التي ينجح من خلالها الأطباء في أكبر الجامعات والمعاهد البحثية العالمية في تسطير إنجازات وطفرات طبية ملموسة ليس فقط من الناحية العلاجية، لكن أيضًا من الناحية الجراحية التي لطالما ظلت هاجسًا مؤرقًا لكثير من المرضى حول العالم نظرًا إلى التعقيدات والتقنيات التي قد تشتملها في بعض الأحيان مثل هذه الجراحات وبخاصة إذا كانت مرتبطة بعمليات صعبة إلى حد ما، أعلن أطباء أميركيون عن أنهم تمكنوا للمرة الأولى من استئصال كلية سليمة من إحدى المتبرعات من خلال أسلوب جراحي دقيق، تضمن إحداث شق صغير في الجزء الخلفي من مهبل المتبرعة لإتمام العملية !


هذا وقد تم استخلاص الكلية عبر الجراحة النادرة التي تمت من خلال المهبل، من سيدة تبلغ من العمر 48 عامًا من منطقة ليكسينغتون بارك في ميريلاند يوم التاسع والعشرين من شهر يناير الماضي. وقال أطباء الجراحة الذين قاموا بتلك العملية الفريدة إن هذا الإجراء جنبهم الحاجة لفتح بطن الشخص المتبرع ، كما في مثل هذه الحالة، بطول يتراوح ما بين 5 إلى 6 بوصات، ولم يظهر على بطن الشخص المتبرع بعد الخضوع للأسلوب الجراحي الجديد سوى ثلاثة ندوب في حجم حبة البازلا، أحدها يختبئ في منطقة السرة.

وقال دكتور روبيرت مونتغوميري، رئيس قسم زراعات الأعضاء في كلية الطب التابعة لجامعة جون هوبكينز الأميركية، والذي قاد الطاقم الطبي الذي أجرى تلك الجراحة التاريخية: "لقد تم استخلاص وزرع الكلية بشكل ناجح في جسم بنت أخت السيدة المتبرعة، وبعدها تحسنت الحالة الصحية لكلتا المريضتين بشكل جيد وتحسنت حالتهما ".

وعلى الرغم من أن عمليات استخلاص الكلى بمثل هذا الأسلوب الجراحي قد تم إجراؤها من قبل بغرض إزالة كلى مصابة بالسرطان أو أخرى معطلة لا تقوم بوظائفها تعرض الحالة الصحية للمريض للخطر، إلا أن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها استخلاص كلية سليمة بهذا الأسلوب الجراحي بغرض التبرع. وأضاف مونتغوميري :" نظرًا لأن عمليات استخلاص الكلى من المتبرعين وزراعتها هي الأكثر انتشارًا من بين عمليات إزالة الكلى – نحو 6000  عملية سنويًا في الولايات المتحدة – قد يكون للإجراء الجراحي الجديد تأثير ضخم على عزم الأشخاص بالتبرع من خلال توفير المزيد من الخيارات الجراحية ".

وأوضح مونتغوميري قائلاً:" منذ إجراء أول عملية تبرع لكلية بواسطة الكشف المجهري للبطن في جامعة جون هوبكينز في عام 1995، أصيب الجرّاحون بحالة من الانزعاج بعد أن وجدوا أنهم في حاجة إلى إجراء شق كبير نسبيًا في بطن المريض بعد الانتهاء من إزالة الكلية من جسم الشخص المتبرع. ويعتقد أن هذا الشق يزيد من آلام المريض وخلال مرحلة الاستشفاء والنقاهة. كما أن إزالة الكلية من خلال منفذ طبيعي أمر من شأنه أن يعمل على تسريع عملية شفاء المريض بالإضافة إلى عدم إحداث أي تشوهات وتقديم أفضل نتيجة تجميلية".

ويتم إجراء جراحتي الفحص المجهري للبطن والذي يتم عبر المهبل يتمان بمساعدة كاميرات مشابه للصولجان وأدوات يتم إدخالها عبر شقوق صغيرة. وتشتمل العملية التي تتم عبر المهبل على أداتين مشابهتين للصولجان يمران من خلال شقوق صغيرة في البطن، وآلة ثالثة مرنة مزودة بها كاميرا، تستقر في منطقة السرة. كما كشف مونتغوميري عن أن هذا الأسلوب الجراحي الجديد يستغرق حوالى ثلاث ساعات ونصف، وهي المدة نفسها تقريبًا التي تستغرقها جراحات الفحص المجهري للبطن التقليدية.