«المغلي» .. يرحب بالمواليد وتتنافس على تحضيره الجدات

 المغلي من الحلويات التي تتمتع بفوائد غذائية عالية، لما يحتوي عليه من فيتامينات ومعادن
المغلي من الحلويات التي تتمتع بفوائد غذائية عالية، لما يحتوي عليه من فيتامينات ومعادن

رغم كل ما يبتدعه صناع الحلويات والاختصاصيون من ابتكارات في عالم الضيافة، من شوكولاته وسكاكر، للترحيب بالمولود الجديد، لا يزال المغلي يتربع على عرش هذه الأطايب دون منازع.


وإن درجت العادة في السابق على إعداد المغلي احتفاء بالذكور دون الإناث، فاليوم انتفت الاستثناءات وصار المغلي الحاضر الأبرز لدى استقبال الضيوف المهنئين بالمولود الجديد.

واللافت أن هذا الطبق تمكّن من الاحتفاظ بمكانته وبالتقاليد التي ترافق إعداده، رغم كل التغيرات التي يفرضها نمط الحياة الاستهلاكية.

فمن اختيار أجود المكونات وطهوه، مروراً بالحرص على إضافة المقادير بدقة للحصول على اللون المطلوب والمذاق اللذيذ، وصولا إلى طريقة تقديمه، كل هذه المراحل تفرض درجات عالية من العناية وإجادة الاختيار.

فإذا لم تأت إحداها على المستوى المطلوب فسد الشكل العام للمغلي وتحول إلى مصدر للتندر والسخرية.

وأحياناً كثيرة تشهد الأيام الأولى للولادة منافسة كبيرة بين المتناوبات على إعداد المغلي، لا سيما بين جدتي المولود.

ومن باب التباهي تبدآن بتبادل النصائح، فإذا نصحت الأولى باستخدام نوع معين من الأرز الناعم، تسارع الأخرى إلى التأكيد أن نوع القِدر المستخدم هو الأهم، إذ تفضل بعض النساء الابتعاد عن طناجر الضغط (البريستو)، واستخدام القِدر العادي والملعقة الخشبية للتحريك، وإلا فسدت النكهة.

ولا يفوت «القيمات» على تحضير المغلي الحرص على إضافة الكمية المطلوبة من البهارات والأطايب، الكفيلة بإضفاء النكهة المميزة، فإذا تم الإكثار منها صار لون المغلي داكناً وأصبحت بالتالي طاهيته محطاً للسخرية، إذ غالبا ما يقال عنها في هذه الحال إن وجهها متجهم.

والاعتناء بالشكل لا يقل أهمية عن الاهتمام الذي يولى للمضمون، وإذا كانت العروس تحرص على شراء الأطباق والملاعق الفضية وضمها إلى جهازها، عملا بنصيحة والدتها واستعداداً للمناسبة السعيدة، بات في إمكانها اللجوء إلى وسائل أخرى أقل كلفة وأكثر تنوعاً، منها استئجار غلافات جلدية من المحترف الذي تشتري منه الشوكولاته المزينة بالطريقة والألوان نفسها.

وأكثر ما يمتاز به المغلي هو تلك الزينة التي ترش عليه، من جوز الهند المبشور والمكسرات (الصنوبر، الفستق الحلبي، الجوز، اللوز، الزبيب) التي تشكل مفتاحاً لتحديد درجة كرم السيدة أو بخلها، فالمعروف أن الإكثار من المكسرات مرادف للكرم، والتقليل منه دليل البخل، وهذا ما يفسر قلق الكثيرات ورغبتهن في اجتياز «امتحان المغلي»، والحصول على علامات جيدة، تجنباً لما يمكن أن يصدر عن ألسنة البعض.

على أية حال، يبقى المغلي من الحلويات التي تتمتع بفوائد غذائية عالية، لما يحتوي عليه من فيتامينات ومعادن، كما أكدت اختصاصية التغذية اللبنانية نانسي حبيقة لـ«الشرق الأوسط»، ونصحت السيدة التي تضع مولودها حديثاً بتناول المغلي لما فيه من مميزات، إذ إنه يساعد على إزالة التشنجات العضلية، وتحفيز نسبة إدرار اللبن لدى المرضعات.

وتناولت مثلث القرفة والكراوية والينسون، فأوضحت أن «الدراسات الحديثة أثبتت التأثير الإيجابي للقرفة في خفض نسبة السكر والكوليسترول السيئ (LDL) في الدم.

والمعروف أن القرفة استخدمت منذ القدم في الطبيْن، الشرقي والغربي، لمحاربة أمراض الربو والقرحة، كما أن لها تأثيراً مماثلا للأدوية المضادة للالتهابات ومدرّة للبول.

أما الكراوية فترفع نسبة اللبن لدى المرضعات، ومن الأفضل تناولها مع العسل لتحفيز هذه الإفرازات.

وإذا أتت الولادة في الشتاء يساعد المغلي من خلال الكراوية على محاربة السعال والحساسية، عبر إخراج البلغم ومحاربة الجراثيم، خصوصاً تلك التي تهدد الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز البولي.

 والأهم بالنسبة إلى اللواتي يخضعن لعمليات جراحية، أن الكراوية تبعد الجراثيم عن الجروح، فضلا عن أنها تساعد على تنظيم دقات القلب وخفض ضغط الدم ونسبة الكوليسترول.

وتساعد الكراوية والينسون على خفض التشنج، وتحديداً عند منطقة الرحم. ويقي الينسون من الأمراض السرطانية لاحتوائه على مادة الكوماران، ويساعد على التخلص من الغازات، فضلا عن أنه غني بالفيتامينات».

بالانتقال إلى الجزء الثاني، أي المكسرات، تؤكد حبيقة أن «المكسرات مفيدة جداً؛ لاحتوائها على الكثير من المعادن والفيتامينات والألياف التي تقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب، فضلا عن أنها غنية بالمواد المضادة للتأكسد، ومنها فيتامين «E» والسيلينيوم. كما تحتوي على الدهون غير المشبعة والأوميغا-3، وهذه مادة مهمة جداً لخفض الكوليسترول السيئ في الدم».

وأشارت إلى أن الجوز يساعد على تحسين نوعية لبن المرضعات، لذلك ينصح بتناوله. وذكرت أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الأوميغا-3 تعزز ذكاء الرضيع، وتشكل مادة ضرورية في الشهرين الأولين من العمر، لأن الجهاز العصبي يتكون في هذه المرحلة، حتى إن العلماء ينصحون بأن تبدأ الحوامل بتناوله ابتداءً من الشهر السادس؛ لما له من دور مهم في تكوين الجهاز البصري للجنين».

المقادير لثلاثين شخصاً:
4 أكواب من الأرز الناعم.

8 أكواب من السكر.

28 كوباً من الماء.

ربع كوب من الكراوية الناعمة.

3 ملاعق طعام من القرفة الناعمة.

ملعقتا طعام من الينسون الناعم.

كوبان من الجوز المفروم فرماً خشناً.

كوب من الصنوبر.

كوب من الفستق الحلبي المقشور.

كوبان من جوز الهند المبشور.

طريقة التحضير:
1- يخلط الأرز والكراوية والقرفة والينسون الناعم والسكر جيداً، ويوضع هذا الخليط في طنجرة الضغط الكبيرة، ويضاف الماء إلى الخليط. يحرك الخليط جيدا، وتوضع طنجرة الضغط على النار.

2- يحرك الخليط باستمرار بملعقة خشبية حتى يغلي.

3- تغلق طنجرة الضغط، وتوضع صفارة الطنجرة عليها.

4- تترك طنجرة الضغط على نار خفيفة جداً لمدة ساعة.

5- ترفع طنجرة الضغط عن النار، وتبرد بصب الماء البارد عليها، ثم ينزع الغطاء عنها.

6- توضع طنجرة الضغط على النار، ويحرك المزيج بالملعقة الخشبية جيداً لمدة 20 دقيقة.

7- يصب المغلي في أطباق صغيرة أو كبيرة حسب الذوق.

8- تزين الأطباق بجوز الهند المبشور، ثم بحبات الصنوبر المنقوعة، ثم تنثر حبات الفستق الحلبي والجوز المفروم فوق الأطباق بالتساوي. يؤكل هذا الطبق بارداً.