الطرق المناسبة للتعامل مع طفلك العنيد

يمثل التعامل مع الطفل العنيد نوعًا من التحدي بالنسبة لوالديه عند الرغبة في دفعه لفعل الحاجيات الأساسية؛ مثل الاستحمام وتناول الطعام، أو الذهاب للنوم، والتي تعتبر مع هذا النوع من الأطفال بمثابة معركة يومية.


وبدون قصد يشجع الوالدان سلوك الطفل المتصلب من خلال الاستسلام لنوبات الغضب التي تصيبه.

وأفضل طريقة للتعامل مع طفل عنيد أن يظهر له والداه أن سلوكه غير مناسب أو لن يفيد بشيء، مع الانتباه لسلوكه الجيد للحصول على نتيجة مرغوبة، وهنا أهم النصائح التي يقدمها لك الأطباء النفسين وخبراء الأبوة والأمومة ليتعامل بها الوالدان مع طفلهما العنيد.

جدير بالذكر أنه ليس كل طفل يمارس إرادة حرة يعتبر من النوع العنيد، فمن المهم الفهم التام والتفرقة بين كون طفلك عنيدًا أو حازمًا قبل الإقدام على أي فعل قوي؛ لأن الأطفال الذين يتمتعون بإرادة قوية وحزم قد يتمتعون بذكاء عالي وقدرة على الإبداع، فهم يسألون الكثير من الأسئلة والتي قد تبدو في ظاهرها مثل العصيان، ولهم آرائهم الخاصة ويقدمون الأعمال المساعدة لغيرهم.

وهنا بعض الصفات التي يتسم بها الطفل العنيد:
1- هو بحاجة قوية ليعترف به من حوله ويستمعون إليه جيدا لذا غالبا يسعى إلى لفت انتباه والديه.

2- يستطيع الاعتماد على نفسه بطريقة عنيفة.

3- لديه عزيمة قوية على فعل ما يحب.

4- ينتاب كل الأطفال نوبات غضب، لكن الأمر أكثر بكثير مع الطفل العنيد.

5- لديه صفات قيادية قوية وأحيانا كثيرة يكون متسلطًا.

6- يحب أن يفعل كل شيء على طريقته الخاصة.

قد يكون من الصعب السيطرة على الطفل قوي الإرادة، لكن الأمر ليس سيئًا بشكل تام، فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين غالبا ما يكسرون القواعد ويتحدون المعايير، يحققون في نهاية الأمر إنجازات في التعليم واختيار مجال عملهم، ولا يميلون لسلك طريق خاطيء مع أصدقائهم.

والآن إليك وسائل التعامل المثالية مع الطفل العنيد
1- الاستماع دون جدال

التواصل طريق باتجاهين، فلو رغبت أن يستمع إليك طفلك فيجب أن يكون لديك رغبة في الاستماع إليه أولا، مع العلم أن الطفل قوي الإرادة يمكن أن يكون لديه آراء قوية ويميل للجدال.

وربما يصبح متحديا لك لو شعر بعدم اهتمامك لسماعه، وفي معظم الأوقات عندما يصر طفلك على فعل شيء أو عدم فعل شيء آخر فإن الاستماع إليه وبدء حوار مفتوح حول ما يزعجه يمكن أن يكون أمرًا جيدًا، إذن كيف تعلمين طفلًا عنيدًا عمره خمس سنوات أن يستمع إليك؟ يجب على الوالدين التقرب منه أو منها بأسلوب هاديء وسلوك عملي دون التصادم وجها لوجه.

2- يجب التواصل معه وليس إجباره
عندما يجبر الوالدان طفلهما على عمل شيء يميل للعصيان أو فعل أي شيء ممنوع، وهذا مصطلح يعرف السلوك بـ (الرغبة المضادة) وهي خصلة شائعة للطفل العنيد، فهذا السلوك بديهي ولا يقتصر على الطفل العنيد وحده فيجب على الوالدين التواصل مع أطفالهما.

على سبيل المثال فإن إجبار طفلك البالغ من العمر ست سنوات والذي يصر على مشاهدة التلفاز بعد وقت نومه لن يفيد، وبدلا من ذلك يجب على الأم الجلوس معه وإظهار اهتمامها بما يشاهد طفلها، وعند إظهار الاهتمام يمكن أن يستجيب طفلك لما تريدين.

فالأطفال الذين يتواصلون مع والديهم أو من يقدمون لهم الرعاية يصبح بينهم نوع من التعاون، فخلق نوع من التواصل المسئول مع الطفل العنيد يجعل من الأسهل التعامل معه دون بذل جهد في العراك.

3- منحه اختيارات
للأطفال طريقة تفكير خاصة بهم وغالبا لا يحبون أن نقول لهم ما عليهم فعله، فمثلا لو قالت الأم لطفلها أن عليه النوم في التاسعة مساءا سيجيب عليها بالرفض الشديد.

لذا يجب أن نقدم له اختيارات وليس أوامر وبدلا من إخباره بأن يذهب للنوم اسأليه لو كان يرغب في قراءة قصة قبل النوم، ويجب أن تعرضي عليه أكثر من قصة ليختار من بينها.

وقد يظل طفلك رافضا للنوم وفي هذه الحالة عليك التعامل مع الأمر بهدوء وتكرار ما تقولين عدة مرات لو كان في حاجة لذلك، فمع التكرار قد يستسلم طفلك.

أحيانا تقديم اختيارات كثيرة للطفل يضعه في نوع من الحيرة ولا يمكنه الاختيار، لذا يجب تقليل عدد الاختيارات للحد الأدنى وإخباره بالانتقاء.

4- على الوالدين البقاء هادئين
يخلق الصراخ على طفلك العنيد حوارًا غير طبيعي بينه وبينك، وسيصرخ في المقابل وقد يستقبل صراخ والديه على أنه دعوة للعراك، وهذا سيزيد الأمر سوءًا لذا يجب إنهاء الحوار بطريقة عملية ومساعدة الطفل على فهم الحاجة لعمل شيء ما أو سلوك ما بأسلوب محدد.

إذن ماذا يجب على الوالدين فعله لتهدئة النفس؟ يفضل ممارسة بعض التأمل والتمرينات أو الاستماع للموسيقى خاصة النوع المهديء، أو عزف الموسيقى التي تساعد على الاسترخاء أو حتى الاستماع لها، ومع تشغيل أو عزف الموسيقى المفضلة لطفلك فقد يهدأ الطفل أيضا.

5- احترام الطفل
لو أردت أن يحترمك طفلك فيجب أولا أن تحترمي قراراته وتحترميه هو أيضا، فلن يقبل طفلك سيطرتك عليه لو حاولت إجباره، وفيما يلي قليل من الطرق التي تظهر الاحترام في علاقتكما:

1- السعي للتعاون وعدم الإصرار على التوجيهات.

2- الالتزام بقواعد متساوية لكل أطفالك وعدم التراخي في تنفيذها.

3- التعاطف معهم وعدم تجاهل مشاعرهم أو أفكارهم.

4- عودي طفلك على عمل ما يمكنه لنفسه، واعملي على إغرائه ليعمل شيئًا مفيدًا له لتقليل العبء من عليه وهذا سيخبره بأنك تثقين به.

5- قولي ما تعنيه وافعلي ما تقوليه.

6- العمل معه
لدى الطفل سواء العنيد أو قوي الشخصية حساسية كبيرة تجاه الطريقة التي تعاملينه بها، لذا يجب أن تكوني مراعية ومنتبهة لنبرة الصوت ولغة الجسم والكلمات التي تستخدمينها، فعندما لا يشعر الطفل بالراحة من سلوك الوالدين معه يفعل ما يعرفه لحماية نفسه، ويكون ذلك في صورة عصيان وإظهار للعداء.

- وبتغيير الطريقة التي تتقربين بها مع طفلك العنيد يمكن للطفل تغيير طريقة ردة فعله نحوك، وبدلا من إخباره بما عليه فعله يجب مشاركته به.

- استخدمي جملًا مثل "هيا نفعل هذا" أو "ما رأيك لو جربنا ذلك.." بدلا من أن تقولي "أريدك أن تفعل كذا..".

- استخدمي نشاطات مرحة لتحفيز طفلك على عمل شيء ما، فعلى سبيل المثال لو رغبت أن يرتب طفلك ألعابه يمكنك البدء بعمل ذلك بنفسك واطلبي منه أن يساعدك.

- يمكنك أيضا تحديد وقت لعمل النشاط وتحدي الطفل لترتيب الألعاب أسرع منك، وهي من الحيل الذكية التي تأتي بنتيجة جيدة.

7- التفاوض
من الضروري أحيانا التفاوض مع أطفالك، فمن الشائع للأطفال أن يتصرفوا بغرابة عندما لا يحصلون على ما يريدون، ولو رغبت أن يستمع إليك، فعليك معرفة الذي يمنعه من عمل ذلك.

- ابدأي بطرح بعض الأسئلة مثل "ما الذي يزعجك؟" أو "هل هناك مشكلة؟" أو "هل تريد أي شيء؟" لتحفيزه على الفضفضة لك، وهذا سيوضح له احترام رغباته وأنك على استعداد لوضعها في الاعتبار.

- لا يعني التفاوض أن من الضروري دائما الخضوع لطلبات طفلك، أهم شيء أن تظهري التعاطف والتصرف بطريقة عملية.

- فعندما يكون طفلك رافضا الذهاب للنوم يجب عليك بدلا من الإصرار على إجباره أن تجربي وتفاوضي معه بأن هذا الوقت للنوم يناسبك ويناسبه أيضا.

8- خلق بيئة ملائمة في البيت
يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة والتجربة فلو وجدوا والديهم يتجادلان طوال الوقت، فسيتعلمون تقليدهم.. فالمشكلات الزوجية بين الوالدين يمكن أن تؤدي إلى تكوين بيئة متوترة في المنزل وتؤثر على سلوكيات الأطفال وحالتهم المزاجية، وطبقا للدراسات تؤدي هذه المشكلات إلى انسحاب الطفل اجتماعيا وحتى العدوانية.

9- فهم وجهة نظر طفلك
من الأفضل تفهم سلوك طفلك العدواني وجربي النظر إلى الموقف من وجهة نظره هو، وضعي نفسك مكان طفلك وتخيلي ماذا سيكون تصرفه بهذه الطريقة، فكلما فهمت طفلك أكثر كلما كان تعاملك معه أفضل.

فلو كان طفلك ليس لديه استعداد لعمل واجبه المدرسي، فمن الممكن أن يكون شاعرًا بالعبء الكبير أو أن الواجب كثير عليه، وبدلا من الصراخ يمكنك تفهمه وتقسيم الواجب إلى مهام صغيرة يمكن إكمالها في وقت قصير.

10- تعزيز سلوكه الإيجابي
هناك أوقات عندما لا تعرفين ماذا تفعلين مع الطفل العنيد للتحكم في غضبه وسلوكه العدواني، لكن لو تصرفت بدون تفكير يمكن أن تزيدي الموقف السلبي تجاه المشكلة أو تحفزين سلوكه السلبي دون أن تقصدي.

فمثلا قد يقول الطفل "لا" تقريبا على كل شيء تقولينه، فيجب أن تفكري في ذلك وتسألي نفسك هل أنت أيضا تقولين "لا" كثيرا؟ لو كانت إجابتك بنعم فأنت من أكسبه هذا التصرف.

ومن الوسائل التي تغير ردود الأفعال السلبية لطفلك العنيد هي لعبة "نعم" وهي أسلوب ذكي يوصي به الخبراء.

وعند لعب هذه اللعبة، على طفلك أن يقول "نعم" أو " لا" لكل شيء، وبطرح أسئلة عليه مثل "هل تحب الأيس كريم، أليس كذلك؟" أو "هل تلعب بألعابك؟" وفي مثل هذه الحالات ستحصلين على الرد "نعم" من طفلك وكلما زادت ردات الفعل الإيجابية كلما شعر أكثر أنك تسمعينه وتقدرينه.