"التين الشوكي" يغزو شوارع القاهرة

يرتبط ظهور التين الشوكي في شوارع القاهرة بقدوم فصل الصيف، فما إن ترتفع حرارة الجو حتى يقبل عليه الجميع لما يتمتع به من فوائد صحية، وقدرة على مقاومة الجفاف، وإنعاش للجسم أيضاً، فضلاً عن ذلك بات لهذه الثمرة جمهور عريض، فالأمر لم يقتصر على عرضه في المناطق الشعبية، لكن بائعيه يجدون لأنفسهم سوقاً رائجة في شوارع الأحياء الراقية والعريقة.


على ناصية شارع إيران في منطقة الدقي بمحافظة الجيزة، يقف الفتى محمد على عربة محملة بالتين الشوكي، حاملا في يده سكيناً يقطع به قشرة الثمرة، غير عابئ بما تحدثه أشواكها من جروح، ليسلمها إلى زبونه بابتسامة خفيفة، في مقابل جنيه ونصف الجنيه للحبة الواحدة، حيث ينتشر وعدد من أقرانه لبيعه في مناطق بضاحية المهندسين ووسط القاهرة، في أغلب الأحيان.

محمد، القادم من محافظة بني سويف، (جنوب القاهرة)، يحكي لـ«الشرق الأوسط»، عن دورة زراعة التين في بلدته، وفى صعيد مصر بشكل عام، حتى وصوله إلى المستهلكين، لافتاً إلى أنه يُزرع خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، ويتم جمعه فجراً وقاية من الأشواك، التي تبدو أكثر بروزها مع حرارة الشمس، بعدها يتم نقل معظمه إلى محافظات القاهرة الكبرى لبيعه على عربات خشبية صغيرة.

في أواخر 2017، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، إلى نشر الوعي بشأن الفوائد الصحية والزراعية للتين الشوكي، الذي اعتبرته حلا أساسيا لأزمة الجفاف في المناطق الحارة، ومصدراً أساسياً لتغذية السكان وإمدادهم بالماء، ووصفته بأنه «غذاء المستقبل»، حيث يزرع في 26 دولة، خارج موطنه الأصلي «المكسيك».

هناك أكثر من لون لثمرة التين الشوكي، كما يحكي محمد، لكن النوعين الأبرز في مصر هما الأصفر، والمعتاد، والأحمر، الذي يطلق عليه مجازاً «الفراولة»، لتشابه لونهما، لكن البعض يختلط عليه الأمر في الاختيار من بينهما، لكن محمد يرى عدم وجود فروق بين النوعين في الطعم.

بالإضافة إلى رخص ثمنه، يحتوي التين الشوكي، على قيمة غذائية كبيرة، وفقاً لتأكيد رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية في مصر، الدكتور مجدي نزيه، لافتاً إلى «احتواء الثمرة على قدر من السكريات والكالسيوم وفيتامين (سي) مما يحفز الجهاز المناعي للجسم، ويمدوه بالطاقة اللازمة للنشاط، ويساعد على حماية الأسنان، والوقاية من هشاشة العظام».

ويحتوي التين الشوكي أيضا بحسب رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية على مركبات الفلافونويد، التي تقي من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما يعمل على تنشيط القلب والبنكرياس والأوعية الدموية، وينصح به خبراء التغذية للمساعدة على فقدان الوزن للمصابين بالسمنة نظراً لقلة الدهون المشبعة به، ويستخدمه الكثير من شركات التجميل في مستحضراتها لقدرته على علاج جفاف الجلد وترطيبه، حيث يتخطى سعر اللتر الواحد من زيوته مئات الدولارات.

ويرى وجدي عبد اللطيف، بائع التين في منطقة قصر العيني، القادم من محافظة أسيوط، أن بضاعته تعد مرطباً يعادل الآيس كريم في حلاوته، وقال الطبق الكامل الذي يحوي من 15 إلى 20 حبة يتراوح ثمنه من 20 إلى 40 جنيهاً، بالإضافة إلى ذلك يسهل حفظها داخل الثلاجة لأكثر من يوم للاستفادة منها في أي وقت».

ويتحدث عبد اللطيف عن بعض التضييق عليهم من الأجهزة التنفيذية، مما يجعلهم يغادرون أماكنهم في الشوارع، لأنهم لا يحصلون على ترخيص مزاولة عمل، ويرى أن ذلك يؤثر على معدل الإقبال عليهم، في كثير من الأوقات، لكنه قال: «نحن كباعة جائلين نتغلب على ذلك بتقليل الثمن».