دار «سوذبي» تتوقع مبيعات قياسية في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية

تقيم دار مزادات «سوذبيز» اليوم بالعاصمة البريطانية مزادا للفنون العربية والايرانية المعاصرة يتضمن أعمالا لمجموعة كبيرة من الفنانين الذين حققت أعمالهم أرقاما مرتفعة في مزادات الدار السابقة في لندن ودبي.


وتتراوح الاعمال المعروضة من اعمال لفنانين صاعدين الى اعمال لأسماء عريقة في عالم الفن، مثل الفنان المصري محمود سعيد الذي يقدم المزاد له ثلاث لوحات منها لوحتا «السيرك» التي يتوقع لها مبلغ يتراوح ما بين 8000 الى 12 الف جنيه استرليني ولوحة «الفلاحة» التي تعرض بمبلغ ما بين 20 الفا الى 30 الف جنيه استرليني وهو مبلغ قد تتجاوزه العطاءات نظرا لمكانة أعمال الفنان محمود سعيد عند محبي اقتناء اللوحات.

وفي خطوة ترويجية عرضت الدار قطعا من المعروضات في المزاد في عرض خاص أقيم في دبي الاسبوع الماضي وهو ما يوسع دائرة العطاءات والمشترين خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الاهتمام الوليد في منطقة الخليج باقتناء الاعمال الفنية والاقبال الذي حظيت به مزادات الدار في المنطقة خلال العامين الماضيين.

ورغم الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على مختلف أنحاء التجارة في العالم إلا ان آثار تلك الازمة قد لا تتضح إلا بعد المزاد وبفحص النتائج والمبالغ التي ستدفع في القطع المعروضة. واستثمارا لنجاحات الفنان الايراني محمد أحساي في المزادات السابقة تقدم الدار له لوحة بعنوان «ولاء للقمر» التي يختلط فيها الحرف الاسود بالارضية الفضية في تشكيل بديع. اللوحة يقدر لها مبلغ ما بين 150 جنيها الى 250 الف جنيا استرليني.

ومن إيران أيضا يقدم المزاد قطعة فنية متميزة للفنان الشهير فرهد موشيري بعنوان «الشاعر العجوز والصبية» التي يقدر لها مبلغ ما بين 150 الى 250 الف جنيه استرليني.

العمل الذي يستوحي الفن الايراني القديم تقابله أعمال أخرى تستوحي الواقع الايراني المعاصر، من بينها صورة فوتوغرافية للفنانة شيرين اليبادي التي تصور فيها فتاة إيرانية ترتدي الايشارب والمعطف اشارة الى الزي المحتشم الذي تلتزم به النساء الايرانيات في الشارع، ولكن الفتاة هنا تصبغ شعرها باللون الاصفر وتضع حلقة من الفضة فوق حاجبها في تقليد للصرعة الشبابية الاوروبية الدارجة، كما انها من الواضح قد خضعت لعملية تجميل لأنفها تدل عليها ضمادة طبية فوق الانف.

وبحسب تعبير الفنانة فان العمل يسعى الى التعبير عن التغييرات الجمالية التي تشكل هوية الشابات الايرانيات، فتحت الحجاب نرى الشعر الاشقر والعدسات اللاصقة الملونة بالاخضر أو الازرق لمنح الفتاة مظهرا اوروبيا تماشيه بوضع الحلقة الفضية على الحاجب والضمادة الطبية على الانف التي اصبحت على حد تعبير اليبادي «رمزا وضرورة للفتيات الباحثات عن الموضة في الطبقة الوسطى الايرانية».

كما يقدم المعرض ايضا أعمالا للفنان الايراني برويز تانافولي الذي يشكل الحرف العربي بجمالية وحس بديع، فيقدم المزاد له قطعة بعنوان «محبو حرف الهاء» يقدر لها مبلغ ما بين 70 الى 100 الف جنيه استرليني. الفنان حقق رقما قياسيا العام الماضي في مزاد دار «كريستيز» عندما بيعت لوحته «برسيبوليس» بمبلغ مليون دولار.

ولا يخلو المزاد من أعمال للفنان تشارلز حسين زندرودي الذي يعرض له لوحة بعنوان «وكان هناك طائر» يقدر لها مبلغ يتراوح ما بين 80 الى 120 الف جنيه استرليني.

المزاد الذي يقام على فترتين يضم أعمالا أخرى للفنان المصري يوسف نبيل والفنان الفلسطيني طارق الغصين واللبناني بول غراغوسيان ومجموعة ضخمة من الاسماء العربية والايرانية. وترى مارغريت ستودر من صحيفة «وول ستريت جورنال» ان المعرض يتميز بأنه يعرض تأثير تاريخ المنطقة العربية على حاضرها الفني من خلال مواضيع مثل الحرب والحرية والهوية وعلاقة المرأة والرجل في المجتمعات الشرقية.

وتظل القيمة الاهم لمزادات الدور العالمية للفنون في تقديمها لفنانين من العالم العربي للجمهور الغربي والعربي ايضا. ويبدو ذلك من النجاح الذي لاقته المزادات التي اقامتها دور المزادات الرئيسية مثل «كريستيز» و«بونهامز» و«سوذبيز» حيث استطاعت نقل الفن العربي والشرقي بصورة مكثفة الى الجمهور الغربي ونجحت في فتح اسواق جديدة وانعاش الاسواق القديمة للفنون وإثرائها بأعمال فنانين جدد.