زراعة الثدي قد تسبّب نوعًا من سرطان الغدد الليمفاوية

حذّرت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية النساء اللواتي أجرين زراعةً للثدي، من أن الأطباء لاحظوا ارتفاعًا مثيرًا للقلق في حالات سرطان الغدد الليمفاوية الخبيث، بين النساء اللواتي أجرين تلك العملية، مما يشير إلى أن هناك ارتباطًا بينهما، وحثّت الإدارة على ضرورة أن تتوخى النساء الحذر.


وسرطان الغدد الليمفاوية المرتبط بعمليات زرع الثدي، التي تُجريها النساء اللواتي سبق وأصبن بسرطان الثدي أو لأغراض التجميل وتكبير الصدر، هو نوع من "ليمفوما اللاهودجكين" الذي يهاجم جهاز المناعة، وعادةً يمكن علاجه إذا ما تمّ اكتشافه في وقت مبكر، وهذا النوع هو شكل نادر من الأورام اللمفاوية، وقليلاً جدًا ما كان يشخّص في المستشفيات، وقد تمّت الإشارة إلى الاشتباه بارتباطه بالزرعات المتعلّقة بسرطان الثدي في عام 2011، لكن لم يكن لدى إدارة الأغذية والدواء ما يكفي من البيانات لتأكيد الصلة ما بين زرعات الثدي وسرطان الغدد اللمفاوية.

وتبعًا لإدارة الأغذية والأدوية، فإن حالات سرطان الخلايا اللمفاوية المرتبطة بزرعات الثدي المحببة (الخشنة)، باتت تتزايد مع ارتفاع عدد وفيات النساء ممن قمن بعمليات الزرع. ففي الولايات المتحدة، توفيت تسع نساء في عام 2017. بينما كان هناك على الأقل 56 حالة إصابة مؤكدة بسرطان الغدد اللمفاوية بين النساء حتى عام 2016، وسجلت ثلاث وفيات في أستراليا. كما أبلغ عدد من البلدان المتقدّمة الأخرى عن أنماط مماثلة من الإصابات.

نوع الزرعات وعلاقتها بالمرض
تأتي الزرعات بأشكال مختلفة من حيث الاستدارة والشكل، وبأحجام مختلفة، وفقًا لطبيعة جسد كل امرأة ورغبتها في الشكل الذي تراه أجمل، لكن هناك نوعان فقط من الغرسات من حيث القشرة الخارجية: محبب (خشن) وناعم، رغم أن القشرة الخارجية لكلا الزرعتين مصنوعة من السيلكون، وكل من الزرعتين لها إيجابياتها وسلبياتها.

وتعود رغبة النساء باستخدام الزرعة المحببة (الخشنة) إلى أن نسيج الثدي حين ينمو يعلق على الغرسة بشكل أفضل ما يعطي المرأة شعورًا بأن الثدي ثابت و"طبيعي" مقارنةً بالزرعة الأخرى، كما أن الغرسات المحببة (الخشنة) لا تتسبّب بمشكلة تسرب السيلكون المحقون التي تعاني منها النساء لدى استخدام الزرعة الناعمة.

راشيل بلوبوند لانغنر، أستاذة جراحة التجميل، تقول "هناك علاقة بين الغرسات المزروعة وهذه الليمفوما، وهذا شيء يجب على المرأة أن تفكر فيه لدى إجراء الزرع"، وقد صرّحت أنها تستخدم الغرسات الناعمة فقط في الجراحات التجميلية التي تقوم بإجرائها وتتجنب المحببة (الخشنة) بسبب صلتها التي أصبحت شبه مؤكدة بسرطان الغدد اللمفاوية.

أما د.تمار ريسمان، اختصاصية جراحة التجميل أيضًا، فقالت إنها توصي بضرورة إرشاد المريضة إلى المخاطر والفوائد المترتبة على كل اختيار، كما توصي بتجنب الزرعة المحببة (الخشنة). وأضافت: هناك 10 ملايين امرأة يتجولن مع ثدي مزروع وعليهن أن يدركن حجم المخاطرة.