المنازل متعددة الوحدات والأغراض تجمع الأسر الكبيرة وتعتبر مصدرا للدخل

المجمعات السكنية توفر الكثير من الخيارات والمزايا لمالكيها
المجمعات السكنية توفر الكثير من الخيارات والمزايا لمالكيها

يعيش برايان وأماندا كالين في منزل الأحلام، ولكنها أحلام شخص آخر. لقد بنى هذا البيت المالك السابق «من أجل زوجته»، هذا ما قاله الممثل الكوميدي برايان كالين. ويقع المسكن المكون من ثلاثة طوابق في مجمع تبلغ مساحته ثلاثة أرباع فدان في إيكو بارك.


ويقول برايان: «هناك أشجار صنوبر قديمة وأخشاب في كل مكان». ولكن هذا لا يعني أنهما لا يقدران مميزات البيت، الذي دفعا 1.3 مليون دولار في مقابل شرائه منذ عدة أشهر.

وكان الجزء الأكبر الحائز إعجاب عائلة كالين في البيت، المكون من ثلاثة غرف للنوم ومساحته 2600 قدم مربعة، هو وحدة سكنية ذات غرفة واحدة للنوم بمساحة 1000 قدم مربعة خلف المرأب، ووحدة أخرى ذات المساحة نفسها بالقرب من الممر الخاص.

وعلى الرغم من أن الحياة في مجمع شيء جديد بالنسبة لهما، إلا أن كالين قال إن وجود أشخاص آخرين في نفس السكن لم يؤثر على حياتهم اليومية.

وأوضح: «هناك استقلال في كل شيء، وهناك مساحة كبيرة من الخصوصية»، وأشار إلى أن المجمع أيضا مصدر للدخل، وهو ما يتناسب مع طبيعة عمله غير المنتظمة.

لا تتابع الجمعية الوطنية أو جمعية كاليفورنيا للوسطاء العقاريين هذا النوع من الإسكان، ولكن يمكن العثور على أعداد لا تحصى من المجمعات المنتشرة في أحياء المنطقة الجنوبية.

وقد نشأ هذا النوع بسبب الملاك الأثرياء حيث يسمح توزيع المناطق بوجود مثل هذه المساكن، وبسبب المشترين الذين يشترون عدة مساكن متجاورة.

ويقول كوري ويس، وهو المدير العقاري لبرودنشيال كاليفورنيا ريالتي في بيفرلي هيلز: «لدينا مشترون أجانب وملاك يريدون أن يسكنوا في وحدة، ثم يؤجرون الوحدات الأخرى». وضرب مثلا بهؤلاء العاملين في مجال الفن، فهم يعيشون ويعملون في وحدة واحدة ويستخدمون الوحدات الأخرى كغرف للضيوف.

قد يعجب مفهوم المجمع السكني المشاهير الذين يسعون إلى التمتع بالخصوصية وللعائلات متعددة الأجيال. يقول ويس إن أحد العملاء، وهو منتج منفذ لبرنامج تلفزيوني، كان مهتما بشراء قطعة أرض كبيرة عليها مسكن شخصي، ومبنى منفصل للمكاتب ذي مدخل خاص، ومنزل إضافي للضيوف، وأن تبعد هذه الأرض عن قرية برنتوود بمسافة قصيرة.

وأضاف: «تطلب الأمر بعض الصبر، ولكني وجدتها. ولكن كان المسكن أصغر مساحة مما كانوا يفضلونه، ولكنهم أدركوا أنه ربما لن يجدوا أبدا مثل هذه الفرصة في وجود ثلاثة مبان منفصلة على مساحة أرض واحدة، تقع على بعد صفين من القرية».

وعلى الرغم من ظهور المجمعات في السوق بين الحين والآخر، كما يقول، إلا أن ذلك كان غير معتاد. ويضيف أن أفضل طريقة لرصد هذه الفرص هو المثابرة ومراقبة العقارات ذات الأقسام المتجاورة أو تقسيم الأراضي ليبنى عليها أكثر من مبنى واحد.

ويوجد لدى ويس حاليا مجمع سكني في حي البندقية به ثلاث وحدات. ويشمل شرفتين علويتين مكونتين من ثلاثة مستويات وبيتا صغيرا به حجرتان للنوم، بالإضافة إلى حمام ماء مالح ويبلغ ثمنه 2.995.000 دولار.

وتعتقد ريجينا بيترسون، وهي عالمة نفس متخصصة في الإكتئاب والقلق في لوس أنجليس، أن اهتمام البعض بالمساكن مثل هذه المجمعات يعكس رغبتهم في استعادة التغير الاجتماعي الذي عاصروه أو كانوا جزءا منه في الستينات. «الفارق الوحيد هو أنها أكثر نظاما وأقل تجربة».

وتضيف إن الحياة المشتركة في مجمع لا يمكنها فقط أن تزيد من الوقت الذي يمضيه أفراد العائلة معا، ولكنها تعزز من ترابط الأسر التقليدية. وتقول بيترسون: «تعيش الأسرة الآن مع أسر أخرى مما يشجع على وجود أهداف مشتركة لتقوية الأسرة بالعمل معا كوحدة واحدة».

«وتسمح المشاركة في الأعمال اليومية الروتينية ومقايضة السلع ورعاية الأطفال، إذا لزم الأمر، أن يقضي أفراد الأسر التي تعيش في مجتمع حميمي وقتا أطول مع أسرهم التقليدية».

وبالنسبة لبعض المشترين، يعتبر المجمع السكني وسيلة للمساعدة في سداد الرهن العقاري. وقد دفع تشاد بارسونز، المؤلف السينمائي والتلفزيوني، مع شريكه الفنان وولفغانغ باور، 399.000 دولار عام 2002 لشراء قطعة مقسمة إلى مبان متعددة بها بيت صغير مساحته 1000 قدم مربعة في البندقية.

وانتقلوا إلى المجمع بعد أن تم تجديد البيت الأصلي الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العشرينات. وعلى مدى العامين التاليين، وضعا تصميما لمنزل مكون من شرفات على طراز المدينة، حيث تشيد وحدتيه إلى جوار بعضهما البعض.

وفي عام 2004، بدآ في بنائه بمساعدة شريك آخر، طبيب الأمراض الجلدية بيتر غولدمان. وتبلغ مساحة كل وحدة، وهي مكونة من ثلاثة طوابق، حوالي 1650 قدما مربعة.

وهم يسكنان في إحدى الوحدتين، بينما يؤجران الوحدة الأخرى والمنزل الصغير. وعلى الرغم من أن إيجار الوحدة والمنزل لا يغطي تكاليف الرهن العقاري والتأمين والضرائب، إلا أنها تقترب منها، كما يقول بارسونز.

ولكن لم يكن اتخاذ قرار السكن في مجمع سهلا. كان بارسونز وباور يشعران بالقلق من أن اتخاذ هذا القرار، بدلا من بناء منزل لأسرة واحدة، قد يؤثر على العزلة والخصوصية التي يقدرونها.

ولكن يقول بارسونز، البالغ من العمر 37 عاما، إنه يشعر وكأنه يعيش في منزل مستقل عندما يكون في داخل وحدته هو وباور البالغ من العمر 42 عاما.

ونسبوا الفضل في ذلك للمهندس المعماري ماغدالينا غلين ـ شينمان، وهو مالك شركة MGS Architecture في البندقية، وهو الذي أقنعهم ببناء المجمع. وقال غلين ـ شينمان إن العملاء الذين يبحثون عن موقع لمجمع غالبا ما يكونوا شبابا أثرياء وأذكياء فيما يتعلق بالأمور المالية.

«إنهم يتطلعون إلى تحقيق الاستفادة القصوى من أصولهم العقارية لتدر أرباحا من خلال المباني الملحقة. وتسمح الوحدات السكنية المتعددة أيضا للعملاء بحياة مريحة في موقع السكن أثناء بناء أو تحديث المسكن الرئيسي.

وقد انتهى بارسونز وباور من بناء مجمعهم الذي تبلغ مساحته 6000 قدم مربعة بإضافة حمام سباحة، يمكن للمستأجرين أيضا استخدامه. ويقع هذا الحمام وسط المباني وهو محاط بالخيزران مما يضفي شعورا بالخصوصية.

ويقول بارسونز: «على الرغم من وجود المستأجرين في الجوار إلا إنهم لا يمكنهم رؤية أي شخص آخر في المكان». ويعتقد بارسونز أنه من الممكن أن تنتشر المجمعات، مثل هذا الذي يملكونه، في المناطق المزدحمة بالسكان».

ويقول: «أعتقد أنه مع زيادة عدد السكان وقلة المساحات في لوس أنجليس، والمناطق الحضرية... من غير الواقعي أن يمتلك الأشخاص قطع كبيرة من الارض عليها منزل واحد فقط».