تزايد الاتجاه إلى المنازل الصديقة للبيئة بين أصحاب العقارات

دراجة في غرفة الأطفال يتعين دورانها لمدة 30 دقيقة لشحن البطارية التي يتم استخدامها لتشغيل ألعاب الفيديو
شيكاغو ـ (أ.ب): أرضية حمام مكونة من الزجاجات المعاد تدويرها، أرضيات خشبية من شجر البامبو المقوى، أما الحديقة فتتم سقايتها بمياه الأمطار المجمعة في براميل بسعة 300 غالون (1135 لترا).


وبداية من الأرضية المزينة بالبلاستيك المعاد استخدامه وحتى السطح المزود بالألواح الشمسية، فكل هذه الأشياء لا تحتاج سوى لمساحة تبلغ حوالي 2500 قدم مربع (232 مترا مربعا)، في معرض للمنازل خارج متحف العلوم والصناعة، والذي تم تصميمه من أجل إظهار كيف يمكن دمج عملية الاستدامة البيئية في منازلنا.
 
وتقول ميشيل كوفمان – المهندسة التي صممت معرض «سمارت هوم» لوكالة الاسوشييتد برس: «لقد حاولنا البحث عن أفكار في كل خيار قمنا به داخل منازلنا .. آملين بذلك أن يستلهم أي فرد زار هذا المعرض بعض الأفكار من أجل إحداث بعض التغيير على أي مستوى، إن بعض الأفراد قد يذهبون إلى أفكار أبعد من تلك، راغبين في بناء منزل جديد بالكامل».
 
ويقول نيت كريدش نائب رئيس مجلس تنمية السوق الإسكاني، في الحقيقة إن المساكن الصديقة للبيئة قد تزايد الاتجاه نحوها حتى في الوقت الذي يعاني فيه السوق الكلي للإسكان.
 
وطبقاً لمسح أجرته مؤسسة ماكجرو هيل لأبحاث وتحليلات الإنشاء لصالح مجلس المباني الخضراء (أو الصديقة للبيئة) بالولايات المتحدة، فإنه من المتوقع أن تمثل المباني الخضراء نحو 6% من عمليات التشييد السكنية، وبزيادة عن عام 2005، حيث كانت النسبة 2% فقط.
 
ويقول كريدش: «إن هذه الصناعة بحاجة إلى أن تقوم بمهمة أفضل، وذلك عبر توفير وطرح المعلومات بين أيدي الأفراد عندما يبحثون عنه».
 
ويقول أحد المسؤولين بالمتحف إن الهدف من معرض شيكاغو هو إظهار أن ادخار الطاقة والحفاظ على الموارد أمر بإمكان الجميع، سواء كان ذلك من خلال المنزل بأكمله أو من خلال خاصية منفردة داخل المنزل.
 
وتتضمن هذه المنازل القياسية - والتي يقول كوفمان عنها أنها تستهلك أقل من نصف الطاقة وثلث المياه التي تستخدم في المنازل التقليدية - مطبخاً يتكون من بالوعة مصنوعة من الرماد الصلب والمتطاير لخشب الرادار؛ وينتج من الفحم المحترق.
 
ويتم تحويل الماء الناتج من الحمام إلى المرحاض، حيث يتم استخدامه من جديد من أجل عملية طرد الفضلات والتنظيف. وتوجد دراجة في غرفة الأطفال يتعين دورانها لمدة 30 دقيقة لشحن البطارية التي يتم استخدامها لتشغيل ألعاب الفيديو.
 
هذا، ويتلقى الزائرون للمعرض دليلاً للموارد التي توضح لهم وظيفة كل خاصية أو مكون بتلك المنازل الصديقة للبيئة، وكيف يمكن تجميعها ومن أين يمكن شراؤها. فنظام الدراجة على سبيل المثال، مصنوع داخلياً من أجزاء تم شراؤها من مواقع عبر الانترنت.
 
وتقول جاسمين دافيس 23 عاماً والتي زارت المعرض مع والدتها: أن المعرض منحها بعض الأفكار من أجل الشقة الخاصة بها وتوضح دافيس: «إنني ممن لا يحبون أن يصنعوا أثراً سلبياً مضراً على الأرض».
 
أما روبرت ريتشاردز، 70 عاماً والذي زار المعرض مع بعض الأصدقاء فيقول: «إن هناك الكثير والكثير لنقوله عن (تلك المنازل) نظراً إلى أنها تستخدم الطبيعة والخامات الطبيعية، إنها مكان مفتوح حيث يمكنك جلب الأشياء التي بالخارج إلى الداخل أو العكس. إنها منازل بُنيت من أجل البشر. كما أنها مقبولة في الحياة الواقعية».
 
من ناحية أخرى يشير دافيد جونستون ـ مالك شركة دولية لاستشارات المباني الصديقة للبيئة في بولدر بولاية كلورادو ـ إن المعرض يعد بمثابة طريقة رائعة لتعريف الأفراد بإمكانات المنازل الصديقة للبيئة، إلا أنه يأمل في أن لا تترك تصميمات المنازل الحديثة زائري المعرض ولديهم «انطباع بأن المباني الصديقة للبيئة يجب بأن تكون عجيبة الشكل ومكشوفة على الشمس أو قبيحة».
 
وتابع: إن أحد الأمور الهامة بالنسبة للمباني الصديقة للبيئة أنها من الممكن أن تبدو مثل أي شيء. فقد تكون مثل البيوت الفنية العادية أو مثل البيوت السياحية في نيو إنجلاند أو المنازل العادية في سانتا في. فأنت لست بحاجة إلى تغيير منظر المنزل حتى يبدو صديقاً للبيئة.
 
وفي نفس السياق يتحدث آن راشفورد ـ مدير مشروع سمارت هوم التابع للمتحف ـ موضحاً لا أحد يتوقع أن الأشخاص سيحاولون إعادة تصنيع ما رأوه في المعرض، «إلا أننا نأمل أن يأخذ الزوار قرارات جوهرية عندما يقررون البناء، وعندما يقررون التجديد».
 
وبينما سيكون من العسير على أصحاب المنازل أن يقرروا أين يمكنهم الحصول على أفضل منفعة مقابل الأموال التي سيدفعونها، يتفق كل من كوفمان وجونستون أن طريقة الاستهلاك الكلي للطاقة ومواد البناء سيعملان على جذب أصحاب المنازل إلى المنازل الصديقة للبيئة.
 
وتقول كوفمان إن أصحاب العقارات يمكنهم إنفاق 1000 دولار من أجل نظام عداد الطاقة والذي يتيح لهم عداد من أجل قياس استخدام الطاقة، وتوضح كوفمان: «حينها يمكنني أن أتابع مدى استهلاكي للطاقة وأن أقوم بالتغييرات اللازمة، فهذه المنازل تكلف أقل فعلياً».
 
ويقول جونستون والذي ألف كتاباً عن المباني الصديقة للبيئة إن الفعالية التي تقف وراء قوانين البناء الحالية، وتوفير الطاقة، وتحسين وإعادة استخدام جودة الهواء داخل المنازل هي ما تجعل المنازل صديقة للبيئة.
 
وتوضح كوفمان: «وإذا كنت ماهراً بالدرجة الكافية، أو من نوعية هؤلاء المؤمنين بمقولة افعل ذلك بنفسك، فإنه يمكنك صناعة غرفة وتحقيق هدفك المنشود». وأضافت إن «سؤال إذا ما كان الناس يريدون أن يصبحوا أصدقاء للبيئة أم لا ليس عسيراً، فهم يرغبون بشيء بديل».